إلى البنت التي لا تحب اسمها..أنا أحبك
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كان ياما كان ببلاد بعيدة فتاة جميلة تدعى ساردونيا، وأمها السيدة خيال وكرة مضيئة يزداد توهجها بالقراء والأفكار المبتكرة، وفتى يتعلثم بالكلام، وأسماك تتكلم، وحشرات ترد على أسئلة صعبة، وطيور تتناقش وتساعد الأخرين.
“البنت التي لا تحب اسمها” رواية للكاتبة التركية “إيلف شافاك” تنقلك لبلاد واقعية بها مشكلات الأطفال داخل الفصول، ومشكلة للكبار داخل أسرة صغيرة، ثم تنقلك لبلاد أخرى يعمها الخيال وتشغلها كتابة القصص والأحلام والحواديت.
رواية مميزة تنقل الكبير لعالم كارتوني مختلف؛ تفصله عن عوالم معقدة بروايات أخرى، وعن أوجاع ثقيلة خطها كاتبها من روحه، ولكن برواية إليف تحمل الكبار لعالم الصغار.
بعالمنا نحن نتأثر جميعًا بموجات التنمر التي برزت بعد استخدامنا لمواقع التواصل الاجتماعي. الجميع يحاول الوصول للكمال الذي يراه من خلال صور النجوم، أو معايير شريك حياته، وربما تعليقات أقاربه أو الجيران حتى يتجنب تنمر تافه ما.
بعالم الصغار هذا التأثر تستطيع ضربه في اثنين، فهذه الكائنات اللطيفة البريئة التي أتت لعالمنا منذ سنوات، اُبتليت بزحام السوشيال الميديا والهوس بالمظهر.
ساردونيا برواية إليف لا تحب اسمها، رغم أن الساردونيا زهرة جميلة، ولكن سخرية زملائها بالفصل جعلتها تكره اسمها رغم معناه الجميل؛ تمامًا كما يسعى البعض لتشويه كل المعاني الجميلة بأعيننا لفرض ذوقهم البعيد عن كل إبداع وجمال.
رحلة ساردونيا تناسب الأطفال من حيث السرد السلس، والكلمات والمعاني البسيطة، والأهداف الرائعة التي وضعتها إليف بين السطور كي يتعلق الأطفال بالقراءة والكتابة والفن، وأبدعت في الحوار لتعزيز ثقة الصغار بأنفسهم
تقابل ساردونيا في رحلتها طفلًا يعاني من التعلثم في الكلام، ويدور بينهما نقاش حول التصالح مع الذات والثقة بالنفس، فتقول ساردونيا:
“لماذا لن يحبك أحد؟ ليس المهم أن يحبك الجميع، المهم أن تحب أنت نفسك أولًا. فإذا كنت متصالحًا مع ذاتك، فسيكثر الأصدقاء حولك”
تعلمنا الصغيرة جميعًا درسًا هامًا حول تقبلنا لأنفسنا، وأننا نستحق من يحبنا على ما نحن عليه، وإذا نصحنا فعل هذا بحب وود كما تقرأ بالرواية وبالمناقشات البسيطة نصائح ربما تبدو بالحوار طفولية، ولكننا نحتاج إليها بشدة تحت كل الضغوط التي نواجهها في علاقاتنا بالأخرين.
برحلتي مع التدريس للأطفال، قابلت فتيات تأثرن بحكايات صديقاتهن عن أن معايير الجمال تتطلب مواصفات معينة؛ شعر أملس، بشرة بيضاء، ورشاقة كبيرة، فبدأن في استخدام المواد الكيميائية لفرد الشعر.
قابلت برحلتي أكثر من ساردونيا تخجل من اسمها، شكلها، بشرتها، وتعليقات الأخرين من الكبار والصغار حولها جعلتها تفقد التركيز بالتحصيل الدراسي، وتعاني من مشكلات نفسية بسن لا يجب أن تفعل فيه سوى الاستكشاف واللعب مع التعلم.
“الإنسان يحتاج للخيال كما يحتاج للخبز والماء”
هكذا ترى إليف الحياة بروايتها، والتي نسجت من خيالها عالمًا يجذب الكبار والصغار كي تنصحهم بسحر الكلمات والحدوتة، وكي تصالح كل إنسان مع ذاته، وأنا بكل حب أقول معها بصوت عال:
“إلى البنت التي لا تحب اسمها..أنا أحبك”
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال