نعتذر إلى الشاب الصيني “نحن من نصنع القبح”
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
هكذا ظهر الشاب الصيني بملامحه القوقازية، يسير مهرولاً وبيده أغراضه على الكوبري الدائري بالقاهرة في حالة من الفزع وسط صيحات من التنمر والعنف اللفظي.
اقرأ أيضًا
ليس كما عاملوا الآسيوي أعلى الدائري أبدًا.. كيف نتعامل مع شخص مصاب بكورونا؟
لقطة مأساوية جعلت مقطع الفيديو الخاص بهذا الشاب الصيني ينتشر حول العالم من خلال مواقع السوشيال ميديا، وسريعًأ تعالت أصوات المصريين أنفسهم ينتقدون بشدة ما تعرض له هذا الشاب، وبنظرة مجردة تمامًا لهذا الفيديو فما تعرض له سلوك غير مقبول على الإطلاق.
اقرأ أيضًا
كورونا في مصر وخبر تأشيرة الكويت الكاذب “السخرية لا تقتل الفيروس أحيانًا”
لكن هل يمكن أن نصف مصر والمصريين جميعًا بالعنصرية استنادًا على هذا المقطع، ونظرًا لأنه للأسف هناك عدد من الأشخاص شاركوا في هذا الحدث المؤسف ؟.
من المجحف للغاية أن نتعامل مع الأشخاص المذنبون في حق هذا الشاب الصيني بأنهم يتصرفون نيابة عن المصريين جميعًأ، وذلك لأن مصر وعلى مدار التاريخ كانت خير مثال للدولة التي تعرف جيدًا مكانتها ومسؤوليتها تجاه دول العالم شرقًا وغربًا ومساندتهم في مواجهة الجوع والأوبئة.
لماذا لا يمثل أبطال الفيديو العنصري المصريين ؟
كثيرًا ما أشتبك مع مجموعات مختلفة من الأصدقاء بسبب وصمهم للشعب بأكمله بصفة سيئة بسبب ممارسات البعض، وللأسف يستمدون برهانهم للتدليل على هذا الوصم من عدد الفيديوهات والأخبار المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
هنا علينا أن نرجع الأمور لأصولها، الكثير من الأشخاص يدللون على عنصرية الشعب المصري في الموقف الذي تعرض له هذا الشاب، ويعتبرون مذنبوا الفيديو العنصري هم عينة عشوائية يمكن أن القياس غليها.
اقرأ أيضًا
آخر كائن حي في الصين (قصة قصيرة)
لكن بشكل أكاديمي تتصف العينة العشوائية البسيطة بأنها مجموعة جزئية من المجتمع الأصلي وبحجم معين لها نفس الفرصة (الاحتمال) لتختار كعينة من ذلك المجتمع، وبذلك فإن أبطال الفيديو لا يصح اعتبارهم عينة عشوائية لعدم توافر صفات العينة العشوائية من الأساس، وأيضاً فإن استطلاعات الآراء الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً لا يمكن أن يعتد شخص عقلاني بنتائجها.
كذلك من غير المنطقي أن نوصم أكثر من 100 مليون شخص بتصرف قام به أقل من 10أفرد – من شاهد الموقف في صمت ومن قام به – متناسين تمامًا موقف مصر كدولة وأيضاً كمنظمات مدنية ومتطوعين في تقديم الدعم الطبي خلال السنوات العشرون الماضية لدول الوطن العربي والقارة الإفريقية، ومؤخرًا دعم مصر للجمهورية الصينية نفسها لمواجهة الأمراض وتقديم الإعانات والمساعدات الطبية.
كثيرون حول السلبيات وقليلون حول الإيجابيات
من الملفت أن نجد بعض الأشخاص يتسابقون في نشر مقطع الفيديو العنصري هذا، ولم يلتفتون إلى ألاف رسائل الاعتذار التي قدمها المصريين من شباب ومشاهير ومثقفين، ومؤخرًا موقف الشباب المصري الرائع الذين ذهبوا للشاب صاحب الفيديو نفسه وقدموا له حزمة من الورود واعتذروا له نيابة عن الشعب المصري بأكمله.
أؤمن تمامًا أن الشعوب هي من تصنع صورتها في أعين العالم، فإن ظهور مصر بصورة سيئة بين دول العالم نحن نشارك في صنعها، ونحن من نبرز التعصب والعنصرية ولا نتحدث عن السلام والمحبة.
الكاتب
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال