“السيدة نفيسة ومغادرة مصر” قصة المحاولة تاريخيًا بعد استعراضها في رسالة الإمام
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
استعرضت الحلقة 27 من مسلسل رسالة الإمام قصة السيدة نفيسة ومغادرة مصر وكيف صرفت نظرها عن تلك الرغبة رغم أن زوجها كان يطلبها ثم تدخل السُّرِّي بن الحكم للحل مع الإمام الشافعي.
السيدة نفيسة ومغادرة مصر بعد مجيئها .. لماذا ؟
في 26 رمضان 193هـ وصلت السيدة نفيسة إلى مصر التي كان يحكمها الحسن بن البحباح، ونزلت أول ما نزلت عند بيت كبير التجار جمال الدين بن عبدالله الجصاص، ثم انتقلت إلى بيت أم هانئ، ثم انتقلت إلى دار أبو السرايا أيوب بن صابر وكان يهوديًا وأسلم وذلك بعد شفاء ابنته التي زارت السيدة نفيسة، وكان بيته في درب الكروبيين وهو المعروف الآن بالحسينية.[1]
كان دار السيدة نفيسة مقصدًا لأهل مصر يأتون لها فيطلبون منها الدعاء بصلاح حالهم[2]، بل وكان أهل مصر يشكون لها من فساد الولاة وكانت تعظهم[3] وكان للسيدة نفيسة كرامات انتشر ذكرها في جموع المصريين فكان بيتها مزدحمًا وضاق المنزل عليها لدرجة أنها شُغِلَت عن أورادها ومن هنا بدأت قصة رغبة السيدة نفيسة في مغادرة مصر.[4]
حاول الناس إثناء السيدة نفيسة عن رغبتها في مغادرة مصر، ولم يجدوا مفرًا من إدخال السُّري بن الحكم في الأمر ليستعطفها ويرجو بقاءها في مصر، فحدث بينهم حوار انتهى ببقاءها في مصر وتخصيص يومي السبت والأربعاء من كل أسبوع للزيارة.
استعرض توفيق أبو علم رئيس مجلس إدارة مسجد السيدة نفيسة خلال التسعينيات تفاصيل المحاورة بينها وبين السُّرِّي بن الحكم فقال أن السيدة نفيسة قالت للسُّرِّي بن الحكم «إني كنت قد اعتزمت المقام عندكم، غير أني امرأة ضعيفة، وقد تكاثر الناس جولي وأكثروا من زيارتي، فشغلوني عن أورادي وجمع زادي لمعادي، غير أن منزلي هذا يضيق بهذا الجمع الكثيف والعدد الكثير وقد زاد حنيني إلى روضة جدي المصطفى صلى الله عليه وسلم»، فرد عليها السُّرِّي بن الحكم قائلاً «يا ابنة رسول الله إني كفيل بإزالة ما تشكين منه وسأمهد لك السبيل وأهيئ لكِ ما في راحتك ورضاكِ، أما ضيق المنزل فإن لي دارًا واسعةً بدرب السباع وإني أشهد الله تعالى أني قد وهبتها لكِ وأسألك أن تقبيلها مني ولا تخجلين بردها عليّ»، فقالت بعد سكوت طويل: إني قبلتها منك»؛ وحول جَمْع الناس اقترح السُّرِي عليها بتخصيص يومين في الأسبوع لهم.[5]
[1] توفيق أبو علم، السيدة نفيسة، ط/1، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وزارة الأوقاف، القاهرة، 1412هـ / 1992م، ص80.
[2] شمس الدين أبو عبدالله محمد بن ناصر الدين الأنصاري، الكواكب السيارة في ترتيب الزيارة، مكتبة المثنى، بغداد، (بدون تاريخ طبع) ص32.
[3] محمد زكي الدين إبراهيم، مراقد أهل البيت في مصر، ط/6، مطبوعات ورسائل العشيرة المحمدية، القاهرة، 1424هـ / 2003م، ص92.
[4] النبوي جبر سراج، السيدة نفيسة كريمة الدارين، المكتبة التوفيقية، القاهرة، (بدون تاريخ طبع)، ص33.
[5] توفيق أبو علم، السيدة نفيسة، ص83.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال