الأسباب الحقيقة وراء ترك الأمير هاري القصر “ماحدش مرتاح”
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
حسين الجاسمي كان على حق عندما غنى “ما حدش مرتاح” فقرار الأمير هاري المفاجىء بالرغبة في ترك القصر والاستقلال بحياته شغل العالم أجمع.
فما هي الأسباب المتداولة وراء هذا الإعلان؟
العائلة الملكية تحسب كلماتها جيدًا؛ لذلك لم يصرح هاري إلى الآن بأي تفاصيل، ولكن تصريحاته الأخيرة هو وزوجته الممثلة الأمريكية ميغان ماركيل حولها الكثير من علامات الاستفهام واكتشاف أسباب رغبتهما الانفصال والاستقلال
عند القرارات المفاجأة ابحث عن المرأة!
رزقت ميغان بطفل “ارتشي” بمايو من العام المنصرم، وبتصريحاتها بعد الولادة بفيلم وثائقي قالت أنها ليست على ما يرام وظهرت بشكل يغلب عليه التوتر والضغوطات، وشكرت المذيع الذي سألها عن حالها بعد الحمل والولادة وقالت
شكرًا على سؤالك؛ لم يسأل كثير من الناس عن حالي إن كنت بخير أم لا.
وأوضحت ميغان بهذا اللقاء أنها عانت من صراعات حاولت التغلب عليها أثناء الحمل ومرحلة ما بعد الولادة باكتشاف عالم الأمومة ومسؤولياته وخاصة تحت الأضواء واهتمام الإعلام ومراقبتها المستمرة لكونها الآن من العائلة الملكية.
فسر البعض هذه التصريحات أنها تنم عن عدم اهتمام العائلة الملكية بها؛ لأنها أمريكية، ولا يوجد تفاهم بينها وبين الملكة وعلاقتهما ليست على ما يرام، واعتبر الكثيرون قرارت هاري الأخيرة بالتنازل عن مهامه والابتعاد عن القصر سببها الأساسي عدم تأقلم ميغان على هذه الحياة التي تتسم بالكثير من القيود التي لم تستطع التأقلم معها.
طريقة وفاة الأميرة ديانًا من أسباب القرار
توفت الأميرة ديانا عام 1997 بباريس بحادث سيارة بعد ملاحقة عدد من المصورين لها، وربط الإعلام الإنجليزي بين أسلوب حياة ديانا وتعاملها مع الناس بتلقائية والرغبة من التحرر من القيود ، وبين طريقة ميغان التي تتشابه مع أسلوب ديانا نفسه.
بسبتمبر الماضي صرح الأمير هاري بأن ذكرى وفاة والدته تطارده دائمًا مع فلاش الكاميرات، وأنه لا يريد تكرار ما حدث بالماضي لوالدته، وأن يعتريه الخوف بسبب التورط بنفس اللعبة التي قتلت أمه، وقصد بهذا الضغوط التي تعرضت لها من المصورين قبل الحادث، وأنه الآن يستشعر بمسؤولية جديدة كأب ورب أسرة وعليه حماية أسرته.
قبل زواجه من ميغان بعام 2017 وبعد الإعلان عن مواعدتها والارتباط بها؛ صرح هاري بلقائات أخرى أن لا أحد يريد من العائلة المالكة أن يصبح ملكًا!..بل كل فرد يقوم فقط بواجباته لصالح الناس، وأكد البعض أن مراقبة الكاميرات له ولميغان أثرت على علاقتهما بهذه الفترة.
فيما قال أنه لو كان ملكًا لقام بالتسوق بنفسه، وكرر بأكثر من لقاء أنه يحاول أن يكون صادقًا وهذا يصعب القيام به مع دوره كأمير وتحت هذه الأضواء، ولكن أمه علمته كيف يحاول تحقيق هذا الأمر.
حكى أيضًا عن أكثر موقف أزعجه في صغره، عندما لاحقته الكاميرات لتصويره ونقل مشاعره أثناء جنازة أمه للعالم أجمع، وقد كان طفلًا آنذاك عمره 12 عامًا، فقال:
” كنت مضطرًا للمشي وراء نعش أمي وحولي ألاف من الناس يشاهدونني، وبالتلفاز يشاهدني الملايين”
كرس هاري سنواته الأخيرة في الاهتمام بمساعدة الأخريين، وخاصة الاهتمام بالصحة النفسية بعد ما عاناه في صغره بعد وفاة والدته، وقد أعلنت ميغان اعتزالها التمثيل بعد زواجها ونيتها الاهتمام هي الأخرى بالقضايا الإنسانية وأهمها قضايا المرأة، وهو ما حاولا تحقيقه سويًا بالأونة الأخيرة، وقد كانا بجولة بأفريقيا للأعمال الخيرية حيث قرر هاري بناء مستشفى باسم ديانا تخليدًا لذكراها.
علاقته بأخيه الأمير ويليام
رغم سرية ما يحدث بين العائلة المالكة ببريطانيا وحرصهم الشديد على عدم الإدلاء بأي تصريحات، إلا أن هناك تكهنات بتوتر العلاقة بين الأمير هاري وأخيه ويليام
بتصريح لهاري عن علاقته بويليام قال أن ويليام طريقه فقط مختلفًا، ولم يقل شيئًا آخر حول علاقتهما بالأونة الأخيرة، ثم نفوا سويًا في بيان لهما بوجود أي توتر بعلاقتهما أو مشاكل من قبل ويليام بالتحديد تجاهه، ولكن الأكيد أن قرار هاري وميغان لم يعرفه أحد من العائلة، ولم يناقشه مع أخيه أو الملكة نفسها مما تسبب في صدمة للعائلة؛ لأنهم عرفوا هذا القرار كالجميع بعد إعلانه بالإعلام.
ردود الأفعال ببريطانا
إلى الآن لم يعلن هاري أي جديد سوى أنه سيقضي أيامه بين القصر وكندا كي يقسم وقته بين ما يريد أن يفعل وبين دعم الملكة، ولكن تساؤلات الإعلام البريطاني جميعها حول ماهية الوظيفة التي يمكن أن يشغلها.
محللون سياسيون انتقدوا قراراته وقالوا لو سر قراره للابتعاد عن الكاميرات، فلن يفلح من النجاح من أن يكون تحت الأضواء بكندا وخاصة بعد هذا القرار، كما تسائلوا حول من سيتكفل برحلات الطيران التي سيقوم بها هاري وزوجته بين بريطانيا وكندا، وهل ستتحمل الدولة هذه التكاليف أم أنه سيعيش من الملايين التي ورثها عن أمه، والتي قال البعض أنها لن تصمد أمام المستوى الاقتصادي الذي اعتاد عليه، فيما أكد موقع سي إن إن إزالة .تمثالي هاري وميغان من متحف مدام توسو للشمع كردة فعل على قرارهما الأخير
انتقد أخرون قراره بالعيش بين بلدين، بأن حتمًا ستفوته أحداثًا هامة بالبلد، وأن واجبه وقدره ألا يتخلى عن شعبه. الجدير بالذكر أن هاري دفع من ماله الخاص لشراء أثاث منزله، والذي تحملت تكلفته الدولة من جزء يُخصص من الضرائب، والآن أعلن رغبته في الاستقلال المادي عن هذه الحسابات.
ردود أفعال الأمريكان
بالتأكيد انحازت البرامج الأمريكية بشكل كبير لرغبة الأمير، وعبرت السيدات بالأخص أن بهذا العصر تستحق المرأة اختيار أسلوب الحياة التي تريد أن تعيشه أيًا ما كان منصبها ودورها المجتمعي، وأن قرار هاري كان شجاعًا أن يحاول الاستقلال بحياته والتصالح مع ذاته بعيدًا عن القيود.
المواجهة والأحداث القادمة
انتهت المفاوضات بين الملكة و الأمير هاري بذكاء من الملكة وموافقة منها على قراره، و أضافت أنها تدعم قراره بالتغيير، ولكن تفضل لو اختار أن يقوم بمهامه ويدعمها بشكل كامل وليس فقط نصف الوقت كما قرر، وسوف ينفذ قراره بالحياة بين بريطانيا وكندا كما خطط. بالنهاية الحياة تثبت لنا أن حتى الأمراء يعيدون التفكير في الطريقة التي يريدون العيش بها، أو أن هاري اتبع حكمة شمس التبريزي
“لا تقبل بحياة لا تشعر فيها بالحياة!
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال