الأنبا صرابامون والبابا شنودة .. أقدار جمعتهما من برية شيهيت إلى القبر
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
طويت صفحة صداقة الأنبا صرابامون والبابا شنودة الثالث بالموت، حيث أعلنت الكنيسة القبطية عن وفاة رئيس دير الأنبا بيشوي في 8 مارس عام 2020 عن عمر 84 سنة، ودُفِن بعد يومين من نياحته.
ما قبل صداقة الأنبا صرابامون والبابا شنودة
الأنبا صرابامون من مواليد مركز أرمنت بمحافظة الأقصر يوم 21 فبراير سنة 1937 وكان اسمه عازر قليد بسطاورس، وحضر إلى دير السريان في 8 ديسمبر عام 1959 م.
اقرأ أيضًا
تاريخ 29 كيهك “قنبلة فكرية مزمنة كل يوم 7 يناير”
يشير كتاب «السجل التاريخي لقداسة البابا شنودة الثالث» إلى أن سبب اختيار اسم صرابامون ليكون من نصيب عازر، أن يوم رسامته كان ذكرى استشهاد أسقف نقيوس القديس صرابامون.
اقرأ أيضًا
نسف قطار القساوسة بقرار عبدالناصر “شائعات ستيناتية عن الكنيسة”
يُلَقَّب الأنبا صرابامون بـ الأب الروحي لرهبان دير الأنبا بيشوي وبعض أساقفته إلى جانب رهبان دير السريان، ولعل أكبر تتويج لذلك يتمثل في الحفل الذي أقامه مجمع رهبان دير القديس الأنبا يشوي بوادي النطرون يوم 2 ديسمبر عام 2019 للاحتفاء بالعيد الستين لرهبنته وحضره البابا تواضروس الثاني.
صداقة الأنبا صرابامون والبابا شنودة
حكى الأنبا صرابامون في الوثائقي الذي أشرف عليه دير الأنبا بيشوي عن البابا شنودة، قصة صداقتهما التي بدأت منذ أن كانا راهبين في دير السريان، حيث قال «طلب أسقف الدير من الراهب أنطونيوس (البابا شنودة)، أن يكون أب اعترافي، ويأخذني معه إلى مغارته، وفرحت جدًا بمرافقته 4 سنوات حتى رُسم الراهب أنطونيوس أسقفا للمعاهد الدينية والتربية الكنسية وسمي بـ البابا شنودة ، وكان حينها أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الإكليريكية، ورغم مسؤولياته لم يبتعد عن الدير ولا عني».
كان الأنبا صرابامون هو أول شخص يبلغ البابا شنودة باختياره بطريكًا حيث قال «حضرنا القداس في دير السريان، بعدها قال الأنبا شنودة أنا ذاهب إلى دير الأنبا بيشوي، فقلت له مش هسيبك جاي معاك، سبقني في الدخول إلى الدير، وعند دخولي وجدت عربية كبيرة، وخرج منها شاب قال لي الأنبا شنودة هو البطريرك، وجريت عليه وقولتله وكنت أنا أول واحد يبلغه بالخبر».
محبوس في الفردوس !
في سنوات المحنة الأربعة كان الأنبا صرابامون والبابا شنودة سويًا في دير الأنبا بيشوي، فالسادات أصدر قرارًا بإلغاء تعيين البابا عام 1981 وظل هذا ساريًا حتى عام 1985 وهي فترة وصفها البابا لصديقه بقوله «أنا محبوس في فردوس».
يكشف الأنبا صرابامون في وثائقي دير الأنبا بيشوي أنه خاف على البابا شنودة من غضبة سبتمبر الساداتية فذهب إليه وطلب منه أن يعيش في قلايته وليس بالقلاية التي تبعد عن الدير، فرفض البابا لولا إصرار الأنبا صرابامون وبعد أقل من ساعات حاصرت قوات الأمن الدير وقلاية البابا البعيدة وكانوا يصوبون أسلحتهم عليها وفي ظنهم أنا البابا شنودة بداخلها.
رفيقان في الموت والقبر
ذكر القس بولس الأنبا بيشوي سكرتير البابا شنودة أن الأنبا صرابامون أراد أن يُدْفَن في داخل الدير وجهز مدفنه عام 2002 حتى خطر له خاطر وهو أن يجعل الدير هو مقر رفات البابا شنودة وأن يكون الدير مزار.
قبل وفاة البابا شنودة بعامٍ واحد اتجه الأنبا صرابامون إلى الكاتدرائية وتحدث مع صديقه عن فكرة تأسيس المزار والمتحف واستراحة في الدير للبابا شنودة فقال له الأخير «اكتب لي اللي انت عاوزه وأنا أمضي عليه» ليكون المكتوب هو وصية بأن يدفن البابا في هذا الدير ويكون صديقه صرابامون معه، وشهد عليها الأنبا باخوميوس مطران البحيرة.
صدفة شهر الوفاة جمعت الصديقين الأنبا صرابامون والبابا شنودة فالأخير مات يوم 17 مارس بينما رئيس دير الأنبا بيشوي مات في 8 مارس، وكان قبل وفاته بـ 3 سنوات يردد أثناء زيارة قبر البابا «أنا ساعات لما آجي آخد بركته أخبط على باب القبر وأقله إنت فاكرني ولا ناسيني».
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال