همتك نعدل الكفة
487   مشاهدة  

أعجوبة حرب اليمن .. فلاحة أصيبت بطلقة في الجمجمة وحملت الحطب في اليوم التالي

حرب اليمن
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



تزخر مذكرات العسكريين والمؤرخين بوقائع شتى في تفاصيل حرب اليمن التي وقعت عام 1962، وذلك من الناحية العسكرية والسياسية والتوثيقية، فضلاً عن آراء الخبراء الأجانب وشهود العيان على تلك الفترة، غير أن هناك قصة غريبة في حرب اليمن أثار عجب المصريين وكانت بعيدةً عن الشق العسكري، حيث أنها تتعلق بالمرأة اليمنية.

في بدايات الحرب وبالتحديد في مساء منتصف أكتوبر سنة 1963 م أصيبت إمرأة يمنية بنيران خاطئة وذلك أثناء توجهها إلى منزلها عند قرية كحلان أثناء اشتباكات بين الملكيين و عناصر القوة المصرية هناك .

استقرت الطلقة في منطقة “الصدغ” وهي الجزء الواقع أمام الأذن وخلف العين ويوجد بها العظم الصُّدْغي والذي يشكل أحد عظام الجمجمة، كانت المخاطرة في نقل المرأة إلى أي مستشفى، فتم نقلها إلى سرية طبية تابعة للقوات المصرية.

غلاف كتاب مشاوير العمر لـ كمال حسن علي
غلاف كتاب مشاوير العمر لـ كمال حسن علي

وفق ما ذكره كمال حسن علي أحد كبار قادة الجيش المصري في مذكراته “مشاوير العمر : أسرار و خفايا 70 عامًا من عمر مصر في الحرب والمخابرات والسياسة”، فإن الإصابة كانت تحتاج إلى جراحة في المخ بعد عمل الأشعة، وتلك احتياجات يستحيل تحقيقها في اليمن.

رأى طبيب السرية أن يكتفي مؤقتاً بتطهير الجرح وتعقيمه مع إعطاء تلك المرأة حقنة بنسلين، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يقوم بها طبيب ذكر بالكشف الطبي على إمرأة في اليمن.

كانت أعجوبة الأعاجيب تنتظر المصريين ظهر اليوم التالي ، حيث يقول كمال حسن علي في مذكراته :” تأهبت للعودة إلى سريتي عند الظهر، وأثناء توجهي فوجئت بسيدة تسير وتحمل على رأسها حملاً من الحطب يفوق حجمها، وتبين لي أنها نفس فلاحة الأمس التي تشاورنا طويلاً بشأن حالتها الصحية ومما عرفني عليها الضمادة الطبية التي كانت حول رأسها”.

ويذيل كمال حسن علي في هامش مذكراته عن هذه الواقعة، أن الطبيب فسر له هذا الأمر بأن أهالي الجبال اليمنية يحملون كميات قليلة من الدم في أجسامهم بسبب نقص الأكسجين فوق قمم الجبال، وهو ما يجعل كمية النزيف قليلة .

ويبقى ملف “حرب اليمن” التي اندلعت عام 1962 م بين الموالين للحكم الملكي والمؤيدين للنظام الجمهوري وانتهت بانتصار الجمهورية سنة 1970 م ، أحد أكثر الملفات المصرية التاريخية شديدة التعقيد من حيث الجدوى والفائدة، ولذلك لا زالت الخلافات في وجهات النظر حول مشاركة مصر في حرب اليمن قائمة إلى الآن، كون أنها من العناصر المؤثرة في الشأن اليمني إلى اليوم.

إقرأ أيضا
شادية

إقرأ أيضاً

غباشي الإسكندراني .. الوجه الذكوري لعصابة ريا وسكينة “ضحاياه من عائلات عساكر حرب اليمن”

الكاتب

  • حرب اليمن وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان