الوهابية المكفراتية الأوائل .. كيف كفروا مصر وخصوا الصعايدة وأهل الفيوم ؟
-
محمد سعد
خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي
كاتب نجم جديد
لو كنت تظن أن تكفير المسلمين وإباحة دمائهم بدأ مع ظهور سيد قطب بمفهومه عن الحاكمية والمجتمع الجاهلي فقد خاب ظنك، فالتكفير بدأ مع الوهابية عقب ظهور محمد بن عبدالوهاب النجدي في بلاد الحجاز والذي أسس جماعة الوهابية (السلفية حاليًا) والذي كان الساعد الأيمن لـ محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية والذي عاونه من خلال فتاويه التي كفرت أهل الحجاز والشام ومصر والدولة العثمانية والتي جعلت محمد بن سعود يطيح برؤوس أعدائه ويسفك دماء المسلمين ويستقل ببلاد الحجاز.
اقرأ أيضًا
قصة أول شيخ من السلفية الوهابية يدخل مصر وماذا فعل علماء الأزهر معه ؟!
وأصبح محمد بن سعود وأحفاده ملوكاً للدولة السعودية الحديثة يتوارثونها، ومحمد بن عبدالوهاب وأحفاده ملوكاً للسلطة الدينية يفصلون فتاويهم لتثبيت أصحاب السلطة الزمنية فلا تجد مفتيا للسعودية إلا ويكون من أحفاد محمد بن عبدالوهاب .
كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية نموذجًا
من أشهر كتب الوهابية المعتمدة عندهم إلى الآن والممتلىء بتكفير المسلمين والتحريض على قتلهم هو كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية وهو عبارة عن مجموعة رسائل ومسائل علماء نجد من عصر محمد بن عبدالوهاب إلى عصرنا الحديث .
ومما جاء فيه من تكفير وتحريض على قتل المسلمين “فمن لم يُكفر المشركين من الدولة التركية وعباد القبور كأهل مكة وغيرهم ، ممن عبد الصالحين وعدل عن توحيد الله إلى الشرك وبدل سنة رسول الله بالبدع فهو كافر مثلهم”.
هنا نجد أنه قام بتكفير الدولة العثمانية آنذاك ليعطي رخصة الخروج عليها واتهم أهل مكة بأنهم يعبدون قبور الصالحين وهذا إتهام خطير ودخول في النوايا ومن أجل ذلك قتل حجاج بيت الله بحجة أنهم كفار ولم يكتفي بتكفير أهل مكة بل كفر من يرفض تكفيرهم.
وفي نفس الكتاب الجزء الأول باب العقائد ص 383 جاءت فتوى أخرى كفر فيها أهل مصر جميعهم فيقول “وأما بلاد مصر وصعيدها وفيومها وأعمالها ، فقد جمعت من الأمور الشركية والعبادات الوثنية والدعاوى الفرعونية ما لا يتسع له كتاب، ولا ريب أن ما وقع في مكة والمدينة سابقا والشام ومصر وغيرها من البلدان إلى الآن من أنواع الشرك المذكورة في هذا الكتاب أنها الكفر المبيح للدم والمال وكل من لم يدخل في هذا الدين ويعمل به ويعتقده فهو كافر بالله”.
هنا تكفير صريح وإباحة لدماء أهل مصر والشام ومكة والسبب أنهم يزورون قبور الصالحين ولم يقل أحد من العلماء بحرمة زيارة الصالحين أو أن معنى زيارتهم أنهم يعبدونهم من دون الله لكنهم فعلوا ذلك وكفروا عوام المسلمين ليبيحوا لأنفسهم دمائهم وأموالهم وأعراضهم.
هذا الفكر ما زال منتشراً إلى الآن صدرته السعودية لبلاد المسلمين ونشأ بسببها داعش أما هم فيهنئون برغد من العيش يظهرون هذه الفتاوي ويخفونها طبقا للمصلحة السياسية ، أما الشباب الذي تشبع بهذا الفكرلا زال يعيش بيننا يرانا كفار وعندما تتلاقى فكرة سيد قطب “الحاكمية” مع فكرة “الوهابية” يخرج لنا داعش.
الكاتب
-
محمد سعد
خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي
كاتب نجم جديد