كيف حاولت مصر إدخال علم الحديث بالفن إلى الاتحاد السوفيتي قبل سقوطه ؟
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أيقن صناع الفن في مصر أن سقوط الاتحاد السوفيتي فرصة مثالية للفن المصري خارج محيطه، بهدف استغلال قوة مصر الناعمة.
الفن المصري مع الاتحاد السوفيتي قبل سقوطه
سقط الاتحاد السوفيتي رسميًا في 26 ديسمبر عام 1991 م، وقبلها بعام كان منيب الشافعي رئيس غرفة صناعة السينما حينها، قد تمكن من توقيع عقد شراء 5 أفلام مصرية لعرضها في بلاد السوفييت بعد 12 سنة من غياب السينما المصرية عن الجمهور السوفيتي.
اقرأ أيضًا
عندما انجذب رئيس الاتحاد السوفيتي إلى القرآن في مصر بحضور جمال عبدالناصر
كان الوفد الروسي قد شاهد 36 فيلما ليقع اختياره على 5 أفلام فقط في أول عودة للفيلم المصري للاتحاد السوفيتي، وكانت الأفلام الخمسة هي «البيضة والحجر من بطولة أحمد زكي ومعالى زايد وإخراج علي عبدالخالق، وكتيبة الإعدام من بطولة نور الشريف وإخراج عاطف الطيب، وفيلم جحيم تحت الماء من بطولة سمير صبري وليلى علوي وإخراج نادر جلال، وفيلم اقتل زوجتي ولك تحياتي من بطولة سمير غانم وإخراج حسن إبراهیم وفيلم سوبر ماركت من بطولة نجلاء فتحي وإخراج محمد خان».
لكن مسألة علم الحديث كانت قد بدت شيئًا ضروريًا بالنسبة لصناع الدراما حينها وتحديدًا في شهر يناير من العام 1990 م، عندما تم الإعلان عن استعداد التلفزيون المصري لإنتاج أول عمل تلفزيوني مشترك بين مصر والاتحاد السوفيتي والذي سيتناول حياة الإمام البخاري في إطار التعاون بين اتحاذ الإذاعة والتلفزيون والاتحاد السوفيتي.
تقرر أن يكون المسلسل من قصة وسيناريو وحوار محفوظ عبدالرحمن، وسيتولى إخراجه للتلفزيون إبراهيم الصحن، ويكون اختيار أبطاله بداية من شهر فبراير عام 1990 م على أن يكونوا جميعًا من المصريين، فيما يكون التصوير الداخلي للمسلسل في مصر أما التصوير الخارجي فسيتم داخل 3 دول عاش بها الإمام البخاري وهي الاتحاد السوفيتي والعراق وسوريا.
ولإتمام ذلك تحدد أن تسافر بعثة من التلفزيون في أوئل شهر فبراير سنة 1990 م برئاسة ممدوح الليثي رئيس وحدة الإنتاج، وماهر الحمزاوي مدير عام العلاقات العامة والمخرج إبراهيم الصحين لاستكمال بعض المحادثات بين مصر والسوفيت بشأن هذا العمل.
لكن سقوط الاتحاد السوفيتي حال دون ذلك، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل إنه لولا سقوط السوفيت لكانت جامعة الأزهر نجحت في مشروع افتتاح فرعٍ لها في موسكو لتؤثر في ثقافة روسيا، فبالتزامن مع احتفالات الجالية الإسلامية في روسيا بذكرى ميلاد عالم السنة الإمام الترمذي، قدم وفد من علماء الأزهر مقترحاً بإنشاء فرع لجامعة الأزهر في روسيا يحمل اسم «جامعة الإمام الترمذي».
ووقتها صرح محمد الأحمدي أبو النور «وزير الأوقاف آن ذاك» لجريدة الأهرام عدد 19 أكتوبر سنة 1990 م أن الأزهر سيرعى تأسيس هذه الجامعة بتمويل من رجال الأعمال في المملكة العربية السعودية، وبالتزامن مع هذا قدم الدكتور أحمد عمر هاشم مشروعاً لطباعة صحيح الترمذي بطبعات مختلفة وميسرة لعرضها على مجمع البحوث الإسلامية لإجازتها حتى يتم تدريسها في الجامعة، وباء المشروع بالفشل لانهيار النظام السوفيتي.
المراجع
[1] أعداد جريدة الأهرام :-
أ/ 25 يناير 1990 م
ب/ 1 مارس 1990 م
ج/ 19 أكتوبر 1990 م
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال