“هامون” مؤسس كلية الطب البيطري في مصر.. انتهى أمره مطرودا برشوة
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كانت كلية الطب البيطري، الذي أسسها هامون، هي أقدم مؤسسة تهتم بدارسة أمراض الحيوانات في مصر وربما في العالم العربي أيضاً، وقد تكون أقدم من جامعة القاهرة نفسها، حيث تأسست كلية الطب البيطري عام 1827 م بقرار من محمد علي باشا كـ “مدرسة” متخصصة في أمراض الحيوانات بمدينة رشيد، ثم انتقلت إلى أبي زعبل سنة 1831 م، وأرفق بها مستشفى لعلاج أكثر من 100 حصان، فضلاً عن صيدلية وصالة تشريح وأماكن لإقامة الطلاب والمدرسين.
تأثرت كلية الطب البيطري بكافة التغيرات التاريخية حيث أصبحت الدراسة فيها 5 سنوات، ثم نُقِلت للقصر العيني حتى تم إغلاقها في عهد عباس حلمي الأول، ليقرر الخديوي إسماعيل فتحها، ولم تهنأ كثيراً حيث أغلقت 20 سنة من عام 1881 م، حتى أعيد فتحها عام 1901 م، كهيئة تابعة لمصلحة الصحة، واستمرت في تغييراتها الإدارية حتى انضمت لوزارة التعليم العالي.
هناك شيء لا يلتفت له كثيرون من مؤرخي الطب البيطري في مصر، وهو دور المؤسس الأول لكلية الطب البيطري الطبيب الفرنسي هامون بك، الذي جاء في العالم التالي لتأسيس المدرسة حتى دشنها رسمياً وظل ناظراً لها لمدة 14 سنة من عام 1828 م حتى عام 1842 م.
تنعدم تفاصيل السيرة الذاتية لهامون بك، كأحد رجال دولة محمد علي باشا، لكنه اكتسب ثقة الوالي فصار ناظراً لمدرسة الزراعة مع نظارة مدرسة الطب البيطري، ثم دخل قصر محمد علي باشا كمدير لاسطبل قصره في شبرا، وشيئاً فشيئاً كان المفتش العام لزرائب الأغنام ومصلحة الطب البيطري في الجيش المصري.
لم تدم حالة الوفاق طويلاً بين هامون بك و النظام الحاكم في مصر وتحديداً مع محمد علي باشا، ويرجع سبب ذلك إلى المنافسة التي تحولت إلى حقد دفين داخل هامون بك ضد كلوت بك رائد الطب الأول بمصر، ورغم أن كلوت بك تخصصه بشرياً لكن كل ما هو له صلة بالطب يتولى إدارته.
حالة الحقد التي أصيب بها هامون، أوقعته في مشكلة كبيرة حيث تم اكتشاف تورطه في تهمة الرشوة التي جرت بينه وبين أحد كبار أعيان مصر حيث أراد كبير الأعيان إخراج مواشي غير صالحة للاستهلاك وأجازها هامون برشوة، وبعد كافة التحريات قرر محمد علي باشا حبس الرجل وطرد هامون بك.
يؤرخ يونان لبيب رزق في كتابه “الأهرام .. ديوان الحياة المعاصرة”، أن هامون انتقم لنفسه بأن نشر كتابا ندد فيه بسياسة محمد علي والشعب المصري عامة.
إقرأ أيضاً
“المعلم عجوة” مزارع أقنع محمد علي بعبقرية المصريين في الهندسة فأسس لها كلية
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال