هل الوحمة دليل على حياة عشتها بزمن فات وقُتلت فيها؟
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الوحمة هي عبارة عن علامة بالجلد بلون مختلف عن لونه الطبيعي يولد بها الإنسان في معظم الأحيان، وتظهر لدى البعض بعد الولادة وتستمر مع البعض الآخر مدى الحياة، بينما تختفي مع الوقت مع آخرين، وبالتأكيد علامة كهذه غريبة وغير طبيعية بلون مختلف عن لون الجسم يجب أن تنال من الحكايات الغريبة نصيبًا، ومن التفسيرات الخرافية كذلك.
الوحمة وقصتها مع أمنيات الحامل
لأبي وحمة بظهره تشبه حبة العنب، بلون فاتح يختلف عن سمرة بشرته التي جائت بأمنية أيضًا!..رأت جدتي طفلًا أسمر اللون فتمنت أثناء حملها أن يصبح أبي في مثل سماره عكس أخوته الذين يتمتعون ببشرة بيضاء.
وبنفس الآن تمنت جدتي حبات من العنب، تحت ما يسمونه “الوحام” أو الوحم الذي يصيب الحامل فتتمنى من الطعام أكلات محددة بشكل مفاجىء. لم ينقذ جدي الموقف ويشتري لها العنب بهذا اليوم الذي اشتهته فيه، فولد أبي ببشرة سمراء كما تمنت عكس لونها ولون أبيه وأخوته، كما ولد بوحمة تشبه حبة العنب بظهره.
هكذا كانت تراها جدتي، حبة عنب كما تمنت بالضبط بهذا اليوم الذي لم يسعفها فيه أحد. ظلت تحكي هذه القصة لكل من حولها، عن حبة العنب التي أصابت ظهر صغيرها بسبب الوحم.
وهذا الاعتقاد هو من الاعتقادات السائدة بالثقافة العربية في تفسير ظهور بقعة بلون مختلف عن بقية الجلد، وبالتأكيد ليس لها أصل علمي، ولكنها مجرد تخمينات مع مصادفات حدثت بالفعل للبعض.
المعنى الحقيقي لمقولة الوزن بالميت
الوحمة وروح في جسد مختلف بعالم آخر
يؤمن البعض بأن كل وحمة بجسد شخص هي علامة على طريقة موته بزمن مضى. يرتبط هذا التفسير بفكرة تناسخ الأرواح التي تدور حول وجود روحنا بزمن فات، وأن ما يمتلك وحمة فهو من هؤلاء الذين قتلوا غدرًا.
وهذه العلامة المميزة من لون مختلف للون الجديد ما هي إلا دليل على طريقة موته بشكل غير طبيعي وأن هذه العلامة ما هي إلا انعكاس للجرح الذي تسبب فيه القاتل. ورغم محاولات بعض علماء النفس لاثبات صحة تناسخ الأرواح وإجراء التجارب على أطفال ادعوا أنهم يتذكرون حيوات أخرى مروا بها، لم يعترف العلم بهذه النظريات الما ورائية.
قصة مقتل جاربيس أشهر بائع للجيلاتي باسكندرية زمان
الأطفال تحديدًا خيالهم واسع، وفي استطاعتهم خلق القصص خاصة إذا أتيحت لهم فرصة للانطلاق والاستماع لهذه القصص؛ لذلك لم يعدها العلماء مصدرًا موثوقًا لاثبات ما يسمى بتناسخ الأرواح وما يترتب عليه من علامات.
ومن هذا المنطلق فبالتأكيد علامات الجلد لا تفسير لها عن طريق عملية قتل تمت بحياة سابقة وهذا الكلام لا أساس له من الصحة رغم حب تصديق البعض في الما ورائيات لشعورهم بالتمييز وأنهم يملكون معرفة أشياء من عالم الغيب.
التفسير العلمي
حسب ما جاء بموقع مايو كلينك للأبحاث والمعلومات الطبية، فالوحمات بطبيعتها غير ضارة، وتظهر بعد الولادة أحيانًا . وهي شائعة جدًا وتزداد نومًا مع نمو الإنسان وتدوم معه إلى الأبد في معظم الأحوال.
وأكثر الوحمات شيوعًا هي التي تسمى “القهوة بالحليب” وتم سميتها بهذا الاسم للونها الذي يميل للون القهوة بالحليب الداكن، وهي شائعة بين الناس وتوجد بأي مكان بالجسم باختلاف درجاتها البنية بين البني الفاتح والداكن.
كما هناك وحمات خلقية تكون مثل الشامة الداكنة بالكتف أو بالظهر ويولد بها الإنسان، وهنك نوع آخر من الوحمات الخمرية التي تميل للون الأحمر، كما هناك نوع من الوحمات الرمادية وهي شائعة بدول بشرق آسيا وبين أيضًا من يتمتعون ببشرة سمراء.
الوحمات إلى الآن ليس لها تفسيرات علمية قاطعة، ولكن البعض منها يكون بسبب تمدد الأوعية الدموية تحت الجلد، والبعض الآخر غير الذي ذكرناه ينم على وجود أمراض معينة بجسد الإنسان، ولكن معظها والأكثر منها شيوعًا غير مؤذٍ.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال