همتك نعدل الكفة
570   مشاهدة  

بعد الكلكعة هتيجى الشخلعة

الشخلعة


هناك الكثير من الأشياء التي نتحملها في وقت معين آملين أن يتحسن الوضع، مصدقين لبعض الأقاويل أن ستعم السعادة في النهاية كأننا في فيلم عربي لشادية ورشدي أباظة، لكن دائما ما يخطر على بالى سؤال هل بالفعل ستعم السعادة في النهاية؟ هل سأصبح يومًا شادية في الزوجة 13 على سبيل المثال؟ هل سنجد رشدي أباظة نحن الفتيات؟ “هو بجد بعد الكلكعة هتيجي الشخلعة”؟

منذ أن وجدنا نحن الفتيات ونبدأ في النضج والتحرر ونقترح على الأسرة الكريمة السفر بمفردنا إلى مكان ما، تجد جمل من الشرق على جمل من الغرب توحى بالرفض التام والجملة الأكثر شيوعًا “لما تتجوزي ابقى سافري مع جوزك”، فنحاول تقبل الأمر الواقع وحمد الله عليه، وبعد الزواج نجد الرد العبقري “الكلام ده كان في بيت أبوكى زمان”، فأين الشخلعة يا شباب؟ في سبيل ماذا علينا تحمل هذه الردود العقيمة من كلا الطرفين؟ في سبيل البيت والزواج والأسرة الكريمة “وأولع أنا بقى”؟

تجد منذ الصغر “طوب الأرض” يحثك على التفوق الدراسي والحصول على مجموع عالي في الثانوية العامة محاولين إقناعك أنها عنق الزجاجة وأنك سترتاح فيما بعد بمجرد الحصول على المجموع العالي، فتجد نفسك لا تفعل شئ سوى الدراسة وتنسي حياتك الاجتماعية مقنعًا حالك ان هذا هو الحل للراحة، فتحصل على أعلى الدرجات طوال تلك الفترة وتحصل على المجموع العالي في الثانوية العامة وفجأة “تلبس”؛ تجد نفسك ستظل محشور فى عنق الزجاجة طوال سنين الكلية وتجد أن مازالت الكلكعة حاضرة وتسأل حالك “أين الشخلعة أنا لا أراها؟” -بصوت دورا-

لي صديقة كانت تتشوق للالتحاق بكلية الصيدلة وفعلت كل ما بوسعها للالتحاق بها؛ أتذكر كنا نقف سويًا بعد اليوم الدراسي تحدثني عن مدى حبها ورغبتها في أن تكون صيدلانية، وتحدثني عن كم الأدعية التي تدعوها إلى الله ليحقق لها أمنيتها ظنًا منها أن هذه هي “الشخلعة”، ولكن “سقف طموحاتها وقع عليها”، فهي بالفعل حققت حلمها والتحقت بتلك الكلية ولكن ما ان تمت العام الأول وأصبحت تكرهها كره العمى ولا تريد الذهاب وترسب فى الكثير من المواد بسبب كرهها للكلية، وكأن الشخلعة هي كائن فضائي يأتي من المريخ ولا يهبط لسكان الأرض.
وبعد كل هذا نظل فى يقين ان بعد انتهاء الدراسة ستكون “الحياة بمبي” لكن كالعادة “سقف طموحاتنا وقع علينا تانى” فتدخل فى دوامة الحياة والمسئوليات والعمل؛ ومن الواضح ان “بعد الكلكعة لا شخلعة ولا نيلة”.

للإنصاف وبعد كل هذه المواقف اليومية التى نقابلها وجعلتنا مؤمنين ان ما بعد الكلكعة ما هى الا كلكعة أكبر منها، إلا إني مازالت مؤمنة إن “لسة أجمل يوم مجاش” وحتما ولابد “بعد الكلكعة هتيجي الشخلعة بس قولوا يا رب”.

إقرأ أيضا
عصام عمر

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان