ملف موسيقى الثمانينات والتسعينات .. ألبوم مشوار وبداية انقلاب محمد منير على مشروعه الغنائي.
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
لا أحد يعلم ماذا دار في عقل محمد منير عندما قرر إعادة إصدار أغانيه القديمة بتوزيع جديد في البوم مشوار، هل كان الأمر تحدي لشركة سونار منتجة ألبوماته السابقة و المالكة لحقوق الأغاني، أما كانت محاولة أولى لتوثيق مسيرته رغم أنها لم تكن تعدت أكثر من ثلاثة عشر عامًا، أما حيلة خبيثة يعلن فيها السيطرة الكاملة على مشروعه بعد الخلافات الشديدة مع يحيى خليل الذي ينسب لنفسه الفضل في صناعة محمد منير.
قبل صدور الألبوم كان رصيد محمد منير الرسمي من الألبومات قد وصل إلي ثماني ألبومات بالإضافة إلي ألبومي “مقدرش” و”حدوتة مصرية” اللذان يخصان أعمال درامية، لكن عندما قرر اختيار أغاني كي يعاد توزيعها اختار من أول خمس ألبومات فقط بالإضافة إلي أغنية “ابن ماريكا” التي سبق وغناها في مسرحية ملك الشحاتين ورأي أنها تتناسب مع أحداث اقتحام العراق للكويت.
استبعد منير ثلاثة ألبومات بالكامل لم يختار منها أي أغنية وهي بحسب الترتيب “وسط الدايرة، شيكولاته،إسكندرية” وهو الأمر الذي يمكن تفسيره بعدة أسباب أهمها هو أنها صدرت قبل ألبوم مشوار بفترة قريبة، بالإضافة إلي أن الرؤية الموسيقية لأخر ألبومين كانت تتوافق مع مشروع منير الجديد الذي يحاول التخلص من إرث فرقة يحيى خليل بالدخول كمنافس لموجة الأغنية الجديدة.
دائما ما كانت رؤية منير الفنية تختلف باختلاف الشركة التي تنتج له، بل أنه يجوز تقسيم مشوار منير الفني بحسب الشركة المنتجة له.
بالنظر لألبومات البدايات مع شركة سونار، يمكن اعتبارها المرحلة التي تأسس فيها مشروعه الغنائي المعتمد على دمج السلم الخماسي النوبي مع إيقاعات الجاز والريجي بتنفيذ موسيقي حي من فرقة يحيى خليل، وهي الفترة التي توهج فيها مشروعه الفني لاختلافه عن المشاريع الغنائية السائدة وقتها، وبرغم كل تلك النجاحات لم تخلو تلك الفترة من الخلافات التي بدأت تحديدًا بعد رحيل عبد الرحيم منصور عمود الخيمة الذي قامت عليه التجربة بالكامل، فكان الانفصال حتميًا مع فرقة يحيى خليل لأسباب الكل يعلمها، ناهيك عن تأجج الخلافات بين منير وشركة سونار التي رفضت إنتاج ألبوم يضم أغاني مسرحية “الملك هو الملك” فبدأت رحلة تمرده عليها.
بخروج منير من شركة سونار وتحوله إلي شركة “ساوند أوف أمريكا” واجه منير عدة تحديات لإثبات قدرته على النجاح دون أن يرتبط اسمه بشركة إنتاج أو منفذ موسيقي مثل يحيي خليل، وبرغم أن منير كان يريد الأقتراب أكثر من جيل الأغنية الشبابية لكنه لم يحبذ التعاون مع حميد الشاعري رغم توهجه الفني، حيث لن يقبل بأن يكتب على غلاف ألبوماته “موسيقى الجيل” بالإضافة إلي تجنب الإنتقادات التي كانت تطال حميد في تلك الفترة، وهذا يفسر استعانته بالموزع الشاب حينها “طارق مدكور” الذي رأي أنه ممكن أن يبني عليه مشروعه الغنائي الجديد فتعاون معه في ألبومي “شيكولاته” و”إسكندرية”.
اقرأ أيضًا .. أغنية رامي صبري الجديدة خليط بين عمرو دياب وحماقي والنتيجة مسخ.
في ألبوم مشوار حاول منير السير خلف الموجة الجديدة من الأغنية المعتمدة على التكنولوجيا أكثر في التنفيذ بأقل عدد ممكن من الآلات الحية التي سيحل الكي بورد محل بعضها مع إيقاعات إلكترونية صاخبة سواء كانت مقسوم شرقي أو ديسكو غربي مستعينًا بموزع من أوروبا الشرقية هو”إستو ليفيندوفكي” الذي وزع عشر أغاني، واستمر معه “طارق مدكور” الذي وزع له خمس أغاني، وكان نصيب هاني شنودة وعزيز الناصر أغنية لكل منهما.
غير منير ملامح بعض الأغاني من ناحية الكلمات فأضاف بعض مقاطع لم يغنيها في الأغاني الأصلية كما في “الليلة يا سمرا” و”عقد الفل والياسمين” وهو الأمر الذي بث روحًا جديدة في الألبوم رغم أن رؤيته شابها تشويه لبعض الأغاني مثل “الرزق على الله”و”الكون كله بيدور”و”سؤال”.
الشاهد أن منير حاول قدر الإمكان تجنيب نفسه الدخول في مقارنات مع التوزيعات الاصلية بأن تكون الرؤية الموسيقية صالحة لذائقة الجيل الجديد الذي يسير خلف موجة الأغنية الشبابية لكنه لم يسلم من سهام النقاد وعشاق تجربته الاصليين الذين رأوا أنها تجربة لا فائدة منها شوهت العمل الأصلي وأن منير ليس بحاجة لتغيير جلده الفني كي يجتذب جمهورًا جديدًا.
لم يكن الهدف من ألبوم مشوار فني بالدرجة الأولى بقدر ما كان محاولة أولى لإعلان التمرد على البدايات وإعلانه بداية مرحلة جديدة من حياته الفنية.
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
الالبوم ده كان تخليص حق ما بين منير وسونار لانه كان فاضل البوم واحد في عقد منير وهو كان عايز يخلص منهم