أسسها التونسي الفلكي مع المنجمين “بذرة صحافة الريتش لتغطية الحرب في القنال”

ليس معروفًا على وجه الدقة متى بدأ عامود حظك اليوم في تاريخ الصحافة المصرية، لكن المؤكد أن شخصية التونسي الفلكي التي كانت موجودةً في جريدة الأهرام كانت الأشهر بين من يعمل في ذلك العامود بمختلف الصحف المصرية مع اختلاف أسماءها وأسماء ذلك العامود.

حظك اليوم من نجمة إلى شندي وبينهما التونسي الفلكي والمنياوي

حتى خمسينيات القرن الماضي كانت جريدة الأهرام تختم عامود حظك اليوم بتوقيع «نجمة»، مرفقًا بها فقرةً بعنوان مواليد اليوم.

ومع الستينيات بدأ اسم التونسي الفلكي يظهر في جريدة الأهرام، ثم توارى مع منتصف السبعينيات ليحل محله المنياوي الفلكي ويظل حتى أوائل الثمانينيات، ليأتي بعده شندي الفلكي ويظل إلى غاية التسعينيات.[1]

اقرأ أيضًا 
“التنجيم” حرمته الشريعة الإسلامية وصدقه خلفاء الدولة العباسية

لا يمكن الجزم بأن اسم التونسي الفلكي حقيقيًا لشخصٍ موجود، فربما اسمه الحقيقي غير ذلك، وتم إطلاق عليه ذلك المسمى نسبةً إلى أبي العباس بن إسحاق التونسي الفلكي صاحب الجداول الفلكية الشهيرة في بلاد المغرب.

غير أن الشيء الثابت هو أن أحدًا لم يرى صورة الفلكي التونسي إلى أن صدر عدد 31 ديسمبر عام 1969 م من مجلة آخر ساعة، وكان فيه صورة الفلكي التونسي تحت عنوان «ماذا يقول رجال النجوم والفلك .. 70 حرب أو سلام ؟».

التونسي الفلكي وترند الحرب

خلال عمل سنوات التونسي الفلكي كانت مصر على موعد مع عدة أحداث جسام وعديدة، أهمها فترة السنوات الستة بين نكسة يونيو 1967 وظل حتى ما بعد نصر أكتوبر 1973 م.

مع مطلع العام 1970 م أطلق التونسي تنبؤاته الحربية، بعضها تحقق والآخر لم يتحقق ؛ فمن الأشياء التي تحققت ما يلي:-

1. لا توجد حرب عالمية ثالثة سنة 1970 م
2. لن تكون هناك حرب في الشرق الأوسط سنة 1970 م
3. عدم نهاية الحرب الفيتنامية الأمريكية سنة 1970 م

أما التنبؤات الحربية التي لم تتحقق فهي :-

1. ازدياد قوة المقاومة الفلسطينية بمساعدات عظيمة لتحقيق انتصارات باهرة
2. الجبهة الأردنية في حالة عداء وتركيز من جانب العدو وتقف صامدة
   «لم يتحقق لا هذا ولا ذاك إذ وقعت أعمال قتل بين الفلسطينيين والأردنيين في سبتمبر 1970 والمعروفة تاريخيًا باسم أحداث أيلول الأسود»

توقعات أخرى أطلقها التونسي الفلكي لكنها حمالة أوجه وعامةً في شكلها، ومنها :-

1. تحقق جيوشنا الباسلة على جبهة القناة انتصارات عظيمة باهرة
2. خسائر مؤكدة في جانب العدو الإسرائيلي هذا العام وتضحيات كثيرة في الأرواح والمعدات
   «وليس معروفًا هل قصد بذلك الحرب الشاملة، أم قصد المعارك الخاطفة في حرب الاستنزاف والتي توقفت في أغسطس 1970 م عبر مبادرة روجرز ؟».

على نفس صفحة توقعات التونسي، كان هناك منجم اسمه العبقري الفلكي وقال تنبؤات لم يتحقق منها أي شيء وهي:-

1. حدوث وحدة عربية شاملة
2. الغرب سيتعاطف مع الفدائيين الفلسطينيين وسيفرج عنهم بعد أن يخفف العقوبة

من المفارقات أيضًا أن مجلة آخر ساعة استعانت بأحد قراء القرآن ليكون ضمن المنجمين وهو الشيخ عتريس محمد عبدالعزيز القوصي، الرئيس الثاني لرابطة قراء القرآن[2]، وكان حينها وكيل لرابطة القراء وقال أن مصر ستزيد من ارتباطاتها بالدول الصديقة وستحقق عدة انتصارات هامة.

إقرأ أيضا

“في مواجهة المتشددين” أسامة الأزهري وزيرًا لتجديد الخطاب الديني وتنقيح التراث

بالعودة إلى توقعات التونسي نجده يعمل كالمعتاد في جريدة الأهرام، وقال عن يوم 6 أكتوبر 1973 «بداية جديدة موفقة أو نجاح في مهمة قصيرة»، فكان يوم الحرب بداية موفقة لمصر في صراعها مع الكيان الصهيوني، لكن لم تكن المهمة قصيرة؛ وفعلاً كذب المنجمون ولو صدقوا.

[1]  أرشيف جريدة الأهرام من سنة 1964 إلى 1999 م

[2]  من الأرشيف وتصحيحاً للتاريخ:الشيخ أبو العينين شعيشع لم يكن النقيب الثاني لنقابة القراء، هاني توفيق، موقع النجم الوطني، 5 إبريل 2021 م