حكاية شارع النبي دانيال جامع الأديان والثقافات.. وحدوتة سحب البنات
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
شارع النبي دانيال لم أجد كلمات تشمل وصف هذا المكان الذي يحتوي على تاريخ مصر بأكملها بداية من المعالم الموجودة حتى الكتب التي تباع على الأرصفة التي تعد شاهد على الثقافة المصرية بأكملها بداية من فجر الضمير حتى كتب أنصاف الأدباء الذين ظهروا مؤخراً، ولكن في البداية دعوني أحكي لكم موقف حدث بالفعل عندما مررت من هناك أنا ومجموعة من الأصدقاء بغرض شراء كتب واخذنا الحديث حول تاريخ شخصية (النبي دانيال) صاحب الشارع، وهنا بدأ الجدال هل المقصود هو النبي دانيال المذكور في الديانة المسيحية واليهودية، أم شخص صالح في التاريخ الإسلامي وهو صاحب المسجد والمقام؟
وبعد جدال طويل استفزني الأمر للبحث وراء القصة الحقيقية للنبي دانيال صاحب الشارع الذي يضم معبد يهودي وكنيسة قبطية وجامع تابع لوزارة الأوقاف وكلهم يعرفهم سكان الشارع باسم النبي دانيال.
حيث وجدت أن هذا المكان تم تشيده لأول مرة في عصر الإسكندر المقدوني نفسه وكان يطلق عليه اسم ( الكاردو دي كومناس) وكانت لها بوابات خاصة وسميت بوابة الشمال (بوابة القمر) وبوابة الجنوب ( بوابة القمر)، كما وجد في أسفله مجموعة من السراديب التي تم بناءها خلال الحكم الروماني للإسكندرية وكان الهدف من بنائها هو هروب الإمبراطور والحكام في حالة وقوع حرب، كما أن هناك بعد الإشارات التي تتحدث عن وجود مقبرة الإسكندر المقدوني في أحد هذه السراديب، ولكن عندما قام الأثاريون بالبحث وراء هذا الآمر لم يكتشفوا شيء له علاقة بالإسكندر أسفل هذه السراديب.
شارع النبي دانيال واليهود المصريين
يوجد في شارع واحد من أهم المعابد اليهودية في مصر وهو معبد (إلياهو هانبي) الذي عرف باسم معبد النبي دانيال، وهناك خلاف كبير حول اسم هذا المعبد، فالبعض يروي أن النبي دانيال وهو أحد أنبياء بني إسرائيل جاء إلى الإسكندرية ودفن تحت الأرض الذي بني عليها فيما بعد المعبد، كما يروى أنه عندما وصل عمر بن العاص إلى الإسكندرية بعد الفتح الإسلامي وجد ضريح في إحدى سراديب الشارع وبه تابوت من الذهب مكتوب عليه النبي دانيال، وأمر بن العاص بعمل سور حول هذا المكان تكريماً لنبي بني إسرائيل وحماية قبره من اللصوص.
والرواية الأخرى هي أن المعبد الذي تم تشيده في عام 1354 كان يحمل اسم (معبد إلياهو هانبي) وأنه سمي بالنبي دانيال نظراً لوجوده في الشارع ليس أكثر من ذلك، والحقيقة أن الروايتين ليس لهم أي سند تاريخي يؤكد أحدهم أو ينفي الآخرى، كما أن معبد النبي دانيال يحتوي على أقدم النسخ التاريخية للتوراة.
شارع النبي دانيال ودخول المسيحية إلى مصر
يضم شارع النبي دانيال الكنيسة المرقسية التي تعرف باسم كنيسة النبي دانيال، وهي واحدة من أقدم الكنائس التي تم تشييدها في قارة إفريقيا وقد تم بناءها منذ دخول المسيحية مصر في عام 62 ميلاديا كما انها كانت اول مقرا للكرسي البابوي في إفريقيا ولمدة ألف عام قبل نقله إلى الكاتدرائية المرقسية في القاهرة، وبالإضافة إلى ذلك فهي مدفون بها كل البطاركة المصريين ابتدا من القديس مارمرقس الذي أدخل الديانة المسيحية إلى مصر وحتى البابا شنودة الثالث، وأيضاً تحتوي على حجر من قبر السيدة العذراء.
مسجد النبي دانيال وقيمته بالنسبة للمسلمين المصريين
دائماً يحدث الخلط لمسمى مسجد النبي دانيال بين النبي دانيال نبي بني إسرائيل، والشيخ محمد دانيال الموصلي الذي أتى إلى الإسكندرية في القرن الثامن الهجري وهو صاحب الضريح الموجود في المسجد وأيضاً واحد من أهم شيوخ المذهب الشافعي، وعاش الشيخ محمد دانيال الموصلي في الإسكندرية وكان يدرس أصول الدين لموردي وتوفي في عام 810 هجرياً، ولكن الحقيقة التاريخية أن اسم المسجد يعود إلى اسم شارع النبي دانيال وليس للشيخ محمد دانيال.
القيمة الثقافية بشارع النبي دانيال
يوجد بشارع النبي دانيال واحد من أكبر أسواق الكتب في مصر حيث يحتوي على عدد كبير من الأكشاك التي تبيع الكتب المستخدمة والنادرة، وقد بدأت رحلة تحول الشارع إلى مكتبة مفتوحة في عام 1970 ولم يكن يحتوي إلا على كشك واحد لرجل يدعى (عم فاضل عبده) وكان يبع من خلاله الكتب المستعمله وتوالت الأجيال بعد ذلك حتى أصبح يحتوي على عدد كبير من الباعة ومن أهم الشوارع الثقافية في مصر بأكملها.
لعنة شارع النبي دانيال
من القصص التي تنتشر بقوة بين موردين الشارع أن هناك لعنة غريبة تخطف الفتيات، حيث يحكى أنه تم تسجيل أكثر من حالة لفتيات هبطت بهم الأرض ولم يجدوا لهم أي أثر داخل السراديب الموجودة تحت الشارع، كما أنه سجلت عدة حوادث لهبوط أرضي في شارع النبي دانيال وكان أخرها في عام 2013 .
الكاتب
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال