حكاية أول مدرسة ليلية في مصر .. أسسها والد يوسف وهبي وليس الزعيم محمد فريد
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تتفق أغلب المراجع على أن أول مدرسة ليلية في مصر تأسست سنة 1908 على يد الزعيم محمد فريد رئيس الحزب الوطني، وجاء ذلك الاتفاق من كتاب محمد فريد رمز التضحية والإخلاص الذي كتبه المؤرخ عبدالرحمن الرافعي.
اقرأ أيضًا
جنازة محمد فريد “تفاصيل غير مروية من 100 سنة بالصور النادرة”
إلا أن تلك المعلومة بها بعض الخلل ووقعت في فخ الخطأ التاريخي لتأريخ مرحلة تعليمية شهدتها مصر ولم تلقى حظها من التوثيق.
حكاية أول مدرسة ليلية في مصر .. في أي عصر تأسست ؟
يرجع تأسيس أول مدرسة ليلية في مصر إلى عصر الخديوي توفيق والذي كلف أحد رجال حاشيته وهو المسيو أودان لتدريب بعض الشباب للتدريس في مدرسة ليلية أهلية.
اعتذر المسيو أودان عن تأسيس المدرسة لأنه مشغول في أعمال أخرى، فتولى عبدالله باشا وهبي المهندس تأسيس المدرسة (وهو والد الفنان يوسف وهبي) مع أحمد شفيق باشا الموظف في قلم الترجمة، وانضم لهما الشيخ محمد النجار.
يحكي أحمد شفيق باشا أن مكان أول مدرسة ليلية في مصر كان أمام إعداد مدرسة ليلة واخترنا لها مكانا في ربع أمام مسجد سلطان شاه في شارع غيط العدة بمنطقة عابدين، وتولى تعليم اللغة العربية فيها إلى الأستاذين الشيخ محمد عبده والشيخ النجار، واللغة الفرنسية لحبالين أفندي الموظف في نظارة الخارجية، واللغة الإنجليزية لجرجس أفندي ملطي المدرس بالمدارس الأميرية.
اقرأ أيضًا
لغز موت أسمهان .. يوسف وهبي حكي عن تفاصيل أخر ساعات في حياتها وكيف حاول إنقاذها ولكنها رفضت!
لقي المشروع إقبالاً كبيرًا ووفد على المدرسة كثير من الطلاب حتى بلغ عددهم 120 تلميذًا واستمر التعليم بها حتى وقعت الثورة العرابية، فتناقص عدد الطلاب واضطربت شئون المدرسة وضعف مواردها وانتهى الأمر بإغلاقها.
الحزب الوطني يكمل ما بدأه الخديوي توفيق
تجدد المشروع مرة أخرى في أواخر 1908 على يد الزعيم محمد فريد والذي أحياء مشروع إنشاء مدارس ليلية للشعب لتعليم الفقراء والعمال مجانًا، فأنشأ مدرسة في بولاق وبدأت الدراسة فيها في نوفمبر 1908 وألقى أحمد لطفي السيد أول درس بها وموضوعه الشئون الاجتماعية.
استعرض الرافعي تفاصيل الدراسة فقال أن كان برنامج هذه المدارس يتناول «القراءة والكتابة، والدين، وقانون الصحة والاحتياطات الصحية، والعناية بتربية الأطفال، القوانين الخاصة بالمعاملات اليومية، الشئون الاجتماعية، دروس الإنشاء، الحساب، تاريخ مصر، التاريخ الإسلامي، الجغرافيا، الأخلاق».
اقرأ أيضًا
حكاية وليمة فحول الجاموس التي أشرف عليها الخديوي توفيق لاستقبال أخويه من المنفى
وتطوع الشباب وأعضاء الحزب لتدريس هذه المواد وإلقاء الدروس الليلية على العمال، وبلغ عدد المدارس التي أنشأها الحزب سنة 1909 لتعليم الصناع مجانًا 4 مدارس في الخليفة وبولاق وشبرا والعباسي وتحوي كل مدرسة على 120 تلميذ من مختلف الحرف، وانتشرت هذه المدارس في عواصم القطر، وساهم نادي المدارس العليا في هذه الحركة، إذ ألف لجنة لنشر مدارس الشعب وتولى أعضاؤه التدريس فيها.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال