كيف غَيَّر أمير الشعراء قصيدة طلع البدر علينا من أجل مدح رئيس ديوان الخديوي
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
خلت الشوقيات التي تضم قصائد أمير الشعراء أحمد شوقي من قصيدة طلع الشرق علينا والتي تأثر فيها بأبيان قصيدة طلع البدر علينا المنسوبة إلى أهل المدينة حين جاء النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرًا.
ما هي قصيدة طلع الشرق علينا ؟
في العام 1930 م بلغ أحمد شفيق باشا رئيس الديوان الخديوي المصري سن السبعين، وأقيم احتفال حضره الكبراء والوجهاء، وكان متوقعًا أن يلقي أحمد الشعراء أحمد شوقي قصيدة.
تغيب أحمد شوقي عن الحفل وأرسل نص القصيدة مع صديقه محمد إسعاف النشاشيبي الشاعر الفلسطيني المشهور ليلقيها بدلاً عنه.
وتقول القصيدة التي نشرها أحمد شفيق باشا في كتاب مذكراتي في نصف قرن
طلع الشرق علينا .. من سماء المهرجان
هو في روض شفيق .. معنا يهدي التهاني
وكما راق بنيه .. راقه طيب المكان
أنت يا أحمد في .. مصر جبرتي الأوان
أنت قربت لنا .. أمس وما كان بدان
قد نسيناه وما .. مر به من حدثان
إن سبعين تقضت .. لم تكن غير ثوان
هي كاللحظة إن قـيـ .. سـت إلى عمر الزمان
أنت فيها غارس .. مثلك في العشرين باني
لم تزدنا كل يوم .. غير آثار حسان
اقرأ أيضًا
منذ متى ورأس السنة الهجرية أجازة في مصر؟ .. مسيحي وأديب ولاعب كرة كانوا السبب
تاريخيًا فإن قصيدة طلع البدر علينا رواها عبيد الله بن محمد بن عائشة حيث قال: «لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة جعل النساء والصبيان والولائد يقلن: طلع البدر علينا ** من ثنيات الوداع.. وجب الشكر علينا ** ما دعا لله داع» وذكره أبو الحسن الخلعي في كتاب الفوائد، والبيهقي في كتاب دلائل النبوة، وعزاه الحافظ ابن حجر في كتاب فتح الباري لأبي سعيد في “شرف المصطفى وجميعهم من طريق العلامة الأخباري الثقة أبو خليفة الفضل بن الحباب، غير أن هذا إسناد ضعيف، فيه انقطاع كبير؛ فإن ابن عائشة متأخر الوفاة، وهو من شيوخ الإمام أحمد وأبي داوود ، فكيف يروي حدثا من أحداث السيرة النبوية من غير إسناد.
من هو أحمد شفيق باشا ؟
أحمد شفيق باشا رئيس الديوان الخديوي من مواليد منطقة السيدة زينب في 18 مايو عام 1860 م، والتحق في طفولته بالكُتَّاب الزينبي حيث حفظ القرآن، وبعد انتهاء دراسته من الكتاب تعلم في مدرسة المبتديان ومنها إلى القبة والتي عمل فيها مدرسًا بها.
سلك أحمد شفيق باشا سلك الوظائف الحكومية فكانت وظيفته الأولى كاتب ثاني تركي بالدفترخانة، ثم عضوًا بالمجلس الخصوصي بنظارة الداخلية، وفي منتصف عام 1885 م سافر إلى فرنسا وتعلم بمدرسة العلوم السياسية وكلية الحقوق بجامعة باريس حتى نال الكفاءة عام 1889، وبعد تخرجه عاد إلى مصر.
عقب عودة أحمد شفيق باشا تم تعيينه وكيلًا للجامعة المصرية الأهلية، ثم رئيس ديوان الخديوي في عهد عباس حلمي الثاني، ثم رئيسًا لقلم الترجمة عام 1905، وظل بهذا المنصب حتى صدر أمر بتعينه مديرًا لديوان الأوقاف الأهلية في 26 مارس 1910 م، وبعد عزل الخديوي عباس حلمي الثاني استقال من مناصبه وتفرغ للكتابة في التاريخ وظل هكذا حتى توفي 17 أكتوبر 1940 م.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال