مع استقبال سنة 2021 سيتم سب عام 2020 “ما حكم الدين في هذا”
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
ودعنا عام 2020 بما فيه من أحداث ونستقبل عام 2021 ومن المتوقع أن يتم سب عام 2020 لما فيه من كوارث طبيعية وبشرية وفي هذا مخالفة شرعية.
سب الزمن والاقتداء بالجاهلية
سب الزمن هو من أخلاق الجاهلية كما تنص على ذلك كل كتب التراث الجاهلية فقد كان أهل الجاهلية إذا أصابتهم مصيبة أو حُرِموا غرضاً معيناً أخذوا يسبون الدهر ويلعنون الزمان ، فيقول أحدهم : “قبح الله الدهر الذي شتت شملنا” ، و”لعن الله الزمان الذي جرى فيه كذا وكذا” خطأ سب عام 2020 وأي عام
اقرأ أيضًا
في الرد على شبهات السلفيين .. هل الاحتفال بالمولد النبوي بدعة ؟
سب الأعوام منهي عنه بنص الحديث النبوي فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : “قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار”.
ويؤخذ من هذا الحديث أن من يلعن الزمان أو المكان خالف هدى الرسول صلى الله عليه وسلم فى النهى عن اللعن، وقال الحافظ المنذرى “معنى الحديث أن العرب كانت إذا نزلت بأحدهم نازلة أو أصابه مصيبة أو مكروه يسب الدهر، اعتقادا منهم أن الذى أصابه هو فعْلُ الدهر، فكان هذا كاللعن للفاعل ، ولا فاعل لكل شىء إلا الله تعالى خالق كل شىء ، فنهاهم النبى صلى الله عليه وسلم عن سب الدهر، لأنه مدرجة لسب فاعل الأمور وخالقها وهو الله تعالى، فابن آدم حين يسب الدّهر والزمان ، فإنما يسب – في الحقيقة – الذي فعل هذه الأمور وقدَّرها، حتى وإن أضاف الفعل إلى الدهر ، فإن الدَّهر لا فعل له ، وإنما الفاعل هو ربُّ الدهر المعطي المانع ، الخافض الرافع ، المعز المذل ، وأما الدهر فليس له من الأمر شيء ، فمسبتهم للدهر هي مسبة لله عز وجل ، ولهذا كانت مؤذية لله.”
هل الدهر من أسماء الله ؟
رفض كثير من العلماء اعتبار الدَّهر من أسماء الله حتى لو ورد في الحديث وسبب ذلك أن أسماء الله كلها حسنى فلابد أن تشتمل على وصف ومعنى هو أحسن ما يكون من الأوصاف والمعاني في دلالة هذه الكلمة ، ولهذا لا يوجد في أسماء الله تعالى اسمٌ جامدٌ لا يدل على معنى، والدَّهرُ اسم جامد لا يحمل معنى سوى أنه اسم للوقت والزمن .
ثم إن سياق الحديث أيضاً يأبى أن يكون الدَّهر من أسماء الله لأنه قال “وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار” والليل والنهار هما الدهر، فكيف يمكن أن يكون المقلَّب بفتح اللام هو المقلِّب بكسر اللام ؟! ولذلك يمتنع أن يكون الدَّهر اسماً لله جل وعلا .
الكاتب
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال