قصة بناء مدرسة بحر البقر بعد غارة الطيران الصهيوني “شُيِّدَت في 60 يومًا”

وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال

دكت طائرات الفانتوم الأمريكية مدرسة بحر البقر الابتدائية في مركز الحسينية محافظة الشرقية، بغارة شنتها القوات الجوية الصهيونية في 8 إبريل 1970 م، أسفرت عن استشهاد 30 طفلاً في جريمة لن يتم نسيانها.

تفاصيل بناء مدرسة بحر البقر الابتدائية

جاء بناء مدرسة بحر البقر الابتدائية في 60 يومًا عن طريق شباب محافظة الشرقية، وكان مقررًا أن يتم تسميتها مدرسة شهداء 8 إبريل الابتدائية، ووصلت التكلفة الإجمالية للبناء 10 آلاف وتم افتتاح المدرسة في أواخر سبتمبر عام 1970 م وشهد الافتتاح الدكتور فؤاد محي الدين محافظ الشرقية، والدكتور محمد حافظ غانم وزير التربية والتعليم، والدكتور حسن مصطفى وزير الإسكان والمرافق وممثلوا القيادات التنفيذية وتم عقد مؤتمر كبير بتلك المناسبة.

إلى جانب افتتاح المدرسة تم تأسس متحف يضم مقتنيات تلاميذ المدرسة وهي عبارة عن كتب وكراريس ملطخة بالدماء إلى جانب الأقلام والأحذية والكتب الممزقة، فيما تمت إحاطة الموقع القديم للمدرسة بأسلاك شائكة كرمز للعدوان وهو الذي الذي يبعد عن المدرسة الجديدة بـ 2500 متر، فيما تم تنظيم معرض متنقل يضم صور العدوان وكتيبا يضم الخطب والمقالات التي سجلها الزائرون لهذه المنطقة وإعداد كتاب مصور يسجل هذا الحدث.

الدكتور فؤاد محي الدين محافظ الشرقية حينها قال بأن المحافظة ستجعل من يوم افتتاح المدرسة الجديدة يومًا قوميًا وعيدًا من من أعياد المحافظة، وقرر المحافظ إطلاق اسم شهداء 8 إبريل على قاعة الاجتماعات في نادي المعلمين وجعله احتفالا سنويًا لشهداء المحافظة.

الموقع القديم للمدرسة - واثنين من الناجين يقرأون الفاتحة — الموقع القديم للمدرسة – واثنين من الناجين يقرأون الفاتحة

كان مقررًا أن تبدأ الدراسة في مدرسة بحر البقر الابتدائية يوم 12 سبتمبر عام 1970 م، لكن تقرر تأجيل الدراسة بالمرحلة الابتدائية في كل مدارس محافظة الشرقية ليساهم التلاميذ في عمليات جني القطن، وتم تأجيل الدراسة أسبوعًا في المدن لتبدأ بها يوم 19 سبتمبر.

فيما تأجلت الدراسة بالقرى أسبوعين لتبدأ يوم 26 سبتمبر، وذلك تنفيذًا لقرار محمد حافظ السلماوي مدير عام التعليم في الاجتماع الذي عقده يوم 8 سبتمبر مع مجلس المحافظة لمناقشة خطة القبول بمراحل التعليم.

المدرسة الجديدة الآن ومرت عليها سنوات التطور

من الجوانب المجهولة في بناء مدرسة بحر البقر الابتدائية بعد الغارة الصهيونية، ما ذكره محمد علي بشير، أمين الاتحاد الاشتراكي في المحافظة، حيث ذكر أن حملة من التبرعات قدمتها مجموعة كبيرة من الهيئات المحلية والاجنبية وعدد من الجماهير لضحايا العدوان من بينها 500 جنيه من الاتحاد العام لعمال الجمهورية، و 500 جنيه من رابطة أبناء المالية، و 400 دينار قدمها تلاميذ مدرسة عبدالله السالم الصباح الثانوية في الكويت، و 1000 جنيه من الأمير الكويتي دعيج الأبراهيم الصباح، و 170 جنيه استرليني من بنك التجارة الخارجية في الاتحاد السوفيتي، و 200 جنيه من عمال مصنع أبو زعبل.