الملك بيدور الثاني .. حارب والده وقتل نبلاء انتقامًا لذبح عشيقته
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ومن العشق ما قتل.. مقولة اعتدنا على سماعها حينما يتسبب العشق في حدوث المشكلات والمصائب، ولكن في حالة الأمير بيدرو الثاني، فقد تسبب العشق في القتل فعلًا، قُتلت عشيقته، بسبب حبه لها، وقتل هو ثلاث رجال انتقامًا لها.
زواج بقرار ملكي
دخلت البرتغال في حرب باردة مع قشتالة، وتوترت العلاقات بين البلدين، فقرر ملك البرتغال ألفونسو الرابع، أن يقوم بتزويج ابنه الأمير بيدرو الثاني، من الأميرة كونستانس ابنة أغنى رجل في قشتالة، وذلك لضمان استمرار العلاقات التجارية بين البلدين، وتحسين الأوضاع، وعلى الرغم من اعتراضات بيدرو، إلا أن والده لم ينصاع له، وأمر جنوده بنشر الخبر في أرجاء المملكة، وأقيم حفل الزفاف وحضرت الأميرة بموكب هائل، يصحبها عدد كبير من وصيفاتها.
لماذا قال الشعراوي التعامل مع اليهود والمسيحيين أفضل من الإخوان “قصة الصدام بالصور”
الوقوع في العشق الحرام
مرت عدة سنوات ولم تتغير مشاعر بيدرو تجاه زوجته نهائيًا، بل على العكس، كان ينفر منها أكثر وأكثر مع مرور الأيام، وبدأ قلبه يميل لـ “اينيس دي كاسترو”، أقرب وصيفة لزوجته، والتي كانت رائعة الجمال، وصفها المؤرخون بأنها شديدة بياض البشرة، عيناها زرقاوان كالسماء الصافية، تقرب منها بيدرو، وكان يحب الجلوس والتحدث إليها بالساعات، واعترف كلًا منهما للأخر بالعشق، وفُضح أمرهما في القصر، وعلمت الأميرة بذلك، فقامت بطرد اينيس وأمرتها بالعودة لقشتالة، اعترض الأمير على ذلك، وأعلن أنه سيتخذها وصيفة شخصية له، ولم يستطع أحد أن يمنعه من ذلك.
ومع مرور الأيام، توطدت علاقتهما كثيرًا، حتى أنه قام بتعيين أخوتها في مناصب مرموقة بالمملكة، وجعل منهم مستشاريه، وسلمهم أسرار الدولة بأكملها، مما أثار حفيظة الوزراء والنبلاء، الذين توجهوا إلى الملك، وطلبوا منه التدخل لضبط الأمور، وأخذ المناصب المهمة من أيدي القشتاليين، وطلب الملك من ابنه أن يقطع علاقته المحرمة بتلك الوصيفة، وأن يطرد اخوتها من مناصبهم، ولكن قوبل طلبه بالرفض الشديد من الأمير.
سيمنز وحسن علام لبناء المركز الوطني الجديد للتحكم بالطاقة في العاصمة الإدارية الجديدة
موت كونستانس وقتل اينيس
بعد فترة، توفت الأميرة كونستانس وهي تلد أخر أمرائها، وعلى العكس من جميع المملكة، لم يشعر الأمير بالحزن، بل كانت تغمره السعادة، فا منصب الزوجة اصبح فارغًا، وصار من حقه أن يتزوج اينيس أخيرًا، ولكن قوبلت رغبته بالرفض الشديد من والده، ومن الوزراء والنبلاء، فكيف لأمير أن يتزوج جارية من بلاد العدو، ووصل الأمر إلى حد القطيعة بين الأمير والملك، وأهمل بيدرو أولاده الشرعيين، وأخذ عشيقته وأبنائه منها، وأخفاهم في دير بعيد عن بطش أبيه، الذي كان قرر أن يقتلها، ولم تنجح محاولات الاخفاء تلك، ووصل الملك لاينيس، وأرسل لها ثلاث فرسان قاموا بقطع رأسها أمام أطفالها الثلاث، وجاء بيدرو في أخر اليوم ليجد جثة زوجته ملقاه على الأرض بدون رأس، وأطفاله الثلاثة يبكون بحرقة فوقها.
الحرب على الملك والانتقام لحبيبته
اشتعلت نار الفراق داخل قلب بيدرو، وقرر أن ينتقم لحبيبته، فجمع جيشه وأعلن الحرب على والده، ودارت حرب كبيرة بينهما، راح ضحيتها آلاف الجنود، وكان الفوز من نصيب الملك، الذي لم يتمكن من الاحتفال بفوزه، حيث أصابه مرض شديد وتوفى بعدها بأيام قليلة، وتولى بيدرو عرش والده.
كان أول شيء فكر فيه بيدرو بعد توليه الحكم، هو الانتقام من النبلاء الثلاثة الذين قتلوا اينيس، وقبض على اثنان منهم وهرب الثالث، وعذبهم عذاب شديد، حيث قام بربطهم وقطع أجسادهم، وأخرج قلب أحدهم من صدره، وأخرج قلب الثاني من ظهره.
كيف جرت محاربة الداية في مصر “حملة منذ 56 عامًا قادتها جمعية تم إغلاقها عام 2010”
بعدها قام بيدرو بجمع الوزراء والنبلاء، وأخرج جثة اينيس من قبرها، ووضع رأسها فوقها، وأمر الخدم أن يلبسوها ثياب الملكات، وأجلسوها على العرش بجانبه، وأمر وزراءه وجميع الحضور، أن يقبلوا يديها، ويبايعوها ملكة للبرتغال، وبعد مرور عشر سنوات، توفى بيدرو ودُفن في قبر ضخم للغاية بجوار اينيس، وكُتب عليه “معًا حتى نهاية العالم”.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال