همتك نعدل الكفة
432   مشاهدة  

“لحوم الغلوتين” تقليعة جديدة لمواجهة الغلاء

الغلوتين
  • صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال



في ظل موجة الغلاء الأخيرة يبحث الجميع عن البديل لا مانع من الاستغناء عن علبة الـ “كابتن بلاك” ثقيلة النيكوتين والسعر نزولًا إلى الـ “بوكس” بالتغاضي عن فرق الجودة وكله عند العرب صابون، حتَّى الأطعمة لم تنجو من حالة التقشف الإجبارية تلك، بعض المواد الغذائية التي يمكن أن نصفها بالكماليات اختفت من موائدنا فجأة، وأصبحنا نسعى لاستبدال الأساسيات أيضًا حتى لا تتخرم الميزانية في نصف الشهر.

بعد وصول أسعارها إلى 250- 300 جنيه للكيلو كان لزامًا على البعض أن يودعوا اللحوم الحمراء واقتصارها على المناسبات والعطلات الأسبوعية السعيدة، أو البحث عن البدائل الأرخص ليس فقط لاستبدال الفائدة الغذائية بل يا حبَّذا لو بطعم مشابه؛ وهنا خرجت علينا قنوات الطبخ المصرية بتقليعة اللحوم النباتية المصنوعة من “الدقيق”، دون تفكير أو بحث قد تشاهد ربة المنزل الوصفة وتسول لها نفسها أنها فكرة جيدة جديرة بالتجربة.

 كباب حلة بـ 25 جنيه

لحوم الغلوتين
شكل العجينة بعد تصفية الدقيق وتركيز الجلوتين

عنوان لافت للانتباه تصدَّر قائمة الفيديوهات التي ترشحها خوارزمية الفيسبوك– الله يسامحها- في حسابي لدرجة أقنعتني كشخص لا يملك أدنى شغف للطبخ بفتحه من باب الفضول، كنت أدرك تمامًا أنَّ العنوان مجرد خدعة والكباب أبو 25 جنيه سيكون غالبًا وصفة مكوناتها لا تقل عن 200 جنيه؛ لكن المفاجأة أن صاحبة القناة لم تكذب وصفتها لا تعتمد سوى على كيلو دقيق أبيض بـ25 جنيه وحبة توابل، والأغرب أن المنتج النهائي كان قطعًا لا يمكن تفريقها عن اللحم العادي.

لأسهل طريقة للوصول إلى النتيجة الشبيهة باللحوم الحيوانية يُعجن الدقيق بالماء ولون طعام أحمر مع التوابل حسب الرغبة حتى يصبح عجينة متماسكة، ثم يستمر العجن لكن تلك المرة تحت المياه حتى يخرج معظم الدقيق الموجود ويتبقى الغلوتين الموجود فيه، ثم يتم تضفيره وسلقه مع توابل وخضار لمدة ساعة ليخرج في النهاية قطعة من اللحم الأحمر جاهزة للتقطيع والطبخ.

مخاطر الاعتماد على الغلوتين والبديل الآمن

صورة بقوليات
صورة بقوليات

الوصفة ليست جديدة فهي طريقة مستخدمة لصنع لحوم نباتية بأشكال مختلفة لا يمكن تفريقها عن الحيوانية، وتزدحم المنصات بوصفات أجنبية لصنع لانشون، رزوبيف أو حتى نقانق من الدقيق، ويتم الترويج لاستخدامها كبديل آمن حتى أن بعض القنوات عرضت الفكرة مسبقًا على أنَّها لحوم صحية، يمكن أن يعتمد عليها مرضى الكوليسترول والسكر أوالممنوعون من اللحوم الحمراء بل تُقدَّم أحيانًا كأكلة صيامي.

إلا أن فائدتها الغذائية لا تشبه فوائد اللحوم من قريب أو بعيد لاعتمادها على مادة الغلوتين فقط دون أي عناصر غذائية أخرى، وهو نوع من البروتين الموجود بشكل طبيعي في الحبوب مثل القمح والشوفان المسؤول عن القوام الجيلاتينى للعجين، رغم فوائده الصحية- بمعدل استخدام آمن- يمكن أن يتسبب في العديد من أمراض المعدة والجهاز الهضمي، وبالنسبة للأشخاص المصابين بحساسية القمح يمكن أن يجعلهم عرضة لأمراض أخطر، وفقًا لورقة بحثية أصدرتها هارفارد فإنهم أكثر عرضة لأمراض هشاشة العظام وفقر الدم وفي حالات نادرة السرطان، ناهيك عن أعراض الحساسية التقليدية انسداد الحلق والطفح الجلدي.

جدير بالذكر أن الغلوتين في حد ذاته كعنصر غذائي لا يمكن الاستغناء عنه تمامًا، لكن تركيز الوجبة عليه وجعله الطبق الرئيسي تصرُّف ضار بالصحة ولا يمكن الترويج له بوصفه للمرضى، حيث أن معدل الاستهلاك الآمن لا يتعدى 15 جرام يوميًا وهي الكمية الموجودة في أربع شرائح من الخبز.

إقرأ أيضا
جيل الوسط

لا خلاف على أن اللحوم الحيوانية هي المصدر الأغنى بالبروتين بمعدل 28-26 جم لكل 85 جم، لكن بدلًا من إرهاق المعدة ببديل غلوتيني صرف وتحمُّل مخاطره يمكن الاعتماد على مصادر أخرى من البقوليات؛ بالطبع لا يمكن أن تحتوي على القيمة الغذائية نفسها مثلًا يحتوي 100 جم من الفول على 8 جم بروتين، في مقابل 7 جرامات في الـ 100 جم من العدس، وهكذا في معظم الحبوب الكاملة مثل الشوفان والحمص وكذلك الفاصوليا والفول السوداني.. إلخ.

الكاتب

  • الغلوتين إسراء أبوبكر

    صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان