حكاية سور قلعة الجبل “الروتين أخَّر إنجازه والتكلفة نصف مليون جنيه”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
امتدت يد الترميم لمنشآت قلعة صلاح الدين خلال القرن الماضي 3 مرات، وجميعها أغفلت سور قلعة الجبل، كانت الأولى سنة 1893 م، زمن الخديوي عباس حلمي الثاني، والثانية سنة 1931 م زمن الملك فؤاد، بينما جاءت الثالثة في عام 1983 م.
ترميم قلعة الجبل سنة 1983 م .. عمل بطيء استغرق 7 سنوات
بدأ مشروع ترميم قلعة الجبل في مارس من العام 1983 م على مرحلتين بتكلفة 2 مليون جنيه، وبمشاركة مجموعة من خريجي كليات الفنون الجميلة والفنون التطبيقية والآثار.
كانت خطة ترميم القلعة في مرحلة 1983 م تشمل الأسوار والأبراج على امتداد طريق صلاح سالم، وحتى المنطقة الواقعة خلف المتحف الحربي طريــق، وذلك باستبدال وترميم الأحجار المتهالكة نتيجة الأملاح والتلوث الجوي، مع تجديد أرضيات جامع محمد علي، وترميم مداخل بئر يوسف والساحة المحيطة به والساقية الملحقة به وتجميلها وإعدادهـا للزيارة السياحية، ووضع إضاءة للبئر بعد تجديد الدرج لعمق 10 متر بداخله، مع تجميل البرج الجانبي له، مع الكشف عن شبكات المياه والصرف الصحي وتجديدها واصلاحها بالكامل.
اقرأ أيضًا
“خدعة البيات” لماذا لم يسكن محمد علي في القلعة إلا بعد عامين من حكمه
ودخل جامع الناصر محمد بن قلاوون في خطة الترميم والتي قضت بتقوية أساساته وجدرانه، وإجراء عمليات التجميل العامة، وكذلك جدران جامع سارية الجبل واستبدال الأحجار المتهالكة وحماية الأسقف، وتمهيد وتجميل الطرق المؤدية للجامع وواجهاته، مع فتح برج المقطم وأحد سراديب القلعة وإضاءتها للزيارة العامة بعد الترميم المعماري والدقيق كنماذج مميزة داخل القلعة.
ولم تغفل الخطة تنظيف أحجار حوائط الجوامع لإعادة البهاء والرونق لها، وترميم جميع الوحدات الرخامية والأعمدة والحوائط الخارجيـة والداخلة لجامع محمد علي وترميم الفتحات واستكمال الناقص منها، وكذلك تجديد وترميم جميع العناصر والحشوات الخشبية والزجاج وتثبيت وترميم النقوش الملونة والزخارف والكتابات وبرج الساعة وترميم الأثاث، وإصلاح خطوط مواسير الصرف الصحي.
تذكر سور القلعة بعد 7 سنوات من العمل
رغم تلك الخطة الطموحة لكنها تغافلت السور والذي تنبهت له الهيئة في عام 1990 م، وحينها قال الدكتور سيد توفيق «هذا السور تأخر كثيرًا، لقد أخطأنا في حق هذه القلعة العظيمة، وعلينا أن نوفر لها حرمًا يصونها عن كل ما يخدش هذا التراث العظيم».
كان ما قرره مجلس إدارة هيئة الآثار في 19 يوليو 1990 م هو تكليف إحدى شركات المقاولات بإنشاء سور حدیدي على الطراز الإسلامي حول قلعة صلاح الدين بالكامل على غرار السور المحيط بالأوبرا والسور المحيط بالمتحف الإسلامي بباب الخلق، حيث يكون هذا السور على شكل جمال يليق بهذا الأثر العظيم وفي نفس الوقت يوفر غرض الحماية لقلعة القاهرة العظيمة من اعتداءات البعض على أسوارها وجدرانها وحدائقها وأيضًا حماية لحرم القلعة.
اقرأ أيضًا
لماذا لم يستمر حكم مصر من قلعة الجبل بعد محمد علي باشا؟
بلغت تكاليف عمل سور القلعة نصف مليون جنيه، وبدأت من ناحية عرب اليسار ثم الجهات المجاورة للمناطق الخلفية للقلعة، وينتهي امتداد السور إلى أمام الحدائق المطلة على شارع صلاح سالم، وكان مقدرًا أن يستغرق العمل بالسور شهرين، لكنه دام 4 سنوات، جراء البطء الذي كان سمةً من سمات التعامل مع الترميمات الأثرية في زمن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
المراجع
- جريدة الجمهورية، 1 يونيو 1983 م
- جريدة الأهرام، 20 يوليو 1990 م
- كتاب قلعة مصر، تأليف/ عبدالرحمن زكي، طبعة 1950 م
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال