تترات مسلسلات رمضان 2022: توبة .. صوت أحمد سعد وكفى
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
منذ عامين تقريبًا كتبت مقالًا عن مسيرة المطرب أحمد سعد الفنية، المقال كان عتابًا قاسيًا جدًا نابع من حزني الشديد على موهبته المهدرة التي يفعل كل ما في وسعه لتدميرها، وتمنيت أن يقف أمام نفسه مرة أخيرة كي يضبط مساره ويعيد إحياء مسيرته التي كانت على وشك الانهيار التام.
منذ عام أو أقل لحق أحمد نفسه، بدأ يركز أكثر على الغناء المهنة الوحيدة القادر على الإبداع فيها، لم يعد يظهر كتريند بسبب مشاكله الشخصية، أصدر العديد من الأغاني المنفردة بدأت بشكل تصاعدي من الأضعف حتى وصل في آخر أغنياته “عليكي عيون” إلي الخلطة التي ستعيده إلى الواجهة الفنية مرة اخرى.
أحمد سعد ورحلة التحول من الطرب إلى موجة كوميدي
يظهر أحمد سعد المطرب في رمضان هذا العام في تتر مسلسل “توبة” من بطولة شقيقه الأكبر “عمرو سعد” و”صبا مبارك ” و”ماجد المصري” و تأليف “ورشة ملوك للكتابة” وإخراج “أحمد صالح” التتر كتب كلماته الشاعر “هشام الجخ” ومن ألحان “أحمد سعد” بالإشتراك مع “تاكي” عضو فريق ” MTM” الذي قام بتوزيع التتر ايضًا.
الكلمات:
حاول الشاعر “هشام الجخ” خلع ثوب شعر العامية وتقمص روح كتاب أغاني مشهد الراب المصري، الكلمات بها بعض الصور الجيدة لكنها لم تخلو من بعض الشطرات الملفقة ومحاولة الشبحنة والكتابة بطريقة هجومية على طريقة دسات الراب.
على سبيل المثال لم أعرف ماذا كان يقصد في أول شطر “كل سكة وليها في الأول برئ والنهاية بس كسر” الملفقة تمامًا بلا أي معنى واضح سوى أنها تشترك في القافية مع الشطر التالي” كل ما نحاول بنخسر كل شئ والأمل والحلم أسر” الذي كان يفضل البدء به، أيضًا شطر “خلينا نبدأ معاكوا المضايقات” حيث جاءت كلمة “المضايقات” صعبة جدًا في النطق عكس الشطر الذي يليه المكتوب بلغة سلسة أكثر” اللي فات مات واللي جاي مات”
بقية التراك محاولة اللعب على التيمة المضمونة في الأغاني الشعبية عن غدر الصحاب وقلة الأصل واللوم على الدنيا التي تنصر القوي الظالم على الضعيف المظلوم، مع حشر بعض الشطرات باللغة الفصحى، فاختلط الحابل بالنابل، والحقيقة تجارب الجخ في كتابة الأغنية ضعيفة جدًا لم يقدم فيها إسهامات حقيقية تبين قدراته كشاعر ينشط أكثر في مجال العامية المصرية.
الموسيقى:
التتر من ألحان أحمد سعد بالاشتراك مع تاكي الذي يرجح أنه من قام بتلحين مقطع الراب الذي يؤديه بطل المسلسل عمرو سعد.
اللحن من فكرتين على مقام النهاوند الأولى في جزء الراب والثانية في بقية الأغنية، تظهر المناطق اللامعة في جزء أحمد سعد الذي اعطى لنفسه مساحة جيدة في الارتجال و ابراز امكانيات صوته ببعض العُرب والحليات وأن عابه سوء مخارج ألفاظه في بعض الحروف التي تحتاج إلى الضبط، وطبعًا ليست مقارنة بينه وبين أخيه الذي لا يعتبر مطربًا بالأساس، لكن وجوده بسبب أنه بطل المسلسل، ولو كانت الأغنية منفردة كان أدى مقطع الراب “تاكي” المتمرس أكثر منه.
توزيع تاكي كان لافت اختار التنويع في الإيقاع ما بين التراب الإلكتروني وبعض الإيقاعات الشرقية خصوصًا في الجملة التي يؤديها أحمد سعد بالفصحى وخلفه اّلة الرق مع ناي وعود يظهران على استحياء في جزء الهارموني، لكن أفضل ما فيه هو صولو الإلكتريك جيتار الذي أجاد توظيفه ومنح العازف الحرية في الارتجال في الجمل دون التقيد بجملة معينة تتكرر.
تفوق أحمد سعد على كل العناصر في تتر المسلسل ولا أعتبره أقوى ما عنده لكن خطوة مهمة لتصحيح مساره فهو يملك إمكانيات تضعه في مكانة أكبر مما هو عليه الآن، ولن أبالغ إن قلت أنه الوحيد على الساحة حاليًا الذي يستحق أن يكون وريث عرش جيل الوسط في غناء التترات.
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال