كائنات “أحادية الإنجاب”.. تعيش لممارسة الجنس مرة واحدة وتموت بعدها

الكائنات الحية تعيش في دورة لا نهائية من الموت والتكاثر، ولكل مخلوق نمط تناسلي معقد، ولكن هناك بعض المخلوقات المعروفة بأنها أحادية الإنجاب وتعيش هذه الكائنات لتشهد موسم تزاوج واحد فقط، ولا تعيش بعدها طويلًا، وينتج ذلك الموسم عدد كبير للغاية من الأجيال الجديدة، لضمان الاستمرارية، لذا لا يضيع المجهود الكبير الذي تبذله تلك الكائنات في العثور على الشريك المناسب، حيث يأتي التعب والمجهود بثماره في نهاية المطاف.

ذكور النحل

يعيش ذكور النحل حياتهم للتكاثر مع الملكات فقط، حيث يقبعون معظم فترات حياتهم القصيرة في الخلية بانتظار موسم التزاوج، وبعد تلقيح الملكة يموت الذكر مباشرة، حيث تنفصل أعضاءه التناسلية وبعض أحشائه في جسد الملكة، ولا يتمكن ذكر النحل من القيام بأي مهمة أخرى، وذلك بسبب ضعف قدراته الجسدية، فهو لا يملك سلال في أرجله ينقل بها حبوب اللقاح، ولسانه قصير لا يمكنه من امتصاص رحيق الأزهار، وهكذا يمضي حياته القصيرة في التكاثر ويموت بعدها.

سلمون المحيط الهادئ

هناك ثمانية أنواع من سمك السلمون تعيش في المحيط الهادئ، ومعظم تلك الأنواع تعيش حياة بحرية نهرية، وهذا يعني أنها تقضي جزء من حياتها في الأنهار والجزء الأخر من حياتها تقضيه في المحيط، وهناك البعض يقضي حياته كلها في الأنهار، وبعض تلك الأنواع البحرية النهرية تسافر مئات الأميال لتضع بيوضها في النهر، في رحلة طويلة وشاقة للغاية، وتضع الأنثى بيوضها وتموت بعدها مباشرة، ويقوم الذكور بحماية البيوض والدفاع عنها، ولكنها لا تعيش طويلًا بعد ذلك، حيث لا تتمكن من تناول الغذاء في المياه العذبة، وتعتمد في تلك الفترة على الدهون الموجودة بداخلها، حيث تحولها لطاقة تبقيها على قيد الحياة، وبمجرد انتهاء تلك الدهون تنفق الأسماك.

أخطبوط الـ Graneledone boreopacifica

تعيش تلك الاخطبوطات على عمق آلاف الأمتار تحت سطح البحر، وتقضي حياة تعيسة في حالة مجاعة، فبعد وضع البيض تبقى أنثى الأخطبوط راقدة بجواره تحرسه لمدة 53 شهرًا كاملاً، أثناء تلك الفترة لا تتناول أي شيء مطلقًا، ولا تقوم بأي عمل حرفيًا سوى حراسة البيض، وبعد أن تتم مهمتها تنفق وتموت، ولا تكون حياة الذكور أكثر حظًا، فهم يموتون بعد عملية التزاوج مباشرة، ولا يبقون لرؤية صغارهم حتى.

الفئران الجرابية

إقرأ أيضا

“المتلازمات العصبية العجيبة” أليس في بلاد العجائب من ضمنها

اسمها العلمي فئران “Antechinus”، وتعيش ذكور هذه الكائنات حياة جنسية بحتة، فهو يعيش حياته لممارسة الجنس ويموت بعدها، فبعد بلوغ الذكور يقضون كل وقتهم في ممارسة الجنس حرفيًا، يبحثون عن الإناث ويقذفون المني بداخلهم بشره وجنون، وقد تصل مدة ممارستهم الجنس في المرة الواحدة لأربعة عشر ساعة متواصلة، مما يتسبب في نفاذ مخزون المني وارتفاع نسبة الكورتيزول بأجسادهم الصغيرة، فينهار الفأر بعد ممارسة الجنس وُيصاب بنزيف داخلي، ويهزل جسده بشدة وتسقط فراءه، وبعدها يموت قبل أن يرى نتيجة ذلك المجون.