همتك نعدل الكفة
674   مشاهدة  

بين اللعن والتقديس .. مفارقات شجرة التين بين الإنجيل والقرآن

شجرة التين بين الإنجيل والقرآن
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



شجرة التين من النباتات التي ذُكرت في الإنجيل والقرآن، وعلى اعتبار أن المصدر الإلهي واحدًا، إذا الروايتان متفقتان أو متقاربتان إلى حد ما، إلا أنهما مختلفتين اختلافًا كليًا؛ فبينما هي مقدسة ومن أشجار الجنة بل وأقسم بها الله في القرآن .. هي شجرة ملعونة ومكروهة في الإنجيل.

لماذا لعن المسيح شجرة التين

لعن المسيح عيسى عليه السلام شجرة التين حَسَبَ ما ذُكر في إنجيل مت”19/21″ أن يسوع كان عائدًا من أورشليم قرب عيد الفصح في أبريل عام 29 م، حينها اقترب من  شجرة التين وجدها شجرة عقيم لا ثمار فيها فقط أوراق، حينها قال لا يكن فيكي ثمر إلى الأبد فماتت التينة في الحال، ” لا يكن منك ثمر بعد إلى الأبد، فيبست التينة في الحال“.

وفي إنجيل مت قال: “فمن شجرة التين تعلموا المثل: متى صار غصنها رخصًا وأخرجت أوراقها، تعلمون أن الصيف قريب” من هذا الإصحاح يمكن أن نقول أن عيسى عليه السلام كان مدرك تمام الإدراك أن هذا التوقيت أي شهر أبريل لم يكن موسم طرح ثمار التين، فهل كان المقصد شيء آخر غير رمزية التين المجردة .

شجرة التين في الإنجيل
شجرة التين في الإنجيل

يمكن أن نرى توضيح تلك الرمزية من خلال الرجوع إلى إنجيل مرقس 11 ” فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئًا إِلاَّ وَرَقًا، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ“، ومن هنا نقول أن المسيح كان يعرف أنه وقت التين، وحينها نستنتج الدلالات فيقول في متى بعد تلك الواقعة بأسبوع،” فَمِنْ شَجَرَةِ التِّينِ تَعَلَّمُوا الْمَثَلَ: مَتَى صَارَ غُصْنُهَا رَخْصًا وَأَخْرَجَتْ أَوْرَاقَهَا، تَعْلَمُونَ أَنَّ الصَّيْفَ قَرِيبٌ” .         

وترمز الإصحاحات السابقة إلى معنين لا تجرح عنهما تفاسير الأناجيل، فمنها أن شجرة التين ترمز إلى بني إسرائيل، تلك الأمة التي رفضت الأنبياء والمرسلين وتمردت عليهم، بل عاندوا  الله وخالفوا أوامره.

أما الرمزية الثانية فهي عمل الإنسان، وفي قصة آدم حَسَبَ تلك التفاسير أن لها علاقة بشجرة التين فقد اتخذها أبو البشر غطاء يداري عورته بعد نزوله من الجنة، كما في سفر تكوين 3: 7 عدد 21″ لكن الله رفض عملهما، وقام بصنع أقمصة من جلد، وألبسهما إياهم“؛ وصنع الأقمصة من جلد، يفترض أن الله عمل ذبيحة حيوانية لكي يصنع الأقمصة؛ حيث تقول الآية “صنع” وليس “خلق”.

التين والقرآن

أما شجرة التين في القرآن فقد أقسم الله سبحانه وتعالى في سورة التين بها على اعتبار اللفظ لا المعنى، ذلك أن المفسرون كان لهم تأويلات وتفسيرات عديدة في المعنى فمنهم من ذهب إلى كونها التين الذي يُأكل ومنهم من ذهب إلى كون اللفظة المعني بها في السورة الكريمة أنها اسم جبل أو مكان أصحاب الكهف .

ذكر القرطبي في تفسير قوله تعالى “والتين والزيتون” أن لفظة التين تعني هنا مسجد أصحاب الكهف، بينما ابن عباس قال في تفسيره أنه مسجد نوح الذي على الجودي.

إقرأ أيضا
مسلسل بقينا اتنين

لماذا أقسم الله بالتين

أما ابن كثير في تفسير تلك الآية واللفظة ذكر فيها أقولا عدة فقال: وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ: اختلف المفسرون ها هنا على أقوال كثيرة: فقيل: المراد بالتين مسجد دمشق. وقيل: هي نفسها، وقيل: الجبل الذي عندها”، أي أن لفظة التين تعني النبات الذي يأكل أو مسجد دمشق، وقد اتفق معه ابن جزي في تفسيره أنه هو التين الذي يؤكل وقد أقسم الله به لفضيلته على سائر الثمار، أما القول الثاني أن اللفظة تعبر عن اسم مكان فإما هو جبل بالشام كان ينبت فيه التين أو مسجد نوح.

ولكن الراجح أنه مكان في الشام كان فيه مولد نبي الله عيسى عليه السلام خاصة حينما ذكر جبل الطور في نفس السورة القرآنية وهو الجبل الذي كلم الله عليه نبيه موسى عليه السلام، ثم قوله والبلد الأمين أي البلد الذي بعث فيها نبي الله محمد، فهل يحيلنا ذلك التفسير إلى أن هناك  علاقة مكملة لقسم الله بالتين في القرآن وذكرها في المسيحية؟ .

الكاتب

  • شجرة التين مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (3)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان