عندما هدد الروتين تاريخ مكتبة التلفزيون المصري في الثمانينيات
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ارتبط تاريخ مكتبة التلفزيون المصري بتأسيس ماسبيرو سنة 1960 ومنذ ذلك التاريخ وحتى السنوات القليلة الماضية خضعت المكتبة لعدد من مراحل التطوير كانت أولها التسجيل على أشرطة 2 بوصة، ثم شرائط سوبر، ثم استخدام الأنظمة الرقمية الديجيتال وبعدها ربط المكتبة بأنظمة الحاسب الآلى لتسهيل عمليات البحث عن الشرائط والمواد المختلفة، وآخرها إتاحة جزء منه على المنصة الرقمية Watch iT.
اقرأ أيضًا
عن الأم الروحية لتطوير مذيعات الربط في التلفزيون المصري قبل إلغاء وجودهن
إلا أن أشهر أزمة فوضوية في تاريخ مكتبة التلفزيون المصري كانت في ثمانينيات القرن الماضي، حيث اختفاء الأشرطة في ظروف غامضة، ثم إعادتها في ظروف أيضًا غامضة، ليكون المسؤول عنها هو الروتين وعدم التنسيق.
تفاصيل واقعة اختفاء أشرطة مكتبة التلفزيون
يضم تاريخ مكتبة التلفزيون المصري حتى الآن 400 ألف شريط بين مواد فيلمية ومسلسلات وسهرات وحفلات ومباريات وموزعة على 12 مكتبة داخلية، تضم 1200 مسلسل، و 500 ساعة مسرحية و 300 ساعة فوازير و 160 ساعة سينمائية إلى جانب مكتبة الأفلام التسجيلية والبرامج.
اقرأ أيضًا
أفلام التلفزيون ما هي ومن أين جاءت وكيف انتهت؟
اختفاء أشرطة السهرات والمسلسلات من مكتبة التلفزيون المصري لفترة ثم إعادتها إلى مكانها أصبحت ظاهرة عادية داخل ماسبيرو في أواخر الثمانينيات وفجرها على صفحات الجرائد، الصحفي صلاح درويش في عدد الجمهورية يوم 22 نوفمبر 1985 م.
كانت أولى الشكاوى التي حقق فيها عادل كشك في الشئون القانونية بالاتحاد، مذكرة قدمتها الإعلامية آمال مكاوي رئيسة القناة الأولى والمخرج منير التوني باختفاء 3 أشرطة من سهرتين له بعنوان عدالة الإسلام بطولة عزت العلايلي وإلهام شاهين وتوفيق الدقن وسلوى محمود مما حال دون إذاعة السهرتين في مناسبة دينية خلال النصف الثاني من شهر أكتوبر، وتم تقديم سهرة الرحمة المهداة وبرنامج نجم وسهرة الذي كان مقررًا إلغاءه في الك المناسبة، وكان الغريب أن موظفة المكتبة أخطرت المخرج منير التوني بأن الأشرطة المختفة أودعت مرة أخرى وموجودة بمكتبة التلفزيون.
أما الشكوى الثانية فكانت من المخرج علام إبراهيم علام وحقق فيها علاء بسيوني وكيل وزارة الإعلام لشئون الأمن، وكانت تقول بأن أشرطة مسرحية الرجل الذي أكل وزة اختفت رغم إيداع الأشرطة داخل كومبيوتر المكتبة، وبالبحث عن الشرطة تبين سحب حوالي 26 شريط منهم النسخة المنتجة والنسخة المعدة للإذاعة من حلقات بلاغ للنائب العام إخراج حسن سيف الدين وحلقات الفارس الأخير للمخرج فخر الدين صلاح.
كانت المفاجأة أن الأشرطة المسحوبة من السهرات الدينية موجودة عند أحد مذيعي البرامج الدينية في التلفزيون وأنه مع سيارة الإذاعة الخارجية في طنطا لتصوير مواد دينية هناك، واتصل عبدالسلام خليل نائب رئيس التلفزيون بالمخرج الموجود في طنطا وأبلغه بأن الأشرطة موجودة لديه وسيعيدها للتلفزيون عند عودته من طنطا للقاهرة، وقد أثارت تلك التصرفات استياءًا واسعًا حينها.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال