عن الحلم الذي ظل يراود سعد أردش وحققه يحيى الفخراني مع أحمد عبدالحليم وتامر كرم
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
مشاعر متنوعة ومتفاوتة كان يشعر بها الفنان المسرحي سعد أردش يوم 21 أكتوبر عام 1984 م حيث أحيل سن الإحالة إلى المعاش وترك منصب رئيس هيئة المسرح ومدت أكاديمية الفنون له 5 سنوات له كأستاذ في المعهد العالي للفنون المسرحية.
كان ما يحز في نفس سعد أردش أنه لم يستغرق في منصبه سوى 10 أشهر ولم تكن كافية لكي يحقق كل ما يحلم به على مستوى النهوض بالمسرح، سأله محرر الجمهورية ماذا يقول سعد أردش رئيس هيئة المسرح لسعد أردش الفنان فقال «إلى مزيد من الإبداع الفني بعيدًا عن الإدارة خاصةً أنك لم تفعل شيئًا في الإدارة».
الحلم الذي راود سعد أردش بعد ترك رئاسة هيئة المسرح
كان حلم سعد أردش بعدما ترك رئاسة هيئة التحرير أن يُخْرَج الملك لير لكنه مات دون أن يتحقق حلمه رغم أن إخراجها تم على حياة عينه عام 2001 حيث أخرج الفنان أحمد عبدالحليم العمل مسرحيًا مع يحيى الفخراني والذي كرر التجربة مع تامر كرم.
قبل أن يترك سعد أردش مقعده كرئيس لهيئة المسرح قال «بعد أن توليت رئاسة هيئة المسرح ووسط الركام الهائل من المشاكل المتراكمة والمزمنة والقضايا الموروثة أعطيت له اهتمامًا خاصًا لوضع بعض توصيات لجنة دراسة أوضاع المسرح المصري ووسائل النهوض به التي صدرت في سبتمبر 1983 موضع التنفيذ وأعدت دراسة بعضها».
رفع سعد أردش عدة توصيات خلال رئاسته منها «رفع مكافآت كتاب ومخرجي المسرح لتكون من ألف إلى 5 آلاف جنيه، ويحصل الممثلون على مكافآت للبروفات وعلى أيام العرض بما يناسب درجاتهم تتراوح ما بين سبعين جنيه وعشرة جنيهات عن كل عرض وخمسة وخمسين جنيه عن كل بروفة ووُضِعت هذه التوصية في إطارها القانون ثم ذهب إلى الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة لدراستها وتقييمها واعتمادها بعد ذلك من وزير الثقافة ثم موافقة وزارة المالية لرصد الاعتمادات اللازمة».
أصر سعد أردش على هذا المشروع وقال «هو المانع الوحيد الذي يقضي على ظاهرة هروب الممثلين من مسرح الدولة وأكدت على ضرورة العودة إلى تقاليد المسرح العريقة وأثبتت مسرحيات عملية نوم وفوت علينا بكرة والتشريفة على صحة ما قولته».
كانت هناك توصية أخرى قدمها سعد أردش بخصوص إلغاء الرقابة على المسرح تأكيدًا لحرية الفنان في التعبير وأن تكون هناك لجنة للتحكيم في الأعمال المسرحية من كبار المسرحيين كتاب ومخرجين ونقاد وهذه التوصية بالذات درسها وزير الثقافة وأضاف عليها بعض التعديلات لصالح العمل الفني وكان يريد أن يُعْرَض المشروع على مجلس الشعب لاستصدار تشريع به لتكون شبيهة باللجنة العليا للرقابة على المسرح على أن يعين لكل بيت مسرحي إدارة مالية وإدارية مستقلة تكون لها ميزانيات خاصة.
اقرأ أيضًا
عن الصدفة القدرية التي جمعت جميل راتب والجامع الأزهر في الفن والموت
قَيَّم سـعد أردش رئاسته لهيئة المسرح قائلاً «لا أحد يرضى عن نفسه أبدًا إلا إذا كان مجنونًا أو مغرورًا ومع ذلك ماذا يمكنني أن أفعل خلال تلك المدة القصيرة أمام كم هائل من المشاكل والعقبات الموروثة والطارئة والمتجددة، لقد حصرت اهتماماتي وأهدافي خلال تلك الفترة في محاصرة الانحراف وبالذات في المسرح القومي وأعدت القانونية والشرعية إلى نطاق المسرح وبعد ذلك تشغيل الطاقات الفنية المعطلة وإضاءة مسارح الدولة صيفًا وشتاءًا وتقديم العروض الهادفة بما يحقق النجاح في الصورة المتاحة والمشرفة معًا».
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال