همتك نعدل الكفة
816   مشاهدة  

لماذا أحببتم جعفر العمدة رغم التحفز ضده قبل رمضان؟

جعفر العمدة
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



لا يمكن أن نصف ما يحدث – عندما نرصد ردود أفعال الجمهور بعد نهاية الأيام العشرة الأولى من شهر رمضان- إلا بالمفاجأة ..  كيف يمكن أن يكون الوعي الجمعي رافضًا لشئ تمام الرفض وفي زمن لا يتخطى تسعة أيام يبدأ صوتًا واحدًا يتلف حول قراره ويعدّله فتتعالى أصوات متعددة بعده بنفس الرأي؟ ومن ثَم نجد السيارة التي طلعت إلى الكوبري تنزل بسرعة فائقة مرة أخرى .. بالضبط كالمشهد الكليشيه في الأفلام الكوميدية حين يقسم أحدهم بألا يفعل الشئ الفولاني وتجده في المشهد التالي غارقًا في فعله .. هكذا وقع القطاع الأكبر من الجمهور أو قُل نصب للجمهور نفسه فخًا واصطاد نفسه بنفسه!

 

قبيل شهر رمضان، كان مسلسل جعفر العمدة – وتحديدًا بعد الإعلان عن اسم المسلسل والأفيش الرسمي له من قِبل النجم محمد رمضان وأبطال المسلسل – كان المسلسل محض مادة خام للميمز والكوميكس .. والمعظم من الساخرين كان يستهدف بشكل أساسي إطار الأحداث الذي –بالطبع- سيتكرر، وصُنعت الكوميكات عن موت أبو البطل بالتأكيد وتحمله المسؤولية كاملة .. وعن حُبه المبالغ فيه للنساء وقول الحِكَم والفصل في مشكلات الناس .. وكذا العيش بين أبناء الطبقة الكادحة وأبناء الأثرياء .. وصنعت حالة مفادها أن هذا المسلسل لن يحقق نسبة عالية من المشاهدات .

لقطة من مشهد مشاجرة كارم فتح الله مع العمدة جعفر
لقطة من مشهد مشاجرة كارم فتح الله مع العمدة جعفر

بدأ معدل مشاهدات جعفر العمدة في الأيام الثلاثة الأولى بشكلًا طبيعيًا كأي عمل فني يستكشفه الجمهور، وتلك حركة طبيعية لأشكال التفاعل المختلفة مع جميع الأعمال الفنية تقريبًا .. لكن المؤشر بدأ بالارتفاع السريع والحاد والمفاجئ تحديدًا بعد مشهد المشاجرة بين جعفر العمدة وكارم فتح الله .. والعجيبة أن هذا المشهد تحديدًا توقعه الجمهور ضمن حملة الميمز .. والأعجب أن هذا المشهدد تحديدًا كان شرارة التفاعل مع المسلسل، حتى إننا الآن في العشرة حلقات الأولى من رمضان نكاد نجزم أن العمدة جعفر في مقدمة الأعمال الذي يتفاعل معها الجمهور يوميًا .. وعندما نتحدث هنا عن الجمهور فإننا نتحدث عن حديث الشارع الذي لا ينفصل عن حديث الميديا.

 

وعندما نتأمل أسباب نجاح محمد رمضان في مسلسله جعفر العمدة، ونقول هنا (محمد رمضان) لأن المسلسل كله يدور في فلك محمد رمضان كشخص قبل أن يكون فنان .. فإننا أمام عدة أسباب أهمها أن محمد رمضان يدرك جيدًا ما يحتاجه السوق حتى وإن كرره مره أخرى، فتلك التوليفة التي بدأها فريد شوقي منذ الأربعينات يبدو أنها (خربوش) الشاي الذي يضبط مزاج السواد الأعظم من المصريين حتى الآن .. كما إن محمد رمضان وإن كان قد فرض نفسه فرضًا على تلك النوعية من الأدوار لكنه في لحظة ما صدّق ما يفعله فظهرت حالة الصدق على الشاشة فصدقه الجمهور .. ناهيك طبعًا على إن الخماسي : هالة صدقي، وإيمان العاصي، وزينة، ومنة فضالي، ومي كساب .. هذا الخماسي يقدم حالة يمكننا أن نصفها بالتمكّن خلال أحداث المسلسل التي لا تبدو بتماسك الحالة العامة للمسلسل نفسه .. لذلك يمكننا أن نصف ما يحدث أنها لغة خاصة بين محمد رمضان وجمهوره .. ولا نعتقد أن هذا النهج الأساسي لنجاح أي عمل فني، لكن ما يحدث بشكل عام هو استثناء للقاعدة العامة للنجاح !

 

إقرأ أيضا
جداريات

 

الكاتب

  • جعفر العمدة محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان