قبل شهر الصيام بـ 24 ساعة .. ما هي درجات صوم رمضان وأفضلها عند الله ؟

يمثل صوم رمضان ركن أصيل من أركان الإسلام عملاً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم  “بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً”.

اقرأ أيضًا 
هكذا كان رمضاننا !

نتيجةً لأن صوم رمضان شيء هام أعطى العلماء قيمة عظمى للصيام فالرسول صلى الله عليه وسلم قال “مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبِه”.

أنواع صوم رمضان ودرجاته

أعطى الإمام أبو حامد الغزالي 3 درجات للصوم حيث قال “أن للصوم ثلاث أنواع هي صوم العموم وصوم الخصوص وصوم خصوص الخصوص”، وعرف درجات الصوم بقومه “صوم العموم فهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة كما سبق تفصيله، وأما صوم الخصوص فهو كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام”.

أهم أنواع الصوم هو الثالث ألا وهو صوم خصوص الخصوص الذي عرفه الغزالي بقوله ” هو صوم القلب عن الهضم الدنية والأفكار الدنيوية وكفه عما سوى الله عز وجل بالكلية ويحصل الفطر في هذا الصوم بالفكر فيما سوى الله عز وجل واليوم الآخر وبالفكر في الدنيا، بالتالي هو صوم الصالحين”.

كيف يتحقق أهم أنواع الصوم

رسم أبو حامد الغزالي 5 أُطُر لتحقيق صوم خصوص الخصوص في شهر رمضان، أولها غض البصر وكفه عن الاتساع في النظر إلى كل ما يذم ويكره وإلى كل ما يشغل القلب ويلهي عن ذكر الله عز وجل.

دليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم النظرة سهم مسموم من سهام إبليس لعنه الله فمن تركها خوفا من الله أتاه الله عز وجل إيمانا يجد حلاوته في قلبه، كما روى جابر عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال خمس يفطرن الصائم الكذب والغيبة والنميمة واليمين الكاذبة والنظر بشهوة.

أما ثاني أشكال تحقيق صوم خصوص الخصوص فهو كما قال كتاب الإحياء حفظ اللسان عن الذلات مثل الكذب والغيبة والنميمة والفحش والجفاء والخصومة والمراء وإلزامه السكوت وشغله بذكر الله سبحانه وتلاوة القرآن فهذا صوم اللسان.

حفظ الأذن هو ثالث أشكال تحقيق صوم خصوص الخصوص ويأتي عبر عدم الإصغاء لأي شيء فيه معصية لله مثل الكذب، بينما رابع الأشكال تتمثل في كف جوارح الجسد عن المعاصي، فيما تأتي خامس أشكال تحقيق صوم خصوص الخصوص متمثلة في أن لا يستكثر من الطعام الحلال وقت الإفطار بحيث يمتلىء جوفه فما من وعاء أبغض إلى الله عز وجل من بطن مليء من حلال.

إقرأ أيضا

فادي أبو بكر لـ “الميزان” : من المتوقع مزيد من الضغوط الاقتصادية على السلطة الفلسطينية

قيمة الصوم كما يراه أبو حامد الغزالي

يشير أبو حامد الغزالي إلى أن الهدف الرئيسي من صوم رمضان هو كسر الهوى لتقوى النفس على التقوى وإذا دفعت المعدة من ضحوة نهار إلى العشاء حتى هاجت شهوتها وقويت رغبتها ثم أطعمت من اللذات وأشبعت زادت لذتها وتضاعفت قوتها وانبعث من الشهوات ما عساها كانت راكدة لو تركت على عادتها.

وعلى وجه العموم قال الغزالي عن الصوم “روح الصوم وسره تضعيف القوى التي هي وسائل الشيطان في العود إلى الشرور ولن يحصل ذلك إلا بالتقليل وهو أن يأكل أكلته التي كان يأكلها كل ليلة لو لم يصم فأما إذا جمع ما كان يأكل ضحوة إلى ما كان يأكل ليلا فلم ينتفع بصومه بل من الآداب أن لا يكثر النوم بالنهار حتى يحس بالجوع والعطش ويستشعر ضعف القوي فيصفو عند ذلك قلبه ويستديم في كل ليلة قدرا من الضعف حتى يخف عليه تهجده وأوراده فعسى الشيطان أن لا يحوم على قلبه فينظر إلى ملكوت السماء”.