“بوجي وطمطم كبش فداء عالم سمسم” عن صراع رمضان الأمريكاني والمصري في ماسبيرو
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تربع مسلسل بوجي وطمطم على عرش ذكريات رمضان بالنسبة للكبار قبل الصغار في مصر والبلاد والعربية، ليكون بوجي وطمطم أطول عمل فني في تاريخ الأطفال.
غياب بوجي وطمطم والطريق إلى عالم سمسم
غاب مسلسل بوجى و طمطم من على خريطة رمضان 1418 = ديسمبر 97/يناير 98 وشعر الأطفال بفقدانٍ ما لعرائسهم عوضتهم عنه فوازير عمو فؤاد على القناة الأولى، وكان مسلسل بكار مع صلصال زينب زمزم لقصص الأنبياء عناصر شديدة التأثير في عدم الإحساس بعدم عرض بوجى و طمطم.
اقرأ أيضًا
لماذا كان شهر رمضان 1418 هجريًا فارقًا مع جيل التسعينيات في مصر ؟
على صفحات جريدة العربي بعدد 19 يناير 1998 قال المخرج محمود رحمي أن بخل التلفزيون هو السبب في اختفاء بوجى و طمطم وأنه شعر بالملل من الخناقات مع المسئولين في ماسبيرو كل عام لأنهم يختلقون معوقات منها عرض المسلسل في توقيت سيء فلا يشاهده الناس والأطفال، فضلاً عن أن إمكانيات التلفزيون لبوجى وطمطم لا تتوفر رغم البذخ في الأعمال الأخرى، واستدل على ذلك بأن أجور كل صناع بوجى و طمطم ظلت كما هي منذ ظهور المسلسل.
بالتوازي مع ذلك كان مسلسل عالم سمسم بدأ حلقاته التجريبية عام 1997 على القناة الثانية بدعم مالي من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وتنفيذًا لاتفاقية ثنائية بين الحكومة المصرية وأمريكا للتعاون الثقافي.
عاد بوجي و طمطم إلى الخريطة الرمضانية في 1 رمضان 1419 = 20 ديسمبر 1998 م بجزء جديد هو بوجى و طمطم في رشيد، ليكون هو الظهور الأخير للمسلسل الذي بدأ عام 1983 م على يد محمود رحمي.
مع حلول غرة رمضان عام 1420 هجري الموافق 9 ديسمبر سنة 1999 م بدأ عالم سمسم يستحوذ على اهتمام صناع أعمال الأطراف فصار بديلاً لبوجى و طمطم وهو ما أثار ثائر المخرج محمود رحمي.
يحكي محمود رحمي في حواره مع الصحفية نجلاء فتح الله على جريدة العربي في 3 ديسمبر 2000 عن أسباب منع بوجي و طمطم فيقول «كانت الحجة أني بدأت متأخرًا في التحضير والاستعداد وهذا غير صحيح، بل بدأت منذ عام وفوجئت بعد أن صورت 7 حلقات أنهم لم يضعوا بوجي و طمطم في خريطة رمضان، فاتصلت برئيس قطاع الإنتاج مدحت زكي والذي عاتبه على تأخر الاتصال، ثم قام المخرج يحيى العلمي بصفته رئيس الإنتاج بعد مدحت زكي بتأجيل بوجي وطمطم لأجل غير مسمى بحجة التطوير، وفي الوقت نفسه كانوا يعملون في مسلسل اسمه عالم سمسم».
عُرِض على محمود رحمي تقديم بوجي و طمطم على فضائيات خليجية لكنه رفض وقال عن ذلك «لا أقبل أن أخضع لسيطرة أي رأس مال بعيدًا عن بلدي، فبوجي وطمطم مصرية وأقدمها للطفل المصري والعربي بمواصفات وملامح مصرية وغير مستعد أن أقوم بتغيير جنسيتها»، ومات محمود رحمي بعد هذا الحوار بسنة (2001) مكتئبًا، وحكى نجله باسم في حواره مع جريدة الأهرام عن ذلك فقال «والدي أصيب بحالة من الاكتئاب الشديد في أواخر أيامه نتيجة صدور قرار من صفوت الشريف بإيقاف المسلسل وفي نفس الوقت تضرر فريق العمل وكان أكثرهم ضررًا الفنان الراحل يونس شلبي الذي كان معتادًا إجراء جراحه في قدمه لتغيير الشرايين بسبب إصابته بمرض السكر وكان يعتمد على دخل ثابت من هذا المسلسل، وللأسف الشديد توقف إنتاج المسلسل بعد وفاة والدي لاختلاف الرؤى بين الورثة حول كيفية إعادة إنتاجه مرة أخرى»، وحاول باسم محمود رحمي تقديم بوجي وطمطم مرة أخرى فقام بعرضه بوجي وطمطم والكنز المفقود لكنه لم يحقق الصدى الذي حققه والده ليلحق به في 28 فبراير سنة 2022 م.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال