الموت الغامض لثالث أغنى رجل في العالم .. المليونير الذي “سقط” من طائرته

يعد اختفاء ألفريد لوينشتاين أحد أكثر الألغاز المحيرة في التاريخ الأمريكي الحديث. ثالث أغنى رجل في العالم، جسد المصرفي بلجيكي المولد ثروة وفائض العصر الذهبي. قبل عام واحد من انهيار سوق الأسهم عام 1929 الذي أدى إلى الكساد الكبير، اختفى بزعم سقوطه من طائرة.

في 4 يوليو 1928، استقل لوينشتاين طائرته الخاصة وغادر مطار كرويدون في إنجلترا للعودة إلى بروكسل. لقد كانت رحلة روتينية قام بها كثيرًا مع موظفيه. كانت السماء صافية عندما صعد لوينشتاين لاستخدام المرحاض، فقط ليخطئ في مخرج الطائرة الخلفية للباب ويخرج مباشرة من الطائرة.

يُزعم أن طيار لوينشتاين وميكانيكيه وأربعة ركاب لم يكونوا على دراية بما حدث حتى وجد سكرتيره آرثر هودجسون الباب الخلفي يرفرف في مهب الريح. لكن لغز ما حدث حقًا لألفريد لوينشتاين لا يزال دون حل حتى يومنا هذا.

صعود ألفريد لوينشتاين إلى الثروات

ولد في 11 مارس 1877، جاء ألفريد ليونارد لوينشتاين من سلسلة طويلة من المصرفيين. درس جيدًا من قبل والده برنارد، وهو ممول ألماني يهودي، وأسس شركة للطاقة الكهربائية استهدفت الدول النامية في جميع أنحاء العالم.

من خلال تزويد دول العالم الثالث بمنشآت الطاقة الكهربائية، جمع لوينشتاين ثروة. لقد استثمر في سلع مثل الحرير الاصطناعي بالضبط قبل أن يرتفع سعره. مع شغفه بالطيران ومئات الرحلات الجوية تحت حزامه، أطلق على لوينشتاين لقب “ممول الطيران” في بلجيكا.

عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى، أصبح لوينشتاين أحد أقوى الرجال في أوروبا. كان هذا واضحًا عندما، بعد أن ذهبت الحكومة البلجيكية إلى المنفى كدولة محايدة بعد الغزو الألماني، عرض لوينشتاين على الحكومة 50 مليون دولار دون فائدة – لشراء جميع ديون البلاد بنفسه.

مع رفض العرض، انتقل إلى إنجلترا وافتتح شركة قابضة في عام 1926. أكسبه استثمار واحد خلال عشرينيات القرن الماضي وحدها أكثر من مليون دولار. تمت استشارته من قبل رؤساء الدول، ومنحته الحكومة البريطانية “نيشان الحمام من رتبة مرافق”.

أصبح ألفريد لوينشتاين معروفًا أيضًا باسم “الرجل الغامض في أوروبا” و”بابا نويل البلجيكي”. قبل وفاته مباشرة، ورد أن ثالث أغنى رجل وضع نصب عينيه صفقات مربحة في أمريكا.

قال لوينشتاين: “لطالما استخدمت ما يسمى بالأساليب الأمريكية. أنا أحب الطاقة الأمريكية والكفاءة الأمريكية. من نواح كثيرة وجهة نظري مشابهة لوجهة نظر رجل الأعمال الأمريكي؛ لهذا السبب أحب أن أتعامل معه وأشعر بأنني في وطني في بلده.”

ثالث أغنى رجل في العالم يسقط من السماء

غادر ألفريد لوينشتاين إلى بروكسل في 4 يوليو. شملت الرحلة طياره دونالد درو والميكانيكي روبرت ليتل وخادمه فريد باكستر والسكرتير آرثر هودجسون وكتاب الاختزال إيلين كلارك وبولا بيدالون. أقلعت الطائرة حوالي الساعة 6 مساءً.

كانت الطائرة تحلق فوق القنال الإنجليزي على ارتفاع 4000 قدم عندما قام لوينشتاين للذهاب إلى المرحاض. لم يعد أبدًا من مؤخرة الطائرة، وعندما تم اكتشاف غيابه، هبط درو اضطراريًا على الفور على شاطئ بالقرب من دونكيرك.

تم استجواب الركاب الستة الذين استولى عليهم الجيش الفرنسي. أجرت وزارة الطيران البريطانية اختبارات على الطائرة في 12 يوليو، وخلصت إلى أنه كان من المستحيل فتح الباب الخلفي دون أن يغلقها التيار المنحدر. تم استخراج جثة لوينشتاين من الماء بالقرب من بولون بعد أسبوع.

إقرأ أيضا

“ألو القاهرة .. معاك يا إسكندرية” قصة أول تجربة لوضع الأسلاك التليفونية تحت الأرض

تم التعرف على جثة ألفريد لوينشتاين من خلال ساعة يده، ولم تظهر أي علامات على وجود طرف ثالث. فحصت جمجمته المكسورة وعظامه المكسورة في الاصطدام، وحُكم على وفاته بأنها حادث. مع ذلك، انتشرت النظريات القائلة بأنه قُتل بأمر من ورثته أو انتحر قبل انهيار إمبراطوريته.

قال أحد أصدقائه: “حتى لو افترض أنه فقد بضع عشرات الملايين من الفرنكات، فإن ذلك لن يدفعه للانتحار”.

بعد بضع السنوات من وقاته قام ابنه روبرت بإطلاق النار على أحد خدمه لأسباب غامضة ومات هو الأخر في حادث طائرة في عام 1941.

قبل وفاة ألفريد لوينشتاين، كان صديق الملوك ورجل الأعمال الأثرياء يسيطر على مزارع المطاط في الكونغو، وممتلكات الفحم في ألمانيا، وكان مساهمًا رئيسيًا في نظام السكك الحديدية البلجيكي.