الفرق بين اليهودي والصهيوني .. “تفكيك الخلط بين المصطلحات”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أحيانًا يحدث الخلط في توضيح الفرق بين اليهودي والصهيوني حين يأتي أي خبر يخص إسرائيل، رغم أن بعض الأطروحات لا ترى الفارق بينهما.
اليهودية .. المعنى العقائدي وتأصيله التاريخي
اليهودي في الأساس على ما يتعلق بالديانة، وجاء المصطلح من كلمة الهائد التي تعني التائب وبدأ إطلاقها على التائبين عن عبادة عجل السامري من بني إسرائيل، وقيل أن معناها الحركة أثناء قراءة العهد القديم.
تاريخيًا فإن بدء شهرة كلمة يهودي مُخْتَلَف عليه، البعض قال أنها تعود لعهد نبي الله موسى، وقي أنها تعود لعصر داوود وسليمان، لكن المؤكد أن تلك التسمية اكتسبت شهرة كبيرة أيام السبي البابلي.
مصطلح صهيوني
تاريخيًا فإن كلمة صهيوني مشتقة من صهيون وهو اسم الجبل الذي يطل على مدينة القدس، ولا وجود لأصل الكلمة في اللغة العبرية.
بدأ ترويج المصطلح بقوة عقب انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول بزعامة تيودور هرتزل في مدينة بازل السويسرية يوم 29 أغسطس 1897 م والذي جعل فيما بعد الكيان الصهيوني دولة اسمها إسرائيل.
اقرأ أيضًا
عن حلم هرتزل الذي بدأ قبل احتلال فلسطين بـ 50 سنة
اليهودي تعريفه مختلف عن الصهيوني، فالمصطلح الأخير يُطْلَق على الشخص الذي يهدف إلى استقرار اليهود في فلسطين ويقدم المساعدات من أجل هذا الهدف.
ويفسر عبدالوهاب المسيري الفكر الصهيوني عندما يتعلق بالاستعمار فيقول «هو استعمار استيطاني إحلالي لا يود استغلالنا أو استغلال موارد العرب الطبيعية وحسب كما كان الحال مع الاستعمار الإنجليزي في مصر وإنما يرمي إلى استلاب الأرض، والعيش فيها ناعماً براحة البال والهدوء، وأن يسلبنا أسباب الحياة والاستمرار حتى نرحل من الأرض ليحل محلنا فيها».
مذهب اللا فرق بين اليهودي والصهيوني
تتبنى مدرسة فكرية نظرية تقول أنه لا فرق بين اليهودية والصهيونية لا من حيث التاريخ ولا الواقع، وسبب ذلك أن فرة الصهيونية دينية الأصل وليست سياسية وهي مستمدة من المزمور 137 في العهد القديم والذي يقول «إن نسيتك يا أورشليم ، تنسى يميني، ليلتصق لساني بحنكي إن لم أذكرك، إن لم أفضل أورشليم على أعظم فرحي».
كذلك الإصحاح 62 من سفر إشعياء يقول «من أجل صهيون لا أسكت، ومن أجل أورشليم لا أهدأ حتى يخرج برها كضياء وخلاصها كمصباح يتقد، فترى الأمم برك وكل الملوك مجدك، وتسمين باسم جديد يعينه فم الرب».
سبب قوي آخر جعل مذهب اللا فرق يتبنى رفض التفرقة بين اليهودي والصهيوني، وهو مأثورة تيودور هرتزل التي قال فيها «إن فلسطين التي نريدها هي فلسطين داوود وسليمان».
بل عندما ظهر تفرقة خرج حاييم وايزمان وقال «إن يهوديتنا وصهيونيتنا متلازمتان متلاحقتان، ولا يمكن تدمير الصهيونية بغير تدمير اليهودية».
بعد 1948 صدر قانون العودة الإسرائيلي وصار اسم اليهودي يُطْلَق على أي شخص أمه يهودية الديانة أو شخص دخل الديانة اليهودية لكن بشرط أن تكون أمه يهودية، وهذا ما عزز الخلط بين كلمة اليهودي والصهيوني كإطار عام.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال