همتك نعدل الكفة
464   مشاهدة  

إسراء أبو رحاب .. شرارة إبداع صنعت الحكاية

إسراء أبو رحاب
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



منذ سن السادسة عرفت من هي، وما سوف تكون عليه، أديبة تكتب القصص والروايات اتخذت من قلمها درعا يقيها من كل الظروف الصعبة والمريرة التى مررت أو تمر بها ومن القراءة سيفا تحارب به الواقع المتسلط الأعلى صوتًا أو سوطا والأقل و الأضعف ثقافة ووعيًا، تمنحها القراءة عالمًا موازيًا والكتابة فضاء رحبًا للحياة.

الكتابة .. البحث عن العدل في وجه الظلم 
تروي إسراء أبو رحاب بدايتها الأولى فتقول: ” كنت أكتب يوميات البيت وحكاياته وأنا في سن السادسة ومنذ ذلك الوقت لم أنقطع عن القراءة الدافع الأول للكتابة هو البحث عن العدل فى وجه الظلم، ذلك الريف المتوحش قضيتي كانت العدالة و موكلتي هي أمي التى كنت أكتب الحقائق و أسجلها حتى أريها يومًا ما لأبي ليعرف حقيقة ما نتعرض له؛ تلك التروس الهائلة التى أوجهها أنا وأمي لأحصل على العدالة لموكلتي تلك هي باختصار الطفلة إسراء من رحم معاناة كبيرة عليها وعلى سنها الصغير كتبت و انهمكت في القراءة والموهبة والإبداع كان لها حقيقة وليس مجازا طوق نجاه و ما زالت تلك المذكرات موجودة ولك لم يراها أبى”.

من غياهب الصعيد 
تستكمل” إسراء” أنا من مواليد سوهاج حياتي هناك قبل الذَّهاب إلى غياهب الريف في قنا كانت مرفهة كنت محبوبة من الجميع جدتي لأمي، خالي عمتي خالتي أبناء خالي منهم من هم من في نفس سني أو أكبر منى بسنوات قليلة لم أشعر سوى أننا أشقاء من المعاملة والطريقة التي تمت تربيتنا بها كلما نظرت إلى أي مكان لا تجدين سوى المحبة إن سألتني عن الجنة على الأرض أقول لك ببساطة هى جدتي فتحية جدتي لأمي آثرت في شخصيتي وتكويني أعطتني الحب بزخم شديد جدا.

قررت أن أكون أديبة 
كل شيء كان مقررًا من البداية فص ذهني مع أول قصة قرأتها منذ اللحظة التي تعلمت القراءة والكتابة في الحضانة حتى تدرجت فى مراحل التعليم المختلفة كان الجميع يراني مثل بقية البنات لكنني خالفت جميع التوقعات والظنون كنت أمشي أتعامل منذ الطفولة على أنني الأديبة إسراء أبو رحاب .

 تحدي المجتمع .. والغربة في القاهرة 

وتنتفل بنا” إسراء” إلى مرحلة الحياة بالنسبة للأسر المصرية وهي كرحلة الثانوية العامة، فتقول :” لم تكن الثانوية سوى وسيلة ؛ لم أطمح إلى مجموع  كيبر كل ما كانت تصبو إليه نفسي هو دراسة الأدب واجهتني الكثير من الصعوبات من خطبة ومشروع زواج وغربة في ذلك الريف الذي تعالى عليّ فما كان منى سوى الرد بتعالي أكبر ورفض لتنسيق جاء بي أبعد من القاهرة والثانوية التى ظننتها سفينة النجاة والعبور لحلم العودة إلى سوهاج مرة أخرى”.

تمردت على الخطبة واستكملت حياتي 

وتستكمل:” غرقت وغرقت معها في دياجي ليل الريف الخانق مرة أخرى وكل ما كنت أحلم به كإسراء الأديبة والإنسانة انتهى وتحتطم ووصلت لنقطة غاية فى الصعوبة سوهاج التي هي بيتي لم تعد بيتي وقنا التي من المفروض أن تكون بيتي ليست بيتي لا أملك فيها حقًا واحدًا فقد استقبلتني لا أدرى لماذا، بالرفض والكره والتعالي على البنت الوافدة عليها من المدينة تمردت على الخطبة وأنهيتها وساعدتني بعض الظروف التى ساقتها لي العناية الإلهية وبعدها انعزلت عن الحياة في غرفتي المظلمة أربعة أشهر، دون طعام أو شراب اللهم سوى ما كانت تطعمه لي والدتي تحت ضغطها الشديد “.

أربعة أشهر أذكر ذلك النهار الأخير فيهما جيدًا فقد أرسلت العناية الإلهية لي يدًا حانية خاضت حربًا ضروسا نيابة عني يدا لم يتحمل قلبها أن ترى بانتها تزحف نحو اللاموت واللاحياة كانت يد أمي التى أخرجتني ثم أرستني لأكمل دراستي ثم أرسلتني إلى قنا بعد أن أقنعت أبى بصعوبة بالغة وهناك في معهد علوم الحاسب واللغات حيث لم يكن الحاسب وعلومه هدفًا لي بقدر ما هو دار المعارف وقصر الثقافة وكلية الآداب جامعة جَنُوب الوادي”.

نحو التحرر و إشباع الشغف 

وكانت الخطوة الأولى نحو تحقيق الحلم منذ أن حصلت على قرار من والدها بالدراسة فتقول:” في السنة الأولى من الدراسة كنت مثل سندريلا أعود إلى أبو تشت في قطار الثانية ظهرًا وإلا يحدث ما لا يحمد عقباه وهذا كان شرط أبي ألا أسكن ورضيت كنت أضع قدمي على النصف وأظهر أنني اكتفيت به وأمهد للحصول على النقطة كاملة وقد حدث وسكنت فى مدينة قنا سكن طالبات اختاره أبي بنفسه ومنذ ذلك اليوم التصقت به أكثر وذلك الأسلوب الدبلوماسي استطعت أن أمهد الطريق لأشياء أخرى في طريق الكتابة ودراسة الأدب انطلقت في قنا في الصباح في المعهد وفي وقت الظهر في كلية الآداب قسم اللغة العربية أحضر محاضرات الدكتور محمد أبو الفضل بدران في الرواية والقصة القصيرة ونادي الأدب هناك”.

وتضيف:” في ذلك النادي تجدين الأشقاء الذين لم تلدهم أمًّا واحدة كانوا معي غاية في الأدب والاحترام والمحبة وهم أسماء لامعة اليوم في سماء الشعر كتبوا لي تصريح دخول للجامعة مختوم من عميد الكلية أعطوني الكثير من الكتب وهناك بدأت أضع نواة لمكتبتي الخاصة آنذاك، و في نهاية العام الدراسي الذي كنت أعيشه كآخر سنة في عمري أقامنا حفلًا ختاميا لنادي الأدب وكرمت الأعمال الأدبية والمجهود الذي بذلناه في الورش كرمت هنا وأنتجت أولى مجموعاتي القصصية هناك”.

الحرب مع أبي وطريق النفس الطويل 

ولمّا كان الفِرَاقَ صعب عن الذي يحتوا أحلامنا قالت:” بكيت بحرقة وأنا أودع هذا المكان وتلك الأجواء التي احتوتني وكانت بلسما لتلك الفتاة القادمة من تحت الأنقاض ولم أكد أعود إلى البيت في أبو تشت لم أستسلم وعودت أحفر في طريقًا مستحيلًا وهو البحث عن عمل ليس هذا الأمر الصعب فقد وجدته لكن المستحيل هو إقناع أبي كان نفسي معه طويلًا جدًا والحرب جولات من يخسر جولة لا يعود وهو منكس الأعلام بل يعود خطوة إلى الخلف وربما خطوات لتكون قوة الدفع أقوى والخطوات مدروسة فتصيب هدفك بجدارة”.

ومرة أخرى ذهب أبى إلى مكان العمل بعد شهر من محاولات الإقناع وقد أفلحت أجرى إجراءاته الأمنية حول الشركة وأصحابها ثم بعد أن اطمئن وافق وكان بعد المرات يأتي لزياتي في مقر عملي ليطمئن قلبه كان راتبي بسيطا (350ج) كنت سعيدة به كنت أدفع جمعية شاركت لي أمي فيها 200ج والباقي مواصلات ووجبة غداء إن سمحت الميزانية خاصة آخر الشهر سارت حياتي بضعة أشهر على هذه النَّغْمَة كنت أتابع أخبار الكليات التى تدرس الأدب بشغف وأحسب حسبتي لأنه لم يكن أمامي سوى الدراسة بشكل خاص كنت أدخر فقط وأتابع في صبر وجلد ونفس طويل وإرادة لا تعرف الكلل والملل إلى أن شاركت فى ورشة صِحافة فى قصر ثقافة قنا “.

إلى رحاب القاهرة

وانتقلت إسراء أبو رحاب إلى القاهرة بعد محاولات عديدة وعن البدايات الأولى في القاهرة تقول:” فى بدية عملي هناك تعرفت إلى أستاذ الإعلام بأكاديمية الشروق الدكتور رامي عطا وكانت تلك الإشارة التي أرسها لي الله لبداية ميلاد جديدة وعمر آخر حضرت معه ورشة الكتابة الصحفية وتأهلت لإكمال تدريب الورشة في القاهرة حضرت التدريب أذكر بالجائزة المادية التي حصلت عليه اشتريت مجموعة من الكتب من سور الأزبكية سهيل إدريس سارتر فكتور هوجوه يُوسُف إدريس الحكيم إملى بونتى تشارلز دينكنز وعدت إلى أبو تشت ثم بعد فترة جاء مَعْرِض الكتاب أقنعت أبي وذهبنا هناك في المَعْرِض رأيت الدكتور رامى وقد نشر لي قصة في الشروق،  رأيت الفرحة والفخر في عيون أبي ثم عدنا لأجد الدكتور رامي يسألني ماذا ستفعلين عندما تدرسين هنا في القاهرة؟ .

تستكمل:” أخبرته سأبحث عن عملا حينها كنت قد فاتحت أبي مرة أخرى في أمر الدراسة وبدت الأمور تتضافر لمصلحتي وحلم دراسة الأدب راح يتحقق ويصبح أمرا واقعا ووفر لي “رامى” فرصة عمل في مكتبة كان عملي بين الكتب وفهرستها وقراءتها أيضا كانت جمعيتي نضجت وأصبحت ثمرة طيبة المذاق ودار العلوم فتحت أبوابها وتدرس الأدب ماذا أريد أكثر من ذلك قبضت جمعيتي وجهزت ملفي وذهبت لامتحان القبول ونجحت به” .

إقرأ أيضا
الملح في الموروث الشعبي

انخرطت في دراسة الأدب واللغة والفقه والفلسفة وانفتحت على عوالم جديد فى القراءة والكتابة وتعرفت على جماعة الشعر من خلال أستاذنا الدكتور أحمد بلبولة لم أشعر منذ اللحظة التي لمست فيها قدمي أرض القاهرة بالغربة أو الخوف انتميت لها على الفور هي بيتي ومكاني وآفاقي التى لا يعرف الاتساع فيها نهاية، لا أخفى ذلك التعجب والتندر في قنا أبو تشت عن البنت التى ولدت مرة أخرى مثل طائر الفينق وذهبت تدرس فى القاهرة وتبيت بعيدا عن أهلها كيف لا تخف؟ !!

كيف لفتاة .. استغراب بين هنا وهناك 

وسط امتعاض العائلة ورفض لم يجرأ أحد فى وجود أبى وشخصيته القوية أن ينطق بحرفًا واحدا وهنا في القاهرة يقولون الصعيد ما كل هذه التغيرات والتطور الذي طرأ عليه؟ صحيح أن الحياة الاقتصادية لم تكن وردية لكن أبي لم يتخل عني وعندما تركت عملي تولى كل شيء، علاقتي به عشت بها الضدان وهي علاقة تدرس.

التجربة الأدبية 
أما عن تجرِبة إسراء أبو رحاب الأدبية فبدأت في سن صغير وظهرت في كتابتها فتقول:” تجربتي الأدبية بدأت في سن مبكرة جدًا بداية كتابة القصة والرواية بفنياتها المعروفة كانت منذ 2010 لدي من المشاريع الأدبية التي أريد التفرغ لها لكن ظروف الحياة الاقتصادية وعدم استقرارها يقطع علي ذلك لكن لا أستسلم وأواصل الكتابة وأجعل وقت ثابت أكتب فيه فقد أنتجت مجموعتي القصصية وأنا أعمل وطالبة دراسات عليا”.

بين المدينة والريف كانت الخصومة 

في مجموعتي القصصية الأولى التي نشرتها متفرقة في الجرائد كانت المدينة حاضرة فيها بقوة الإنسان فيها كيف يعيش ما هي أحلامه طموحه أفراحه أحزانه لكن المجموعة القصصية الثانية كانت قفز كبيرة وفى منطقة مختلفة حيث التراث وأساطير البيئة في الجَنُوب لفت نظري زملاء لي في ورشة الكتابة إلى الحكايات التي كنت أحكيها عن الجَنُوب لهم على سبيل التسلية والترفيه لما لا تكتبي هذه الحكايات حينها أخذت نفسا عميقا وأخرجته وأجبت لدى خصومة مع المكان وأخذت الحكاية منا مناقشات حتى انتهت الورشة وبعدها روحت أدرس تلك الخصومة وأكتب عنها لعلها تنتهى وعدت إلى هناك الأديبة إسراء أبو رحاب حتى أستطيع الكتابة وتركت الأمور الخصومة جانبا كانت الكتابة تقترب منها على الورق بوعى أو بدون وعى لكن بقيت الأديبة هى التى تقود الأوركسترا حتى لا يشذ اللحن أو يتحول الأمر إلى ساحة حرب ونجحت التجربة بصعوبة بالغة فالمناطق التى اقتربت منها الكتابة حساسة جدا لكنها إلى حد ما كسرت حاجزا أتاحت لي فرصة البوح بأشياء لم أقلها وبقيت في صدري تختمر حتى خرجت أدبا قصصيا مختلف وجيد إلى حد ما .

شملت المجموعة القصصية الأولى قصصا مثل أملاح، قطرة عسل، عندما عاد أبي، تمثال الجليد، أصوات خافتة، هتك جدار الصمت، للحياة وجه آخر، طلب أجازة. بينما المجموعة الثانية فَخَّار جدتي، الضرابة، حذاء الطنبولي، حينما يثمر الصبار، عصمتني بروتوكولات تيتة، عزيز كرم النخيل، بسيوني بيه، دلال، وغيرها من القصص التى جاءت من البيئة وتراثها وأساطيرها الشعبية هذا هي أنا .

الكاتب

  • إسراء أبو رحاب مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
3
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان