“عن مسلسل وعد إبليس” طرد الشيطان من الجنة ليس بسبب خلاف في وجهات النظر
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
احتوت الحلقة الأولى من مسلسل وعد إبليس على عدة معلومات وجمل، كان أبرزها ما يخص طرد الشيطان من الجنة من خلال عبارة «إبليس مخترش إنه ينطرد من الجنة، كان خلاف في وجهات النظر».
هل كان طرد الشيطان من الجنة بسبب خلاف في وجهات النظر
كُتِب على الشاشة قبل تتر مسلسل وعد إبليس «هذا المحتوى مخصص للكبار فقط، يتضمن مشاهد وعبارات حادة، غير ملائم لكل من هم دون 18 سنة، لذا وجب التنويه»، وتندرج عبارة طرد الشيطان من الجنة، ضمن الجمل الحادة.
التعريف الشامل لمصطلح «وجهة النظر» هو أن الشخص له تصور مختلف في مسألة ما لإبداء رأيه فيها، وتغاير تصور الشخص المقابل له؛ وإن طبقنا هذا التعريف سنجد أن طرد الشيطان من الجنة لم يكن بسبب خلاف في وجهات النظر لأسباب متعددة، أهمها على الإطلاق المساواة بين الله سبحانه كـ خالق، وبين الشيطان كـ مخلوق.
كان طرد إبليس من الجنة راجع إلى عصيانه لأمر الله بشكل صريح وواضح، إذ أمر سبحانه الملائكة وإبليس بالسجود لآدم «ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ، قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ»؛ ولم يكن رفض إبليس للأمر متوقفًا لدرجة العصيان، بل وصل إلى حد احتقار صنعة الله، إذ قال «لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ»، فكان عقاب إبليس على ذلك العصيان هو « قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ».
فلم يكن في رد إبليس أي وجهة نظر أو تحفظ، وإنما كان عصيانًا، ولا يمكن تجاهل موقف الملائكة أنفسهم فقد كان لهم تساؤل وليس رفض لما قرره عز وجل، أن يكون الإنسان هو خليفة الله في الأرض «وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ»، فسؤال الملائكة هنا كان سؤالاً اسكشافيًا للرغبة في معرفة الحكمة وراء جعل الإنسان خليفة.
أما موقف الشيطان فلم يكن فيه سؤال استكشافي، ولا حتى تخوف، بل كان غرورًا ورفضًا لعصيان أوامر الله سبحانه، واحتقارًا لما خلق.
وطرح الطبري في تفسيره حول ذلك سؤالاً أجاب عنه «فإن قال قائل: هل لأحد أن يتكبر في الجنة؟ قيل: إن معنى ذلك بخلاف ما إليه ذهبتَ، وإنما معنى ذلك: فاهبط من الجنة، فإنه لا يسكن الجنة متكبر عن أمر الله».
شارك في كتابة مسلسل وعد إبليس، البريطاني توني جوردان الحائز على جائزتي “بافتا” و”إيمي”، وشاركته في التأليف إنجي لومان فيلد، إلى جانب سهى آل خليفة.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال