كتاب التاريخ الحسيني .. قراءة تحليلية لأندر الكتب الأزهرية عن الإمام الحسين
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يتربع كتاب التاريخ الحسيني لابن الببلاوي على رأس الكتب الأزهرية النادرة التي تناولت قصة الإمام الحسين بشكل ضافي ووافي وفي عدد محدود من الصفحات.
العائلة الببلاوية في خدمة التاريخ الحسيني
مؤلف كتاب التاريخ الحسيني فهو الشيخ محمود علي محمد أحمد الببلاوي إمام المسجد الحسيني ونجل شيخ الأزهر الـ 26 الشيخ علي الببلاوي، والمؤلف من مواليد 23 أغسطس 1880 م ووفيات 1931 م، والتحق بالأزهر الشريف ثم تم تعيينه وكيلا لمشيخة المسجد الحسيني، ثم شيخًا ومدرسًا له، وقد ألف عددًا من الكتب عن الهجرية النبوية وتاريخ آل البيت ومنها كتاب التاريخ الحسيني وجاءت الطبعة الأولى عام 1906 م بمطبعة التقدم العلمية في درب الدليل في الدرب الأحمر، وكان يباع بمكتبة محمد عبدالواحد الطوبي بجانب مسجد الحسين.
قام الشيخ محمود علي محمد أحمد الببلاوي بتربية نجليه (محمد ومحمود) على حب قصة الإمام الحسين أو أي شيء يمت له بصلة، وكتبوا جميعًا كتابًا في هذا الشأن.
الببلاوي (علي محمد أحمد الببلاوي) الأب كتب كتابًا بعنوان الأنوار الحسينية على رسالة المسلسل الأميرية وقد خصصه عن فضل يوم عاشوراء وما ينبغي أن يُقْرئ في هذا اليوم من أدعية.
أما الببلاوي الإبن الأول (محمد علي محمد أحمد الببلاوي) فكتب كتاب الخطب المنبرية بمسجد الامام الحسين وهو مرجع للخطب الدينية التي كانت تُلْقَى في مسجد الإمام الحسين.
أما الببلاوي الإبن الثاني (محمود علي محمد أحمد الببلاوي) فهو صاحب كتاب التاريخ الحسيني الذي نقدمه عبر موقع الميزان.
محتويات كتاب التاريخ الحسيني
يبلغ عُمْر الكتاب 115 سنة إذ صدرت الطبعة الأولى منه (1324 هـ – 1906 م) ويقع في 80 صفحة استعرضت قصة الإمام الحسين منذ ميلاده إلى استشهاده ومرورًا بدفن جثمانه وانتهاءًا بوصول رأسه إلى مصر، مع تركيز على جوانب أخرى تتعلق بمسجده في القاهرة وتفاصيل المولد وموسم عاشوراء.
اقرأ أيضًا
شبهات تاريخية في قصة الإمام الحسين وكربلاء “هل كان الصراع سياسيًا على السلطة ؟”
يتناول الكتاب شقين في قصة الإمام الحسين، الأول الشق التاريخي الديني وهو المتعلق بسيرة الحسين وفضله وقصة كربلاء وحقيقة وجود الرأس في القاهرة؛ أما الشق الأثري فهو يوثق للمسجد نفسه بضريحه وأعمدته وقبته.
كتب الشيخ محمود علي محمد الببلاوي كتاب التاريخ الحسيني بهدف التوثيق للسيرة الحسينية والرد على التشكيك المتعلق بوجود رأس الحسين في مصر وقال في المقدمة “أردت خدمة لإخواني من فضلاء هذا العصر أن أؤلف كتابًا يرفع النقاب عن حقائق السيرة الحسينية وما كان في ختامها من المظالم اليزيدية ويرتفع به علم التحقيق في شرح انتقال الرأس الشريفة الطاهرة إلى مهبطها الكريم بالقاهرة متحليًا بما قرره العلماء الأعلام في فضل زيارة هذا السبط الهمام وتظهر في سمائه شموس الحقائق في تاريخ المشهد الشريف”.
لم يقع كتاب التاريخ الحسيني في الروايات الضعيفة وتحديدًا المبالغات الشيعية في سرد قصة كربلاء ويدل على ذلك أنه قال في ص 10 من الكتاب “يد الأهواء قد لعبت بها (يقصد قصة كربلاء) وبتفصيلها وغطت وجه حقيقتها أقنعة الأغراض فكثر فيها الخلط والخبط الفاطمي واشتدي فيها الإغراق الشيعي حتى كاد أن يدك علم الحق وينتصر جيش الباطل”.
ألقى الشيخ محمود الببلاوي جانب آخر حول تاريخ مصر في الاحتفال بالمولد الحسيني حيث ذكر أن المسلمين كانوا يحتفلون بالمولد الحسيني 3 مرات في السنة الأولى في 10 محرم (ذكرى الاستشهاد) من كل عام لتلاوة القرآن الكريم ثم الأذكار والأوراد وقراءة الدروس الدينية والسيرة النبوية، والثانية في الأول من شهر ربيع الثاني ولمدة 3 أيام، والثالثة في شهر شعبان حيث ذكرى ميلاده.
اقرأ أيضًا
حكاية “أم عمرو” خادمة عتبة مسجد الإمام الحسين طيلة 40 عاماً حتى ماتت
وفي ص 48 من الكتاب وصف دقيق لشكل مصر في المولد الحسيني حيث قال “تدار فيها أطباق الحلوى وكؤوس المرطبات وتكمل أضواء المسجد والقبة والمنارات وفي خواتيمه تزين الأحياء الوطنية من الحلمية إلى الحسينية وما بين ذلك من شوارع وطرقات ودروب وحارات ويكثر ورود سكان القرى والبلدان على القاهرة فيدور دولاب البيع والشراء بين التجار ويعم الرواج أنحاء المدينة، وفي الليلة الكبرى من المولد يتنافس الناس في الاحتفاء والاحتفال ولا يوجد بالمولد أي خيام أو سرادقات أو طبول، إنما للذكر وتلاوة القرآن وقصة السيرة”.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال