“رغم إثارة الحلقة 1” أخطاء تاريخية كارثية في مشهد السادات وجزيرة غمام
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بدأت الحلقة الأولى من مسلسل جزيرة غمام بمشهد الرئيس محمد أنور السادات وجزيرة غمام حيث أجرى زيارةً لها عام 1977 م وهي تحمل اسم جزيرة أولاد عرفات، حيث افتتح مسجد القرية وبعدها قام الشيخ شمس عميد آل عرفات بحكاية تاريخ الجزيرة.
اقرأ أيضًا
الشعر الصوفي في إعلان مسلسل جزيرة غمام “مؤلفه الحقيقي ظُلِم
ودارت أحداث الحلقة الأولى حول العثور على جثة لفتاة مقتولة في البحر، تزامنًا مع وفاة الشيخ مدين وتقسيم إرثه المعنوي على أولاده الثلاثة، فيأخذ يسري المنزل، وتكون المشيخة لمحارب، بينما عرفات يأخذ الرضا والسبحة، وبالتوالي مع ذلك يأتي الغجر بزعيمهم خلدون للاستيطان في جزيرة غمام وتقديم وعود لأهاليها.
السادات وجزيرة غمام .. أخطاء غير مفهومة وحبكة غير منطقية
رغم كل هذه الأحداث ودقة صناع العمل في الديكورات، لكن وقع مشهد زيارة الرئيس السادات إلى جزيرة غمام في أخطاء تاريخية غير مفهومة متعلقة ببيانات الأشخاص الحقيقيين.
بدأ المشهد بتحديد تاريخ الزيارة بالعام 1977 م، وقال V.O خبر الزيارة أن الرئيس السادات أجرى زيارة إلى مدينة القصير التاريخية، وكان يرافقه ممدوح سالم رئيس الوزراء والمهندس عثمان أحمد عثمان وزير الإسكان والتعمير.
وفي هذا خطأ تاريخي فادح لأن عثمان أحمد عثمان لم يكن وزيرًا للإسكان والتعمير سنة 1977 م، والصحيح أنه كان وزير الإسكان والتعمير من يوم 16 إبريل 1975 وحتى 9 نوفمبر 1976 م في الحكومتين الأولى والثانية لممدوح سالم.
أما وزير الإسكان والتعمير في سنة 1977 فكان المهندس حسن محمد حسن خلال حكومة ممدوح سالم الثالثة من 10 نوفمبر 1976 حتى 26 أكتوبر 1977، وتولى بعده حسب الله الكفراوي في الحكومة الرابعة من من 27 أكتوبر 1977 حتى نهاية حكومة ممدوح سالم الخامسة في عام 1978 م.
الربط بين زيارة السادات للقدس وزيارته لجزيرة غمام من حيث بشارة الشيخ شمس عميد آل عرفات بأن الله سينصره في المرة الثانية ـ التي هي في سره ـ، هو ربط غير مفهوم ولا يتسق مع حقيقة التاريخ حتى لو كان في ذلك حبكة درامية.
فزيارة السادات إلى القدس تمت في 19 نوفمبر 1977 م وقبل هذه الزيارة بشهر وبعدها لم يجري السادات أي زيارة إلى محافظة البحر الأحمر، ففي خلال الفترة من 26 أكتوبر 1977 حتى 31 ديسمبر من نفس العام زار السادات محافظة واحدة هي الإسماعيلية لمدة 3 مرات؛ كانت الأولى في 2 و 28 نوفمبر والثانية في 3 ديسمبر والثالثة في 25 ديسمبر أثناء استقباله لمناحم بيجن.
أما حال السادات مع المساجد في تلك الفترة فكان أنه صلى في قرية سرابيوم يوم 2 ديسمبر 1977 وافتتح مسجدها الجديد، ثم صلى في مسجد الشفاء بمحافظة الإسماعيلية في 24 ديسمبر قبل استقباله لمناحم بيجن بنفس المحافظة خلال اليوم التالي.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال