عبد الله مشرف .. أن تكون الفلسفة أبسط شئ
-
حاتم سعيد
كاتب ومؤلف مسرحي
كاتب نجم جديد
يومًا عاديًا لم يحدث به أي شئ جديد سوى المعتاد لأي منا في الحياة، وعادة ينتهي بلقاء الأصدقاء في المقهى كل منا يحاول أن ينسى ما قد مر بيومه بسرقة بعض الضحكات والـ”قفشات” فيما بيننا، رأيته على الجانب الأخر يسير بهدوء ذلك الفنان الذي دومًا ما أمتعنا وله مكان خاص بقلوب كل منا لينبهني صديقي (عبد الله مشرف) لأكتفي بإبتسامة وأرد (أه فعلًا) وأستكمل حديثنا المعتاد لأجده وقف أمامنا يلقي السلام فنرد جميعًا أهلًا يا فنان فيبدأ بمداعبتنا (قاعدين هنا بقالكم كتير؟) لنكتفي بالضحكات فيما بيننا ويقرر (طيب هقعد معاكم)
أحاول أن أختلس النظرات إليه، كيف تبدوا علامات تقدم العمر عليه وكيف ألت إليه الأمور الأن؟ الكثير من التساؤلات التي قفذت بعقلي لا أعلم هل بسبب حبي له وبأنه جزء أصيل من ذكرياتي وطفولته أم بأنني مازلت أحمل بداخلي صحفي!، ليبادرني بشكل مفاجئ (إنت عارف الحياة دي إيه؟) أبتسم قليلًا وأستفهم منه ليؤكد لي الفنان عبد الله مشرف بأنه عليك أن تحب كل الناس، تلك الدنيا كلها ملك لك وأن الإنسان خُلق ليعمر الأرض كل بطريقته.
يشير عبد الله مشرف إلى العامل في المقهى مؤكدًا بأن الجارسون يعمل لديه وهو أيضًا يعمل لديه، (هوبيقدملي اللي هشربه وأنا بروح أمثل علشان أسعده ويتفرج)، كنت أكتفي بالنظر إليه والإبتسام لأستمع لما يقول وبدأ في سرد ذكريات شبابه حينما تخرج وإلتحاقه جنديًا بالجيش ثم بداية عمله بالفن ليعود مرة أخرى ليؤكد بأن الرضا أهم شئ في الحياة وبأن كل إنسان لا يختلف عن الأخر فعلينا جميعًا أن نحب بعضنا البعض فقط وكل منا يرضى بما لديه.
سأله أحد الأصدقاء الجالس معنا لماذا لم يترك عبد الله مشرف تلك المنطقة ويعيش بمكان أخر مثل أغلب الفنانين، ليرد مؤكدًا إيمانه بكل ما قاله بأن يملك الدنيا ومافيها ولا يريد أن يعيش بمكان أخر، فيرى بأن المنزل ماهو سوى مكان للنوم فقط وينصحنا بأن نعيش الحياة ونرى الدنيا وبأن الجميع متساوون من يسكن في فيلا عليه أن يخرج منها ليرى الحياة ومن يسكن في غرفة كذلك، يهمس لي بأنه حينما أنظر للأمور بحب وأعرف بحق لماذا أنا هنا حينها يأتي الرضا.
وأوضح عبد الله مشرف بأنه حينما يخرج كل يوم من منزله ينظر حوله ليجد الحياة تسير يسعد كثيرًا، (أبص في القهوة ألاقي الناس قاعدة أقول إيه الونس ده كله والمحلات فاتحة أقعد على القهوة وأتمشى شوية وأنا مبسوط وكأني بملك الدنيا كلها)، ينظر إلي ويسألني عن الساعة الأن وحينما أخبره يرد (في حاجة غلط من اللي أنا قولته) أؤكد له بأن ما قاله يشعرني براحة نفسية كبيرة فيقول (هو ده دوري أنصحك وأقولك كل كلامي من خبرة الحياة المهم تكون فهمته) ويتركنا ويرحل ليعود سائرًا من نفس الإتجاه الذي أتى منه وعقلي يردد بأن ما قاله رسالة للجميع في الحب والإنسانية علي إيصالها وبأنه لا يوجد في الدنيا شئ يأتي صدفة.
إقرأ أيضاً
عندما رفض عبدالرحمن السديس أداء صلاة الجنازة على محدث الحرمين لأنه صوفي
الكاتب
-
حاتم سعيد
كاتب ومؤلف مسرحي
كاتب نجم جديد