همتك نعدل الكفة
355   مشاهدة  

قصة أرفع وظائف المسجد النبوي في العصر المملوكي “كانت متوارثة لفضلها”

المسجد النبوي في العصر المملوكي
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



أخذ المسجد النبوي في العصر المملوكي حيزًا كبيرًا من الاهتمام بكافة نواحيه سواءًا كانت المعمارية أو الإدارية، وكانت مهنة المؤذن إحدى أهم وظائف المسجد النبوي زمن المماليك.

وظيفة المؤذن وتاريخها في المسجد النبوي

المسجد النبوي
المسجد النبوي

لم تكن وظيفة المؤذن في المسجد النبوي مستحدثة فقد كانت قديمة وعتيقة ومرتبطة بظهوره الأول في زمن النبوة الشريف مع ظهور بلال بن رباح.

المسجد النبوي
المسجد النبوي

لقيمة تلك الوظيفة كان القبول والإقبال عليها كثيرًا من علماء وفقهاء المسلمين زمن المماليك ووصل القبول لها إلى حد التنافس مثل المؤذن عبدالله الجمال النفطي وعبدالرحمن بن عبدالله بن القطان؛ وكان من شروطها الصارمة إلى جانب حسن الأداء وحلاوة الصوت أن يكون المؤذن له باع في العلم.

اقرأ أيضًا 
“وثائق مرحلة منسية” مجالس القراءة الصوفية بالمسجد النبوي .. أسستها مصر قبل سيطرة الوهابية

من بين تلك الجوانب التاريخية لوظيفة مؤذن المسجد النبوي وظيفة رئيس المؤذنين والتي تكلم عنها الدكتور عائض محمد الزهراني أستاذ فلسفة النقد التاريخي، إذ جاءت تلك الوظيفة بهدف منع أي اختلال يمكن أن ينال نظام الأذان أو تضارب في مواعيد رفع الصلاة، وكان صاحب ذلك المنصب يتمتع بمكانة كبرى بين موظفي المسجد ولابد له أن يكون عالمًا بالميقات، وظهرت مجموعة كبيرة من كبار المؤذنين أصحاب الصوت القوى الذين تولوا رئاسة الأذان مثل إبراهيم بن أحمد بن محمد المصري ويعرف بالريس بن الخطيب لكونه رئيس المؤذنين، كما كان أحمد بن محمد بن الشهاب المصري الأصل المدني رئيس المؤذنين بالحرم ويعرف كأبيه بابن الريس ومن هنا يتضح أن هناك وراثة في الأذان.

المدينة المنورة
المدينة المنورة

يشير الزهراني إلى ظهور عدد من العائلات التي تولت مهنة الأذان فقد كان الفقيه محمد بن ابراهيم المؤذن وبعد وفاته جاء ولده أبا محمد عبدالله ليخلف أبيه في الوظيفة وكان من أشهر العائلات المدنية التي توارثت الآذان في ذلك الوقـت آل القطان وقال عنهم الزهراني «توارثوا مهنة الأذان عن أجدادهم وبرز منهم في ذلك الوقت مجموعة كبيرة عملت بالأذان داخل الحرم النبوي أمثال محمد بن أحمد القطان المؤذن وكان مؤذناً جهوري الصوت مات بالشام زمن الطاعون بها، وكان الشيخ علـى بـن معبـد المصري المؤذن الشهير لوظيفة الآذان والإقامة وكانت نوبته في المئذنة لا تختل أبدًا سواء في أيام المواسم أو بعدها وكان حسن الخلق وقد رزق أولاداً عملوا بالآذان وكذا قام بتعيين ابن اخته ويسمى محمد بن يوسف والذى كان يؤذن أولاً احتساباً وعندما شعرت وظيفة ابن الحسينى المؤذن تولى هو مكانه، وكذلك كان سراج الدين عمر بن الأعمى أحد المؤذنين حسن الصوت وحسن القراءة في القرآن وكان كثير الخبرات والمساعدة للإخوان عند الشرفاء والأمراء وكان محبباً إليهم مكرماً لديهم وكان يتجرأ على الأمراء بالكلام لا يخشى منهم أحد ويقضى ويستخلص منهم متطلباته ومتطلبات من استغاث به وبعد وفاته تولى أولاده الآذان والاقراء بدلاً منه، وكان محمد بن أبي الفتح بن روزية الكازروني المدنى نزيل المدينة المؤذن هو وأبوه وكان قد اشتغل بالقاهرة على شيوخ مذهبه ثم قدم مع أبيه المدينة وتولى تدريس الحنفية وكان من أفضل الناس ديناً وعقلاً حسن الأخلاق مبادراً لمساعدة الآخرين كان كما وصف كهفاً للفقراء والمساكين مؤدياً حسن الصوت، كما كان محمد الشمس أبو عبدالله المطري المولود عام ٧٦٢هـ أحد المؤذنين بالحرم النبوي الشريف بمئذنة الرياسة كأبيه وجده وله اشتغال بالعلم ورحل إلى مصر والشام ومات عام ٨٠٦ هـ بمكة، كما كان محمد بن عبد الرحمن المؤذن هو وأبوه وجده وكان فقيهاً متفننًا اشتغل بالعلم وألف وصنف وكان إمامًا في النحو واللغة وبارعاً في الأدب والشعر وكان حسن الدين وحسن الصوت».

إقرأ أيضا
دعم القضية الفلسطينية

الكاتب

  • المسجد النبوي في العصر المملوكي وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان