المقاومة الشعبية في العدوان الثلاثي .. 55 يومًا جعلت بريطانيا تتوسل خوفا من شعب عظيم
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
جاء يوم 23 ديسمبر 1956 ليعلن نهاية 55 يومًا من الحرب غير النظامية وغير المتوقعة بين المقاومة الشعبية في العدوان الثلاثي على مصر وبين جيش التاج البريطاني.
الطريق إلى تشكيل المقاومة الشعبية في العدوان الثلاثي
لم تمتلك مصر القدرة العسكرية المتكافئة مع الجيش البريطاني والفرنسي والإسرائيلي بعد تأميم قناة السويس، وهو الخلل الذي كانت بريطانيا تعتبره لدغة قاتلة للإطاحة بنظام عبدالناصر وقبلة الحياة لعودة قناة السويس إليها مع فرنسا، لكن ما لم يكن متوقعًا أن تكون هناك مقاومة شعبية أذاقت العدوان الثلاثي الويلات.
اقرأ أيضًا
جمال عبدالناصر في فيلم بورسعيد “خطأ فني من المخرج بمحتوى تاريخي”
تشكلت المقاومة الشعبية في العدوان الثلاثي بقرار من الرئيس جمال عبدالناصر وإشراف كامل من جهاز المخابرات المصرية، وتولى البكباشي عبدالفتاح أبو الفضل مهمة قيادة المقاومة الشعبية في بورسعيد، بينما تولى كمال الدين حسين قيادة المقاومة الشعبية في الإسماعيلية، أما محمد كمال الدين رفعت فكان هو همزة الوصل بين عناصر المقاومة في كل منطقة القناة.
المجد لهؤلاء
ضمت خلايا المقاومة عناصر من القوات المسلحة وقامت بالتنسيق مع المدنيين في حركة الحراك الشعبي المسلح وكان أبرز العسكريين الذين تولوا مهام التدريب والدعم بالسلاح والقتال هم «اليوزباشي سمير محمد غانم، وفرج محمد فرج، وسعد عبدالله عفرة، ومحمود حسين عبدالناصر، واليوزباشي محمد فائق، مع الضابط إبراهيم الرفاعي قائد عملية مهاجمة مقر كتيبة بريطانية في مبنى مدرسة الوصفية، وجلال هريدي، ومحمد أحمد الجيار، وأحمد عبدالله، ونبيل الوقاد، وطاهر الأسمر، وفاروق الأسمر، ومصطفى عبدالوهاب، والسيد صبحي الكومي، ومحمد كمال الصياد، ومنير علي الألفي».
أما أبرز العناصر المدنية فكانوا «يحيى الشاعر، محمد هادي الشاعر، ومحمد حمد الله، وأحمد هلال، ومحمد سليمان، وعلي زنجير، والسيد عسران، السيد البوص، حسن سليمان حمود، محمد شاكر مخلوف، ومحمد مهران»، ولم تخلو العناصر المدنية من المشاركة النسائية فكانت زينب الكفراوي واحدةً من النسوة اللاتي قاتلن بجانب الرجال.
جحيم الـ 55 يوم
تمكنت عناصر المقاومة الشعبية في العدوان الثلاثي خلال 55 يومًا من تنفيذ عدة عمليات أبرزها عملية مبنى الجمرك وكمائن شوارع بورسعيد ومهاجمة 4 معسكرات بريطانية وقتل الضابط البريطاني أنتوني مورهاوس، وقتل رئيس استخبارات العمليات العسكرية في بورسعيد، ونسف المعسكر الرئيسي للدبابات، وعمليات حي العرب وحي الإفرنج.
بريطانيا تتوسل
قوبلت عمليات المقاومة الشعبية بالقصف لكن الأعمال الفدائية لم تتوقف فقررت بريطانيا أن توزع منشورات، بعد حصار بورسعيد لتفرقة شعب بورسعيد عن عناصر الفدائيين وتفريق الاثنين عن اتحاد الدولة.
تعمد المنشور الموجه إلى شعب بورسعيد أن لا يذكر اسم جمال عبدالناصر أو اسم النظام وإنما وصفوه بجملتين «شرذمة» و «جماعة القاهرة» في إطار أن «عصابة تحكم البلد»، وذلك من بداية المنشور الذي قال «يا شعب بورسعيد .. من الممكن أن تزداد الحالة الغذائية ببورسعيد وبورفؤاد صعوبًا وخطورًا وأن تتطور إلى ما تحمد عقباه رغم مجهودات الحلفاء في سبيل إبعاد شبح الجوع عنكم؛ إن جماعة القاهرة تتفنن في المماطلة وخلق الشروط وضرب الآجال على رجوع الأمور إلى نصابها الطبيعي بدون مراعاة لمستقبل الشعوب التي أصبح اليوم بين الحياة والموت».
لم تؤثر المنشورات البريطانية في عزيمة المقاومة الشعبية حيث قررت الأمم المتحدة في 24 نوفمبر 1956 م إنسحاب العتدين بشكل كامل وهو ما جرى في 22 ديسمبر وتم الجلاء بشكل نهائي يوم 23 ديسمبر 1956 م من بريطانيا وفرنسا، ثم انسحبت إسرائيل في 8 مارس سنة 1957 وبدأ تطهير طريق الملاحة في قناة السويس والذي انتهى في 9 إبريل من نفس العام
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال