بسبب السلطة .. أبناء لقوا مصرعهم على يد آبائهم
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
السلطة والحكم مطمع وحلم كل أفراد العائلات المالكة، وفي سبيل تحقيق ذلك الحلم، قد ينسون روابطهم العائلية، ويدمرون أقرب الأشخاص لهم، حتى لو كانوا أبنائهم، ومذكور في التاريخ عشرات القصص عن ملوك وحكام قتلوا أبنائهم دون شفقة أو رحمة، في سبيل الوصول للعرش والحفاظ عليه.
بيتر العظيم.. قام بنفي ابنه ثم أعاده وعذبه حتى الموت!
كان قيصر روسيا الخامس بطرس الأكبر المعروف تاريخيًا باسم بيتر العظيم، رجلًا قاسيًا غليظ القلب، لا يلقي بالاً ولا همًا لأي شيء في الحياة سوى كرسي العرش، وقد بدأ فترة حكمه بتقاسم العرش مع أخيه غير الشقيق “إيفان الخامس”، والذي كان مريضًا للغاية ولا يقوى على تولي مناصب الحكم وحده، وقد قاد بيتر روسيا نحو العالم الحديث، وقام بالعديد من التغييرات والتطويرات بها، على الرغم من أن جميعها نُفذت بالقسوة والعنف، إلا أنه عمل بجد على التطوير والتوسع، وقد حاول ابنه “تسارفيتش أليكسي بيتروفيتش”، أن يحتمي بظل والده، وأن يتمرد عليه قليلًا، واعتقد أن والده سيتقبل ذلك الاختلاف بشيء من الفهم والصبر باعتباره ابنه الوحيد ووريث عرشه، ولكن لسوء حظ اليكسي، لم يكن والده من ذلك النوع العطوف والمتفهم، فما أن رأى استحسان العديد من المحافظين التقليديين لنهج ابنه، اتخذ ضده عدة اجراءات، قام بنبذه في المجالس السياسية، وابعده عن أي تجمعات أو أنشطة، بمعنى أدق كان أليكسي في حبس دون أبواب، وعندما تمرد أليكسي، أجبر بيتر ابنه على السفر لـ فيينا، وبقي أليكسي في المنفى مدة لا بأس بها، وفي النهاية قدم طلب لجوء سياسي لآل هابسبورغ، ومن هنا زادت الأمور تعقيدًا، جن جنون بيتر عندما سمع بالأمر، وأرسل عدة رسل قاموا بإيجاد أليكسي، وسلموه رسالة نصية من والده، مفادها أن القيصر حانق وغاضب عليه بشدة، لكنه يعد بأنه لن يقوم بمعاقبته إذا ما عاد إلى روسيا، وقرر أليكسي العودة لوطنه في استجابة لرسالة أبيه، إلا أنه فور عودته تم إلقاء القبض عليه، وتم تجريده من كامل حقوقه الملكية، وإزاحته عن ورث العرش، وتم وضعه في السجن وتعرض لعذاب شديد، ولم يشفق والده عليه ولم تأخذه به رحمة، واستمر العذاب طوال أشهر وفي النهاية توفى نتيجة تعرضه لسكتة دماغية، إثر نزيف لحق به بسبب التعذيب.
إيفان الرهيب.. قتل ابنه واعتدى جنسيًا على زوجته الحامل
إيفان الرابع أو “إيفان الرهيب“، تُوج حاكمًا لروسيا في عام 1533م، وكان عمره وقتها لا يتخطى الثلاثة سنوات، وقد تولت والدته شؤون الحكم بدلاً عنه لصغر سنه لكنها توفيت حينما بلغ السابعة من عمره، ومن هنا كانت بداية المأساة، حيث نشأ إيفان في وسط مليء بالحقد والكره والمؤامرات الخبيثة، وقد تم استغلاله من كل شخص حوله تقريبًا، وقد ساهمت كل هذه الأمور في نشأة شخص مشوه نفسيًا، مليء بالحقد والغضب اللذان تحولا لاحقًا لجنون، وبدء ينفس عن تلك المشاعر بتعذيب الحيوانات الصغيرة، وهو لا يزال في الحادية عشر من عمره فقط، وعندما تولى الحكم كان شخصًا مشوهًا تمامًا، والأصح أنه كان وحش وقنبلة موقوتة، مستعدة للانفجار في أية لحظة، ومنذ اللحظة التي مسك فيها مقاليد الحكم، قام بتأسيس نظام ديكتاتوري صارم، وقنن عمليات القمع والإعدام والاضطهاد، ولم يسلم من وحشيته أقرب الناس إليه، حيث قام بالاعتداء الجنسي على زوجة ابنه الحامل، وتسبب في وفاة الجنين، وعندما واجهه ابنه بأفعاله، برر تصرفه بأن الزوجة كانت ترتدي ملابس فاضحة فأغرته، ومنذ هذه اللحظة خطط ابنه لقتله والتخلص منه، وبدء في جمع حلفاء له، ولكن إيفان سبقه بخطوة، حيث علم بكل مخططاته، وقرر مواجهة ابنه وعقابه، وعندما تواجهها فقد إيفان السيطرة على أعصابه، وقام بضرب ابنه بصولجان حديدي على رأسه، فوقع الابن قتيلًا على الفور.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال