هل نحن نعيش عصر الجنون ..؟!

دومًا ما تكون الكتابة هي الملاذ الآمن لأي إنسان عرف أهمية الكلمات وما يُقال من خلالها، وعلى الرغم من الانشغال بهموم الحياة ومتطلباتها دومًا ما يأتي لحظات خاطفة تجذبك للتفكير مما يحدث من حولك بشكل عام.

والحق أنني منذ فترة أرى بأن ما يدور حولنا في الحياة بشكل عام أمر يدعو للتفكر والخوف الذي قد يصل إلى حد الرعب ! وربما أكون مبالغًا أو أن الارتياب من كل شيء صار صديقًا حميمًا لي، ولكن دعنا نتأمل قليلًا ربما تزيح عني عزيزي هذا الخوف أو ربما تشاركني إياه !

لسنوات طويلة ظلوا يحدثوننا عن التغير المناخي ولم ينتبه أحد .. حتى صار الأمر واقعًا نعيشه كل يوم، كثُرت الكوارث الطبيعية بشكل يدعوا للدهشة حتى تكاد أن تشعر بأن الأرض لا تتحملنا !! والأهم من ذلك كم مرة في اليوم تسمع من شخص ما بأن سنوات العمر مضت دون أن يشعر ؟! جميعنا كذلك .. حتى أصبحت نكتة دخلت إلى المطبخ أعد فنجال قهوتي وكنت أبلغ من العمر منتصف العشرينات خرجت لأجد نفسي بلغت الأربعين من عمري واقعًا نعيشه.

تحملني عزيزي القارئ ولكن لتعتبر ما أقوله هو فضفضة شخص عانى من نفس الموقف السابق حينما وجد الشيب يحتل بعض خصلات شعر رأسه بشكل مفاجئ، ولنُكمل التفكير قليلًا .. هل فكرت أن تتابع صفحة الحوادث بشكل دوري ولنقول لمدة شهر واحد فقط لم أحُدثك عن معدل الجرائم وزيادتها ولكن تأمل تفاصيل الجريمة نفسها .. أصبح من المعتاد أن نرى أم تقتل أبنائها وأب أيضًا وأخرى تفضح أبنائها على مواقع التواصل الاجتماعي لتحصد الزيارات ! وذلك الذي يقتل صديقه من اجل بضعة جنيهات أو فقط لأنه وبخه أمام أصدقائه !

قد تتهمني الآن عزيزي بأنني شخص متشائم وأرى الدنيا سوداء وأنقل لك نظرتي المريضة تلك ولكن دعنا نترك كل هذا ونذهب قليلًا لنشاهد ما يحدث بمواقع التواصل الاجتماعي، بين من يضيعون أعمارهم أمام الكاميرات بشكل مُهين حتى يحصدوا الأموال نتيجة المشاهدات والأسوأ من هذا من يشاهد ما يفعلونه بأنفسهم ويدفع المال مقابل ذلك !! أو من ينقلون لنا أدق تفاصيل حياتهم الشخصية حتى يستطيع متابعيهم ان يجذموا بمعلومات عن عدد قطع الأثاث بمنزلهم …

لو نظرت بصورة عامة لكل ما حولك ستجد بأن الأمر جنوني إلى حد كبير ومن يستطيع أن يُحافظ على عقله بهذا الوقت يكون بطل حقيقي، أمام تلك المغريات والمادة التي تحكم كل شيء ولا تتخيل عزيزي بأن المادة هي المال فقط فهنا عليك أن تتأمل مرة أخرى لتكتشف بأنها في هذا الزمان صار لها أكثر من شكل ولون … ولأتركك مع نفس التساؤل الذي بدأنا به حديثنا هل ترى بأننا نعيش الان عصر الجنون أم أن كلماتي تلك دليل بأني من أقف على حافة الجنون ؟!

إقرأ أيضا

“تفاصيل الدور المجهول” حول بصمات زوجة عبداللطيف أبو هيف في الأوبرا