أول رمضان في تاريخ إذاعة القرآن الكريم من القاهرة “إبداعات لا زالت موجودة”

جاء أول رمضان في تاريخ إذاعة القرآن الكريم من القاهرة بعد 9 أشهر من إنطلاق بثها يوم الأربعاء 11 ذي القعدة 1383 الموافق 25 مارس 1964 م.

أول رمضان في تاريخ إذاعة القرآن الكريم بصوت الشيخ محمد رفعت

مع الساعة السابعة وعشر دقائق من مساء السبت 29 شعبان 1384 = 2 يناير 1965 بدأ الاحتفال برؤية هلال رمضان عبر إذاعة البرنامج العام وإذاعة القرآن الكريم، وكان القارئ هو الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، وفي الساعة الثامنة والنصف جاء بيان مفتي الديار المصرية حول هلال رمضان.

كانت غرة شهر رمضان 1384 هجريًا بتاريخ الأحد 3 يناير سنة 1965 ميلاديًا، بعد مداولة شرعية عقب استطلاع الهلال من برج القاهرة ومآذن الجامع الأزهر وبرج ساعة مسجد قلعة الجبل وساحة الأهرام بالجيزة ومرصد الفلك بحلوان.

كانت أعظم بصمة خلال أول رمضان في تاريخ إذاعة القرآن الكريم هو أن تكون تلاوة المغرب بصوت الشيخ محمد رفعت لِمَا تيسر من سورة يونس، وبدأت التلاوة قبل أذان المغرب بنصف ساعة، ويرجع السبب إلى أن التسجيل الذي سيتم بثه هو الأول من نوعه في تراث الشيخ محمد رفعت ولم يستمع له المصريين من قبل.

صحفية الأخبار بعدد أول رمضان في تاريخ إذاعة القرآن الكريم نشرت بيانًا من الإذاعة يقول أن تسجيل سورة يونس مدته نصف ساعة وقد احتجب عن ميكروفون الإذاعة المصرية لسنوات طويلة بسبب سقوط 3 كلمات من التسجيل، وقد أعيدت إليه بعملية مونتاج دقيقة .. نترك لكم التسجيل للإستماع له

عمليًا بدأ ارتباط صوت الشيخ محمد رفعت بشهر رمضان عبر أثير إذاعة القرآن الكريم منذ ذلك التاريخ، يقينًا فإن الشيخ محمد رفعت له حضور إذاعي قبل إذاعة القرآن الكريم، لكن خلال سنوات الأربعينيات ومطلع الخمسينيات بلغت عدد الأيام التي قرأ فيها الشيخ رفعت خلال رمضان 100 يوم من أصل 420 يوم رمضاني في 14 سنة من 1939 حتى 1953 م.

من فلسطين إلى باريس .. أثير لا زال محفوظًا

كان أول بث إذاعي خارجي خلال أول رمضان في تاريخ إذاعة القرآن الكريم المصرية، من فرنسا خلال النصف الأول من شهر رمضان حيث تلاوات الشيخ مصطفى إسماعيل من جامع باريس الكبير، وفي ليلة 27 رمضان نقلت إذاعة القرآن الكريم تلاوة الشيخ عبدالباسط عبدالصمد من المسجد الأقصى.

صحيفة الأهرام يوم الجمعة 6 رمضان 1384 هجري الموافق 8 يناير عام 1965 م، ذكرت أن الشيخ مصطفى إسماعيل سيقرأ القرآن الكريم من مسجد باريس الكبير حتى يوم الجمعة القادم، وذلك استكمالاً للأسبوع الأول الذي جاب فيه عددًا من المدن الفرنسية، وسيعود إلى القاهرة في منتصف شهر رمضان.

تحدث الشيخ مصطفى إسماعيل لمجلة الراديو المصري عن سفرية باريس فقال «أول مرة أذهب إلى فرنسا رأيت القبلات في الشارع بين الجنسين ونحن صائمون في رمضان وقلت اللهم إني صائم، وقلت للملحق الثقافي الذي كان معي أنظر إن الرجل يحتضن المرأة في الطريق ويقبلها؟، فقال لي اسكت احسن يعملولك محضر في البوليس لأنك جرحت كرامتهم وأزعجتهم، أما الجامع الكبير الموجود في باريس.. وهو خاص للمسلمين وكبير جدًا ومبني على الطراز الحديث، ويحتوي على مكتبة وقاعة كبيرة للإجتماعات وله شيخ جزائري وبه مطعم يقدم الأكلات الشرقية فقط، وملحق به أيضًا لوكاندة صغيرة للمغتربين في وقت الأزمات، وللمسجد الكبير مئذنة ومكبر للصوت بها ويؤذن الأذان خمس مرات في اليوم في شهر رمضان، ويستطيع المسلم أن يعرف أوقات الصلاة من امساكيات بالجامع».

في يوم 4 رمضان عام الموافق 6 يناير من عام 1965 م بعث صلاح أبو زيد وزير الإعلام الأردني برقية إلى وزراء الإعلام في جميع الدول الأعضاء بالجامعة العربية اقترح فيها أن تقوم إذاعات الدول الشقيقة بنقل الإحتفال الديني الكبير الذي سيقام ليلة القدر في المسجد الأقصى ليلة القدر بصوت الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، وهو ما تم لاحقًا.

إقرأ أيضا

حرب رقمية تستخدمها إسرائيل في حربها على غزة

حتى الموت فإن الشيخ عبدالباسط اعتز بذهابه إلى القدس وقال في حوار تلفزيوني «منساش إحياء رمضان فى المسجد الأقصى 1965م، بعد صلاة العصر، كان ذلك وقت تجمّع الفلسطينيين من جميع البقاع، جلستُ أقرأ نصف ساعة أو أكثر، وفى يوم اقترحت على وزير الأوقاف أن أقرأ ليلة 27 رمضان 1384 = 29 يناير 1965، وبالفعل حدث، وكانت ليلة مباركة، قرأنا (إنّا أنزلناه فى ليلة القدر)» نترك لكم التسجيل للإستماع له

البرامج الدينية خلال أول رمضان في تاريخ إذاعة القرآن الكريم من القاهرة

كان محمد أمين حماد مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون من مؤسسي ثقافة البرامج الديني في إذاعة القرآن الكريم، حيث قال في تصريح لجريدة الأهرام في 3 يناير 1965 أن محطة القرآن لن تقتصر على إذاعة المصحف المرتل فقط وإنما سيكون هناك القرآن المجود وإلى جانبه أحاديث نبوية وشروح وتفاسير لكي تصبح المحطة جامعة دينية تتحدث إلى الناس في شأن الدين والدنيا، ولعل أبرز ما جاء من برامج في إذاعة القرآن الكريم خلال أول رمضان يأتي عليها هي «أحسن القصص، في ظلال السنة، حديث الصيام، في رحاب السيرة العطرة لشيخ الأزهر حسن مأمون» نترك لكم تسجيلاً من برنامج في رحاب السيرة