أحمد عبدالرحيم السايح .. الأزهري الذي أهداه أحمد عبده ماهر الكتاب الذي سجن من أجله
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لازم الدكتور أحمد عبدالرحيم السايح أستاذ العقيدة والفلسفة في جامعة الأزهر، صديقه المستشار أحمد عبده ماهر في الحياة الفكرية وكانت آخر لحظات حياته معه.
ما بين أحمد عبدالرحيم السايح وأحمد عبده ماهر
الدكتور الراحل أحمد عبدالرحيم السايح من الملهمين بقوة للمستشار أحمد عبده ماهر، فهو الذي قَدَّم له كتاب أوهام عذاب القبر، ويعد بمثابة أستاذه.
بعد سنوات من رحيل أحمد عبدالرحيم السايح حوكم المستشار أحمد عبده ماهر في قضية ازدراء أديان وحملت حيثيات حكمه بالسجن 5 سنوات، أن كتاب أوهام عذاب القبر يسيء إلى الدين الإسلامي.
اقرأ أيضًا
حبس أحمد عبده ماهر عار على حرية الرأي
في تقديم الكتاب قال السايح «المستشار أحمد عبده ماهر تجده متميزًا في كلماته فالفكر والكلمة حقيقتان متلازمتان في حياته، لذلك جاءت كلماته في مؤلفاته معالم مضيئة على طريق تصحيح ما أفسده الدهر من موروثات ومناهج أضرت بالعقائد، وهو يمتلك طاقات إصلاحية يبذلها دومًا لأجل الأمة».
تناول أحمد عبدالرحيم السايح قضية عذاب القبر وذكر بأنها قضية لا هم للمتاجرين بالدين إلا ذكرها أنها عمل إنتاجي تفتخر به الأمل، رغم تعارضها مع مبادئ الإسلام ودلالات الآيات القرآنية.
وعن كتاب أحمد عبده ماهر قال السايح «كتاب أوهام عذاب القبر له 3 فصول تميزت بالتوثيق والتنقيب مما أعطى الدراسة عمقًا وقوة، ولعل تلك الدراسة تُوجِد في الناس الوعي والتعريف بخطورة الاستعمال المنحرف والشاذ لبعض مقولات الأقدمين، ولعلها تعيد إليهم الشخصية الإسلامية التي رباها رسول الله في الصحابة الأطهار الذين كانوا يتفاعلون مع الكون بالقرآن».
لعل الغرابة في مسيرة الدكتور السايح أنه رغم تدريسه في جامعة الأزهر بمصر وأم القرى بالسعودية، إلا أنه ساهم في تحقيق وتقديم 120 كتابًا لهم صلة بالتراث «مثل إسلامنا والتراث .. نحو تقويم الخطاب الديني، والاستشراق في ميزان نقد الفكر الإسلامي، التيارات الفكرة دراسة وتحليل».
أحمد عبدالرحيم السايح في حياته العائلية
أضفت العقلية المستنيرة التي تمتع بها الدكتور عبدالرحيم السايح على حياته الشخصية ويملك إدراك ذلك في كلام نجلته عنه إذ كانت تقول «والدي كان يتعامل معنا بحب وحرية شديدة، وكان يشجعنا على القراءة والعلم والمعرفة منذ الطفولة، وكان يعلمنا كيف نتقبل الآخر، وكيف نستمع لجميع الآراء والأفكار، وكان يعمل على غرس المبادئ الإسلامية فينا منذ الطفولة، وكان متفتحا ومتطور الذهن والفكر والأدوات، وكان يعطينا الحرية في التعليم، فمع التحاق البعض بالتعليم الأزهري إلا أنهم التحقوا بالجامعات العامة بعد ذلك دون اعتراض منه، ولم يكن يفرق بين الأبناء في التعامل وكان يقف في صف البنات ولم يفرض عليهن ارتداء الحجاب، وكان يقول هذه حرية، فإذا سأله أحد أصدقائه عن ذلك كان يقول أنا معلمهم ومربيهم على المبادئ الإسلامية».
جاءت وفاة أحمد عبدالرحيم السايح وكان آخر ما رأى من الدنيا هو أحمد عبده ماهر، فقد كانا متوجهين يوم 26 يونيو 2011 إلى استديو قناة التحرير لاستضافتهما بحلقة عن الوهابية وهناك داهمته جلطة قلبية نقل على إثرها لمستشفى النزهة وفارق الحياة في 7 يوليو من نفس العام.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال