سر المرآة الصينية البرونزية.. كيف تعكس الصور وتسمح بنفاذ الضوء؟!
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
من منا لا يحب النظر في المرآة، ويتعجب من قدرتها على عكس الصور بتلك الطريقة المذهلة، ولكن هل تعلم أن ليست كل المرايا تعكس الصور؟، نعم فالمرآة الصينية التي لطالما حيرت العلماء والعالم أجمع طوال أكثر من ألف عام، لا تقوم بعكس الصور عندنا يتم تسليط ضوء عليها، بل تقوم بالسماح بنفاذ الضوء من خلالها وكأنها زجاج شفاف، فما هي آلية عمل تلك المرآة السحرية؟.
المرايا الصينية “تو كوانغ تشينغ”
ظهرت المرايا الصينية السحرية لأول مرة في عهد سلالة هان التي دامت من الفترة 206ق.م إلى 24م، وكانت أسرار صناعتها معروفة للجميع حتى القرن العاشر تقريبًا، حيث كانت مكتوبة في كتاب “سجل المرايا القديمة”، ولكن بعد ذلك فُقد هذا الكتاب ولم يتم العثور عليه حتى وقتنا هذا، واصبحت المرايا لغز محير للصينيين أنفسهم، وظهر أنها لُغز منذ بداية القرن الحادي عشر، حيث قام العالم والكاتب السياسي “شين كوا”، بذكر أمر المرايا العجيبة في كتابه “مقالات سيل الحلم”، فقال أنه قد العثور على ثلاثة مرايا سحرية عجيبة في منزل عائلته، ولم يجد أي أحد تفسير لتلك المرايا في تلك الحقبة، ووصفها شين قائلًا:” المرايا الثلاث يُمكن للضوء اختراقها، ومنقوش على ظهرها ما يقرب من 20 حرف مكتوبون بلغة قديمة لم يستطع أحد قراءتها، وتعمل المرايا بآلية معينة، فهي مرايا عادية بعيدًا عن الضوء، ولكن إذا تم تسليط الضوء عليها فستمر أشعة الضوء وتنفذ خلال المرايا، لتنعكس الحروف المنقوشة بالظهر على الحائط في الخلف، وتتمكن من رؤيتها بوضوح، وأوضح شين أنه وجد من نفس تلك المرايا العجيبة عند عائلات أخرى، وقد حاول بعض العلماء تفسير الأمر آنذاك وقالوا أن الأمر كله يكمن في كريقة صب المرآة، حيث كانوا يتركون الجزء الرقيق منها ليبرد أولًا، ثم يصبون الجزء البارز ويتركونه ليبرد، ولكن بالطبع لا يوجد دليل أو تفسير علمي واضح على هذا الكلام.
النظريات المطروحة حول آلية عمل المرايا السحرية
أيد عدة علماء النظرية السابقة والتي وُجدت في كتاب شين، وهي أن طريقة الصب والصقل هي ما تسببت في تشكّل الاختلافات السطحية للمرآة، وقال أحد العلماء أنه المرايا كانت تُنتج عن طريق صب البرونز في قالب مخصص له، يحمل شكل الأحرف الغريبة الموجودة على السطح الخلفي، وبعدها يتم صب السطح الأمامي فيصبح أحدب الشكل بفضل الحرارة المختلفة للسطحين، حيث تنحني الأجزاء الأقل سمكًا نحو الداخل، مما يتسبب في السماح بنفاذ أشعة الضوء.
نظرية أخرى تقول بأنه بعد صب المرآة وصقلها، يتم تسخينها بطريقة معينة، وعند درجة حرارة محددة مما يتسبب في حدوث تمدد بالطبقات الخارجية للسطح الأمامي، ويصبح محدبًا قليلًا، وبعد ذلك يتم تبريدها بالماء بسرعة للحفاظ على ذلك الشكل، ويتسبب ذلك التحدب في نفاذ أشعة الضوء التي تُسلط عليه.
أما النظرية الأكثر شيوعًا وتأييدًا من قِبل العلماء، هي أنه توجد اختلافات سطحية دقيقة على سطح المرآة الأمامي، وهذه الاختلافات تعكس الضوء بشكل مختلف عن الجزء الخلفي، مما يتسبب في نفاذ الضوء من الطبقة الأولى وعكس الرموز المنقوشة على السطح الخلفي.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال