همتك نعدل الكفة
604   مشاهدة  

البويطي ومحمد بن عبدالله عبدالحكم “مأساة في تاريخ الشافعية مهدت لها دراما رسالة الإمام”

البويطي ومحمد بن عبدالله عبدالحكم
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



ينتهي مسلسل رسالة الإمام الشافعي عند وفاة الشيخ محمد بن إدريس، وبالتالي لن يتناول خلاف عنيف في تاريخ الشافعية بين البويطي ومحمد بن عبدالله بن عبدالحكم على خلافة الشافعي في شياخة المذهب.

من مشاهد رسالة الإمام
من مشاهد رسالة الإمام

ظهر محمد بن عبدالله بن عبدالحكم في مسلسل رسالة الإمام خلال الحلقة 26 وهو تارك لجلسة البويطي ثم حدوث خلال نقاش مع أبيه وشكواه من تجاهل الإمام الشافعي له وتوصية أبيه له بأن لا يترك مجلس الشافعي.

من هما البويطي ومحمد بن عبدالله بن عبدالحكم اللذين جاءا في مسلسل رسالة الإمام ؟

البويطي في مسلسل رسالة الإمام
البويطي في مسلسل رسالة الإمام

جسد الفنان خالد أنور شخصية أبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي، فيما ممثل شاب شخصية محمد بن عبدالله بن عبدالحكم؛ وكلاهما لهما دور في تاريخ الشافعية بمصر.

اقرأ أيضًا
النهاية الحقيقية لشخصيات مسلسل رسالة الإمام

يوسف بن يحيى البويطي هو من بلدة بويط التابعة لمركز ساحل سليم محافظة أسيوط، وتاريخه ميلاده غير معروف، وكان له صحبة عند الشافعي ودور كبير في نشر علومه، لدرجة أن الشافعي كان يعتمد عليه في الفتاوى.[1]

محمد بن عبدالله بن عبدالحكم - مسلسل رسالة الإمام
محمد بن عبدالله بن عبدالحكم – مسلسل رسالة الإمام

أما محمد بن عبدالله بن عبدالحكم فهو من مواليد سنة 799م / 182هـ ، وكان من أهم علماء مصر لدرجة أن قيل عنه ما رأيت في الفقهاء أعلم بأقاويل الصحابة والتابعين من محمد بن عبدالله بن عبدالحكم.[2]

خلاف البويطي وبن عبدالحكم والتفاصيل القاتمة في أيام الإمام الأخيرة

ضريح الإمام الشافعي - تصوير معاذ لافي
ضريح الإمام الشافعي – تصوير معاذ لافي

كان الاثنين البويطي ومحمد بن عبدالله بن عبدالحكم بينهما قرب من الشافعي لدرجة كبيرة، فالبويطي هو ظله والذي يطلب منه الفتوى بحضوره، بينما محمد بن عبدالله بن عبدالحكم لفت نظر الشافعي بسبب ذكاءه وعلمه، فضلاً عن أن أبيه عبدالله بن عبدالحكم كان هو الذي استقبل الشافعي في مصر، الحب نفسه كان متبادلاً من جانب محمد بن عبدالله بن عبدالحكم، فهو كان مالكي المذهب كأبيه، لكنه انضم للمذهب الشافعي، ثم حدثت المأساة بمرض الشافعي.

عندما بدأ المرض يدب في الإمام الشافعي جاء محمد بن عبدالله بن عبدالحكم طالبًا أن يخلف الشافعي في تدريس الفقه على المذهب الشافعي، ليرد البويطي بأنه أحق بذلك منه، ليأتي عبدالله بن الزبير بن عيسى الحميدي وكان حينها في مصر، ويقول على لسان الإمام الشافعي ليس أحد أحق بمجلسي من البويطي، وليس أحد من أصحابي أعلم منه، فقال له محمد بن عبدالله بن عبدالحكم كذبت، ليرد عليه الحميدي بقوله كذبت أنت وأبوك وأمك، وغضب محمد بن عبدالله بن الحكم فترك مذهب الشافعي.[3]

بعد وفاة الإمام الشافعي تحول خلاف محمد بن عبدالله بن عبدالحكم مع الشافعية إلى كراهية، فوضع كتابًا سماه الرد على الشافعي فيما خالف فيه الكتاب والسنة.[4]

اشترك محمد بن عبدالله بن عبدالحكم مع البويطي في مأساة النهاية مع اختلاف في التواريخ والأسباب، فيوسف البويطي مات في سجن بغداد إثر أزمة خلق القرآن والتي كان رافضًا لها، ومن المفارقات أن الإمام الشافعي تنبأ بنهايته إذ قال «أنت تموت في الحديد» وهو ما حدث سنة 231هـ / 845م.[5]

ففيما يتعلق بمحمد بن عبدالله بن الحكم فقبل وفاته بسنوات تعرضت أسرته كلها إلى أزمة عنيفة، إذ أرسل الخليفة العباسي أحد عماله ليتحرى عن الذين اشتركوا في الثورة ضده فكان من بينهم رجل اسمه علي بن الجروي، واتُهِمَت أسرة عبدالحكم بأنهم أخفوا جزءًا من أمواله عندهم فأمر الخليفة بالقبض عليه ومحاكمتهم، فقضى القاضي بأن يدفعوا غرامة كبيرة ومصادرة أموالهم وسجنهم، ومات عبدالرحمن بن عبدالحكم (المؤرخ) في السجن.

إقرأ أيضا
فتح الأندلس

ظهرت براءة الأسرة من تلك التهمة فكان انتقام الدولة العباسية من القاضي محمد بن أبي الليث الحارث بن شداد الإيادي الجَهْمِي الخوارزمي، لا هوادة فيه فتم صدور قرار بسجن القاضي وضربه وحلق لحيته وإركابه على الحمار بالمقلوب.[6]

بقي محمد بن عبدالله بن عبدالحكم في مصر بعدها يعيش حياة ترك رغدها رغم ثراءه وظل متواضعًا رغم غِنَاه، ليموت سنة 268هـ ويصلي عليه القاضي بكار بن قتيبة.


[1] تاج الدين بن السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، تحقيق:- محمود محمد الطناحي وعبدالفتاح الحلو، ج2، ط/1، دار إحياء الكتب العربية – فيصل عيسى البابي الحلبي، القاهرة، 1383هـ / 1964م، ص163.
[2] شمس الدين الذهبي، تذكرة الحفاظ، ج2، ط/1، دار الكتب العلمية، لبنان، 1419هـ / 1998م، ص547.
[3] تاج الدين بن السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، ج2، ص ص68–69.

[4] المرجع السابق، نفسه.
[5] المرجع السابق، ص165.
[6] شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، تحقيق:- شعيب الأرنؤوط وصالح السَّمر، ج12، ط/11، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1417هـ / 1996م، ص500.

الكاتب

  • تاريخ الشافعية وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان