بالصور.. احتفالات أقباط الصعيد بأمير الشهداء “مارجرجس” لا تعرف “كورونا”
-
محب سمير
كاتب نجم جديد
احتفل المسيحيون في مصر طوال الأسبوع الماضي بـ “نهضة الشهيد ما رجرجس”، والتي اختتمت اليوم الموافق عيد تأسيس أول كنيسة باسم أمير الشهداء في المسيحية، القديس مار جرجس الروماني..في مسقط رأسه بمدينة “اللد” بفلسطين.. ويعتبر الشهيد أحد أهم شهداء المسيحية في مصر، ويطلق اسمه على عدد كبير من الكنائس والأديرة، ولا يفوقه في ذلك سوى التي الكنائس والأديرة التي تحمل اسم السيدة العذراء مريم.
تعد احتفالات دير مار جرجس بالزريقات في الأقصر هي الأشهر والأكثر إقبالا في الحضور، إلا أن الدير قرر هذا العام إلغاء الخيام والتجمعات واكتفى بالزيارة العادية وعمل القداسات الصباحية بقرار من البابا تواضروس، بطريرك الأقباط، كإجراء وقائي للحد من خطورة فيروس كورونا، وما يمكن أن يحدث في ظل الزحام الشديد الذي يشهده الدير ومحيطه في هذا اليوم.
في الصعيد أيضا، وتحديدا في قرية “دير أبو حنس”، شرق نيل ملوي بالمنيا، يقيم المسيحيون احتفالا وكرنفالا سنويا في عيد مار جرجس، وتحديدا في منطقة “أنصنا”، حيث يوجد “حجر مار جرجس” الذي يعتقد البعض أنه الصخرة التي قطع رأس الشهيد عليها. لكن لا يوجد أي دليل تاريخي يؤكد ذلك.. لكن المنطقة تشهد إقبالا كبيرا من مسيحيي القرية والقرى المجاورة وأهالي مدينة ملوي أيضا، ولم يمنع قرار البابا هناك الزحام الشديد ووجود الباعة وإقامة الخيام وذبح الأضحية أيضا.. وفي الناحية المقابلة لقرية “دير أبو حنس” شهدت قرية “البياضية” احتفالا أكبر، حيث قام الشباب بتمثيل مشهد ل “مار جرجس” بملابسه الرومانية، حيث سار شاب يقوم بدور الشهيد وهو على حصانه وبملابسه الشهيرة، في وسط مسيرة ضخمة للشعب المسيحي هناك، حاملين أيقونات الشهيد وأكاليل الورود، وانطلقت الهتافات الخاصة بالشهيد، مثل “مار جرجس يا مليح يا للي اختارك المسيح” وسط زغاريد السيدات والبنات.
إقرأ أيضًا…
لودفيكو دي فارتيماأول رحالة مسيحي يطوف حول الكعبة ويزور قبر الرسول
وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بأمير الشهداء مار جرجس الروماني بعدة تذكارات كل عام، في 23 برموده الموافق أول مايو ذكرى استشهاده.. وفي 7 هاتور الموافق 16 نوفمبر، يوم تكريس أول كنيسة باسمه في اللد بفلسطين .. بينما تم تكريس أول كنيسة بِاسمه في مصر ببلدة “حصة برما” بطنطا بمحافظة الغربية في 3 بؤونه الموافق 10 يونيه عام 316 م .. وذكرى نقل رفاته إلى ديره التاريخي بمصر القديمة يوم 16 أبيب الموافق 23 يوليه.
حسب التاريخ القبطي والمؤرّخ” أوسابيوس” أنه عندما أصدر الامبراطور الروماني القيصر دقلديانوس منشورا باضطهاد المسيحية وأتباعها وقتل كل مسيحي في الإمبراطورية، علق أمره على جدار البلاط الملكي في “نيكوميدية“، تقدّم” قائد حرسه المسيحي “جورجيوس” ومزّق ذلك الأمر. فقبض عليه الوثنيون فشووه أولا، ثم ألبسوه خفا من حديد مسمراً بقدميه وسحبوه وراء خيل غير مروّضة، ثم طرحوه في أتون مضطرم فلم يؤذه، ولما رأى الملك دقلديانوس هذا الشهيد غائصاً في بحر الدماء لا يئن ولا يتأوّه أعجب بشحاعته أكثر. وعزّ عليه أن يخسر قائد حرسه وابن صديقه القديم. فأخذ يلاطفه ويتملّقه لكي يثنيه عن عزمه، فأحبّ “جورجيوس” أن يُبدي عن شعوره بعطف الملك. فتظاهر بالاقتناع وطلب له أن يُسمح له بالذهاب إلى معبد الأوثان. فأدخلوه معبد الاله “أبلون” باحتفال مهيب حضره الملك ومجلس الأعيان والكهنة بحللهم الذهبية وجمع غفير من الشعب. فتقدّم “جورجيوس” إلى تمثال أبولو ورسم إشارة الصليب. وقال للصنم: أتريد أن أقدّم لك الذبائح كأنك إله السماء والأرض؟ “فأجابه الصنم بصوت جهير، كلا أنا لست إلها بل الإله هو الذي أنتَ تعبده”. وفي الحال سقط ذلك الصنم على الأرض وسقطت معه سائر الأصنام. وعندها صرخ الكهنة والشعب: أن جورجيوس بفعل السحر حطّم آلهتنا.. وغضب “دقلديانوس” واستمر في تعذيبه، وفي كل مرة تحدث معجزة وينقذه الرب، طوال سبع سنوات كاملة، وفي الأخير عندما شهر دقلديانوس بالاحباط والفشل أمر الملك بقطع رأسه. فطارت شهرة استشهاده في الآفاق.
مار جرجس والتنين
هناك أسطورة متعلقة بالشهيد جورجيوس أو “مار جرجس”، تعود إلى العصر الروماني، حيث تقول القصة أنه في مدينة بيروت تغلب الفارس الشهيد على التنين وقتله، وأقيمت على اسمه منطقة معروفة تاريخيا في العاصمة اللبنانية، هذه هي الرواية المعتمدة، أما في روايات أخرى فيقال إنه في اللد في فلسطين أو مدينة سيريني في ليبيا كان هناك تنين بنى عشه في مدخل نبع للماء. وكان السكان المحليون يحاولون إخراج التنين من عشه وكانوا يستقون من المياه المتدفقة من النبع حيث كانت تلك المياه المتفجرة هي مصدرهم الوحيد للماء في المدينة وحتى يخرج التنين ي كانوا يفيضوا من الماء يوميا ويقدمون له خروف للغذاء وإذا لم يتبقى منها شيءيختاروا أحدهم عن طريق القرعة ويضحون به.
وذات مرة كانت الضحية أميرة محلية، وحينها تشفع والدها بالقديس جرجس فظهر مار جرجس وأنقذ الأميرة وقام بمقاتلة التنين محتميا بالصليب، وقتل التنينن محررا الأميرة. ولكي يظهر السكان امتنانهم اعتنقوا المسيحية. وهناك قصص وروايات أخرى تعود للعصور الوسطى والتي أساسها أساطير إغريقية ويونانية قديمة. حيث أضحت هذه القصة مرافقة للقديس وترمز له في لوحات أيقونية وتماثيل.
ويرى بعض المحللين أن قصة مار جرجس والتنين متأثرة بحكاية بيرسيوس وقتله وحش البحر الذي أراد التهام أندروميدا. من التاريخ اليوناني. ويفسرها المسييون أيضا تفسيرا رمزيا اليوم ولي كحقيقة، حيث التنين في أيقونة مار جرجس هو الشيطان الذي يسحقه القديس، أما الأميرة التي تظهر في الصورة فهي زوجة الإمبراطور دقلديانوس التي اعتنقت المسيحية، وأمر والدها بقطع رأسها.
الكاتب
-
محب سمير
كاتب نجم جديد