هاني شنودة وسيد مكاوي .. لماذا اختلف الاثنين حول جيلهما ؟

شهد يوم 3 نوفمبر من العام 1985 شبه مناظرة فنية بين الملحنيين هاني شنودة وسيد مكاوي حيث أجرى الصحفي أشرف سويلم حوارًا بينهما باعتبار أن سيد مكاوي من جيل الكبار الذي يمثله سيد مكاوي بينما هاني شنودة يمثل الجيل الحالي عبر فرقة المصريين التي شكلت تيارًا جديدًا في الأغنية.

اقرأ أيضًا
سلسلة الفرق الغنائية (2) هاني شنودة وفرقة المصريين

كان سيد مكاوي يستعد لتلحين أغنية بلاش معاندة للمطربة ميادة الحناوي والتي كتبها عبدالوهاب محمد، بينما هاني شنودة كان يستعد لتلحين مسرحية إيزيس للمخرج كرم مطاوع.

حال أغنية الثمانينيات في رأي سيد مكاوي وهاني شنودة

كان سيـد مكاوي يرى أن الأغنية في تقدم مستمر مثل المجتمع لكن مع الوقت سوف تختفي ما أسماه بـ الفقاقيع التي ظهرت في الغناء والتلحين والتي أساءت إلى الأغنية المصرية، وقال “لقد امتنعت عن حضور لجنة الاستماع في التلفزيون بعد 3 لجان لهبوط مستوى ما يقدم، للأسف الملحنون الجدد لا يبشرون بالخير، لقد ضلوا الطريق وانساقوا وراء السهل والهابط والأمل معقود على الملحنين الكبار”.

أما هاني شنودة فكان يرى شيئًا آخر حيث قال “الألحان في الفترة الأخيرة أصبحت متشابهة والملحنون لا يجتهدون لتقديم الجديد، لكننا توسعنا في أغراض الأغنية فأصبحت هناك أغاني أطفال وأغاني شبابية وأغاني وصفية”. 

الأغنية الجماعية .. لماذا اختلف هاني شنودة مع سيد مكاوي ؟

كان سؤال أشرف سويلم حول أن المستقبل للأغنية الجماعية مناط خلاف بين سيـد مكاوي وهاني شنودة، فالأخير قال “هذه أكذوبة لأن الغناء له أشكال كثيرة ولابد أن تستمر كل أنواع الأغاني، في أمريكا وأوروبا ما زالوا يسمعون حتى اليوم للسيمفونيات رغم ظهور الديسكو والروك”؛ أما هاني شنودة فقال “”هناك مشاعر لا يمكن أن يعبر عنها إلا الفرد والعكس، لذا ستبقى الأغنية الفردية والأغنية الجماعية، وإذا اختفت إحداهما انهارات الأغنية.

الآت الكهربائية .. بين نظرية تغطية الفشل والتطوير اللحني

رفض سيـد مكاوي ما يقال حول أن الآلات الكهربائية الحديثة ساهمت في تطوير الموسيقى وقال عنها “الملحنين لجأوا إلى هذه الآت لتغطية مساوئ من يغنون”.

أما هاني شنودة أخذ رأيًا مغايرًا إذ أكد على أن كل الآلات الحديثة هي في الأصل آلات مصرية مسجلة في رسوم المعابد المصرية القديمة، فالأورج آلة مصرية قديمة وهذا مذكور في جميع المراجع الموسيقية الأجنبية وأول أورج بني في العالم منذ 2000 سنة قبل الميلاد في الإسكندرية وهو الأورج المائي الذي يقوم ضغط المياه بدفع الهواء في أنابيبه، أما الجيتار فتطور عن آلة اللوت التي هي في الأصل العود الفرعوني فإذا كانت هذه الآلات تطورت في الغرب فإنني أرى أننا أحق الناس باستخدامها وأي آلة تحقق ما في خيالهم من الأفكار الموسيقية دون حساسية.

إقرأ أيضا

“عبدالله القلقيلي” سيرة صاحب التحذير غير المسموع عن أوضاع غزة من 90 سنة

أي الأجيال أفضل .. السؤال الذي اتفق على إجابته هاني شنودة مع سيد مكاوي

اتفق سيد مكاوي مع هـاني شنودة في أن الجيل الحالي أفضل، لكن مع اختلافات جوهرية فسيد مكاوي “قال أن الجيل الجديد أسعد حظًا وأقلهم فنًا، فالسعد يكمن في تعدد وسائل الانتشار لكن علة قلة الفن لكونهم لا يهتمون بالدراسة ويتعجلون الشهرة”؛ وذكر أسماء الملحنين الذين يعجبونهم من غير جيله فكانوا حلمي بكر لأنه يبحث عن الجديد ومحمد سلطان لاحتفاظه بأصالة الموسيقى، وعمار الشريعي لأنه عبقري.

بينما هـاني شـنودة قال “نحن أكثر حظًا نتيجة للتطور الذي شمل الآلات الموسيقية وطرق التسجيل وتعدد المجالات الفنية”، وذكر أسماء الملحنين الذين يحبهم من غير جيله فقال فريد الأطرش ومحمد فوزي.