جمال عبدالناصر والمرض (1-2) “آلام الساق والتطبيل من أجل الاقتراب”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ترعرعت صلة الصداقة بين الرئيس جمال عبدالناصر والمرض بعدما انهارت كل أحلامه وكان ثمن الانهيار النكسة وضياع صداقة العمر مع عبدالحكيم عامر.
جمال عبدالناصر والمرض ما بعد النكسة
حكى الدكتور منصور فايز “أحد الأطباء المعالجين لجمال عبدالناصر”، أن أعراض آلام الساق بدأت تظهر على الرئيس في أوائل عام 1968م بسبب ضعف في الدورة الدموية فيها، وهي إحدى المضاعفات المعروفة لمرض السكر وتم استشار طبيبين أجنبيين أولهما من الدنمارك وهو الدكتور بولسون وثانيهما من ألمانيا الغربية وهو الدكتور فيفر.
اقرأ أيضًا
اتكلموا يا جبناء .. هل أحب عبدالناصر ؟
يسرد منصور فايز حالة ناصر مع آلام الساق قائلاً “لم تكن هذه الآلام تعيقه عن الحركة أو النشاط، خاصة إزاء الإرادة الحديدية لجمال عبد الناصر، ولكني كنت مهتمًا بها، لكونها ناتجة عن قصور في الدورة الدموية للساق بسبب تصلب الشرايين، وحدث أن علم سفيرنا في فيينا في ذلك الوقت ، أن الرئيس يشكو آلاما في الساق، فتطوع وأبلغه وجود طبيب نمساوي عالمي في فيينا، عالج الملك سعود من آلام ساقيه، بعد أن كان عاجزا عن المشي”.
طبيب النرويج .. وماذا فعل مع جمال عبدالناصر والمرض
تكلم جمال عبدالناصر عن الطبيب النمساوي وطلب مشورة منصور فايز فلم يعترض على استشارته وحضر للقاهرة وأجرى الفحوصات وقال أن آلام الساق سببها التهاب في الأعصاب، وتصادف أن كان يزور القاهرة في ذلك الوقت، أستاذ من النمسا، من أكبر الاختصاصيين في التهاب الأعصاب في العالم، فاتصل منصور فايز به به وطلب منه أن يفحص الرئيس وبعد فحصه اتفق في الأطباء المصريين في الرأي ونفى وجود أي علاقة بين هذه الآلام والتهاب الأعصاب، وقرر أن الآلام سببها ضعف في الدورة الدموية في الساق واقتنع الرئيس خاصة وأن الطبيب النمساوي لم يكن قد أضاف جديدا إلى العلاج.
عادت فكرة العلاج الذي خضع له الملك سعود في فيينا ونوعيته تراود جمال عبدالناصر، فطلب من منصور فايز السفر إلى فيينا لاستيضاح الأمر، وحكى منصور فايز عن تلك الجلسة فقال «في فيينا دعاني السفير إلى العشاء مع الطبيب الذي ظل يتحدث عن نفسه وعن أبحاثه طوال الوقت، موجها حديثه إلى السفير الذي كان يظهر عليه الانبهار، وتوجهت بعد ذلك لزيارة هذا الطبيب في المستشفى وقمت بفحص بعض المرضى معه، ولاحظت أن مستواه الطبي بالكاد فوق المتوسط، ولم أجد جديدًا يفيد في علاج الرئيس فعدت إلى القاهرة».
تزامنًا مع هذا أشار السوفييت على جمال عبدالناصر بالاستشفاء في سخالطوبو، المشهورة بمياهها المعدنية، ورغم عدم اقتناعي بفائدة العلاج هناك، فقد وجدت في هذه الرحلة، فرصة لإبعاد جمال عبد الناصر عن الانفعالات والمشاكل وفعلا سافر الرئيس إلى هناك، حيث أمضى بعض الوقت، وعاد إلى القاهرة دون أن يطرأ أي تحسن على آلام الساق.
أما يفيجيني تشازوف “كبير أطباء الكرملين” قال أن جمال عبدالناصر أحس بالشفاء بعد هذه الجلسة العلاجية ثم عاد المرض له بشكل شديد ومؤلم.
اقرأ أيضًا
نعرف كلام اعتماد خورشيد .. فما هو رد صلاح نصر عليها ؟
يبقى السؤال .. لماذا حاول الكثيرون التدخل في علاج جمال عبدالناصر، وعن هذا السؤال قال منصور فايز «حين يمرض زعيم مثل جمال عبدالناصر، يكثر المتطوعون للإدلاء بمعلومات عن طبيب نجح في علاج آخرين كانوا يشكون من المرض ذاته، أو لوصف دواء ثبت نجاحه في علاج مرضه، وذلك حرصًا منهم على صحته، وقد يكون أحيانا من باب التقرب منه والتودد إليه».
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال