حول نهاية إسماعيل صدقي رئيس الوزراء “أصيب بالشلل والملك غدر به”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لم تكن نهاية إسماعيل صدقي كأحد أبرز رؤساء مصر الملكية على ما يتوقعه، فهو من الذين عملوا على توطيد سلطة الملك فؤاد وتحكمه في أحداث الشارع المصري خلال وزارته الأولى.
اقرأ أيضًا
قصة أشهر صراع دستوري كما يراه إسماعيل صدقي (1-2) لماذا جاء دستور 30 بديلاً لـ 23
نجح إسماعيل صدقي في التخطيط للمؤامرات التي توقع بخصوم القصر وضيق على الجميع وبقي يقظًا ضد الجميع، المهم راحة مولانا.
نهاية إسماعيل صدقي وانقلاب القصر عليه
جاءت نهاية إسماعيل صدقي صحيًا حينما أصيب في مارس سنة 1933 حيث أصيب بالشلل وسافر إلى أوروبا في رحلة علاج، ومع تلك الرحلة بدأ انقلاب القصر عليه حيث أذيعت شبهات حول تربح مادي حققه إسماعيل صدقي من إنشاء كورنيش الإسكندرية، وتقول الشائعة التي سردها محمد فرغلي أن المقاول الايطالي الذي قام ببناء الكورنيش ويدعى “دانتمارو” قد قام ببناء فيلا خاصة لرئيس الوزراء، واستفاد أيضا بعض أعضاء الوزارة، وفي نفس الوقت كان القصر يستغل وجود رئيس الوزارء في الخارج ليحقق بعض المصالح عن طريق التدخل في شئون الحكومة.
اقرأ أيضًا
قصة أشهر صراع دستوري كما يراه إسماعيل صدقي (2-2) سر الغضب من كثرة عدد النواب
تزامنًا مع تلك الأقاويل قررت إنجلترا نقل مندوبها السامي في مصر سيربرسى لورين وبعد شهر من نقله عاد إسماعيل صدقي من رحلة العلاج ليقدم استقالته، ويخرج غير مأسوف عليه من الشعب أو من قادة المعارضة.
مسألة مرض إسماعيل صدقي كان بها نقطة غريبة استرعت انتباه ملك القطن في مذكراته حيث قال «الخصومة السياسية مهما اشتدت، لم تكن مبررا للخصومة الشخصية، فبعد أن خرج إسماعيل صدقي من الوزارة، ومن قيادة حزب الشعب، رأيت خصومه السياسيين من حزب الوفد وغيره يعودونه مريضا في المنزل وكأنه لم ينكل بهم بالأمس، أو كأن الساحة السياسية حلبة للملاكمة، ما أن تنتهي المباراة مهما كانت الأخطاء فيها حتى يعود الود إلى الملاكمين، لذلك كان يتم اللقاء في نادي محمد علي يتناقشون فيما حدث، ويحدث دون وجود أي ظلال لخصومة شخصية، وهذه كانت أخلاق السياسيون القدامى، يجتهدون وقد يخطئون في اجتهادهم، لكن هم في النهاية يسعون إلى صالح وطنهم».
كان للورد كليرن المندوب السامي البريطاني رأي في إسماعيل صدقي باشا بعد وفاته في باريس يوم 9 يوليو 1950 م حيث قال «إنه أكفأ من التقى بهم من المصريين لكنه أسوأهم أخلاقًا».
كانت هذه هي الرؤية الإنجليزية للرجل أما النظرة المصرية فتمثلت في أن إسماعيل صدقي باشا كانت من المؤمنين بسياسة القوة، وبأن الغاية تبرر الوسيلة، كانت ثقافته قانونية فرنسية، وتقلد المناصب الوزارية منذ وقت مبكر في حياته، كما شارك في المفاوضات التي أدت إلى إعلان الاستقلال، وكان من المصريين القلائل الذين يملكون عقلا دقيقا، وكفاءة إدارية نادرة يعرف جيدا ماذا يريد، كما كان من الذكاء، والطموح بحيث مهد لوصوله لهذا المنصب في الوقت المناسب.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال