يوميات القلق .. حل الخوف من تأخر سن الزواج

تأخر سن الزواج كان دومًا من دواعي قلقي في مطلع العشرينات من عمري، وعلى الرغم من إيماني بفكرة إن “اللي يخاف من العفريت يقابله” لما أتوقف يومًا عن قلقي من أن أواجه هذه المشكلة بمجتمع فضولي يضغط على الفتيات من أجل اللحاق بقطار الزواج والسلام.

القلق العام وتأخر سن الزواج

أنا من هؤلاء من يعانون من القلق العام الذي كتبت فيه سلسلة كاملة عن تجربتي معه وطرقي الخاصة لمحاربته “يوميات القلق“ كما شاركني متخصصين في الكتابة عن الأمر وعلاجه.

لم أكن أعرف بمطلع العشرينات أنني أواجه باليوم عشرات الأفكار القلقة، ولكن كانت أكثرها شدة؛ فكرة تطاردني عن تأخر سن الزواج أو عدم الزواج.

يوميات القلق لا تنتظر علاج الندل

 مررت بالعشرينات و أنهيتها بعد صراع طويل مع مشكلات نادرة لم تكن منتشرة بين أبناء جيلي، وكأن كل أفكار القلق التي صارعتها لم تكن كافية، ففاجئتني الدنيا بما هو أبشع من هذه الأفكار لسنوات متتالية.

عرفت من واقع ما مررت به أن تأخر الزواج أو عدمه ليس الابتلاء الأكبر في هذه الحياة، وأن القلق يجذب نتيجة كل أفكاره لو لم نحاول السيطرة عليه.

حل المشكلة 

أتذكر جيدًا كيف دربتني المختصة على عدم القلق من هذه المشكلة بالتحديد؛ طلبت مني أن أكتب كل الأفكار التي تؤرق منامي حول الفكرة، وكانت كالتالي:

لو لم أتزوج سأصبح وحيدة.

لو لم أتزوج سأصبح تعيسة.

لو لم أتزوح لن أصبح أمًا.

لو لم أتزوج لن أعيش الحب….إلخ من هذه الأفكار السيئة الكفيلة بالتسبب في الاكتئاب فوق القلق العام. طلبت من المختصة معالجة هذه الأفكار في ورقة، ووضع إجابات مرضية لكل سؤال.

لو لم أتزوج لن أصبح وحيدة، فلدي أصدقاء أجدع من حبيب مزيف.

لو لم أتزوج لن أصبح تعيسة، فلدي مئات الأفكار لتجربة كل ما هو جديد يجلب السعادة.

إقرأ أيضا

كيف تتعاملين مع المتلاعب؟

لو لم أتزوج لن أصبح أمًا، ولكن يعدني تلاميذي أمهم الثانية، وكذلك أبناء أصدقائي، كما أنني لن أتعجل الأمومة ولو بعد الزواج، فهي مسؤولية كبيرة، ولست مشتاقة للأمر إلى هذا الحد، ويمكنني تبني أحد الأطفال الرضع لو أحببت خوض التجربة.

لو لم أتزوج لن أعيش نوعًا واحدًا من الحب، بينما أستمتع الآن بحب أهلي، أصدقائي، زملائي، تلاميذي، ومعارفي أيضًا، فيما يمكن أن أتزوج شخصًا يعميني عن كل ألون الحب من سيئاته.

يوميات القلق..اشكر نفسك

طلبت مني طبيبتي حينها أن أنظر لهذه الإجابات التي كتبتها بخط يدي، وأن أحتفظ بها إلى الأبد، وأن أعالج أفكار القلق جميعها بهذه الطريقة التي سأكتب عنها باستفاضة بالمقال القادم. وطلبت مني أن أستمتع بما في يدي دائما.

بالنهاية لن يتركنا القلق نهائًا، وهذا أمر طبيعي، ومن الطبيعي أيضًا الشعور بالآلم بعض الأوقات والخوف من عدم حصولنا على بعض الاحتياجات الغريزية، ولكن من غير الطبيعي أن ندع شيئًا مفقودًا بحياتنا يسود الحياة بوجهنا، أو يسلب منا الفرح بما نمتلك الآن.