همتك نعدل الكفة
146   مشاهدة  

عشية الانتخابات التركية.. أردوغان يلعب على وتر الانقلابات وقيليتشدار أوغلو يخاطب المرأة

الانتخابات التركية
  • صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال



بدأت فترة الصمت عشية الجولة الثانية من الانتخابات التركية؛ لتتوقف الحملات الانتخابية لأردوغان وقيليتشدار أوغلو عند محطة أخيرة، تشير إلى توجهات المرشحَين المتنافسَين على مقعد الرئاسة ورسائل أرادوا التوقف عندها. من محطاته الأخيرة بدا واضحًا امتداد أردوغان نحو الإسلام السياسي؛ بعد اختتامه الحملة الانتخابية قبل الجولة الأولى بصلاة العشاء في آيا صوفيا، في حين فضل قيليتشدار أوغلو إلقاء آخر خطاب له من أمام ضريح مؤسس الجمهورية التركية ورمز العلمانية أتاتورك. 

فكيف اختتم المرشحان حملتهما تلك الجولة؟

أردوغان من أمام قبر مندريس ونجم الدين أربكان “يوم الانتخابات نهاية عصر الانقلابات”

الانتخابات التركية
أردوغان من أمام ضريح عدنان مندريس

تزامن يوم الصمت الانتخابي قبيل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية مع السابع والعشرين من مايو/ أيَّار، حيث تمر على تركيا الذكرى الـ63 للانقلاب العسكري على أول رئيس وزراء منتخب في حقبة ما بعد الحزب الواحد. وهنا قرر أردوغان إنهاء مشوار حملته الانتخابية بزيارة لقبر عدنان مندريس، والذي حُكم عليه بالإعدام عقب الانقلاب الأول في تاريخ البلاد. 

جدير بالذكر أن عدنان مندريس فاز بمنصب أول رئيس وزراء منتخب بعد سنوات من فترة الحزب الواحد، إلا أن مجموعة جنرالات من الجيش التركي قرروا عزله عن منصبه في الـ27 من مايو 1960؛ بعد ظهور ميول الإسلام السياسي في توجهاته. حوكم على أثرها بتهم الخيانة، ومعاداة النظام العلماني، والسعي لتأسيس فاشية دينية؛ ثم أعدم بعد محاكمة عسكرية صورية.

الانتخابات التركية
عدنان مندريس يدلي بصوته في أول انتخابات في تركيا

بعد جولته التي مرت بقبور عدنان مندريس وتورجوت أوزال رئيسي الوزراء السابقين، زار أردوغان ضريح الأب الروحي للإسلام السياسي في تركيا ومعلمه، نجم الدين أربكان. وأشار في تصريحاته الأخيرة بعد الزيارة إلى محاولة الانقلاب عليه في 2018، معتبرًا يوم الانتخابات التركية إعلانًا بانتهاء عصر الانقلابات. 

وتمامًا كما فعل عشية الجولة الأولى، جعل آخر تواجد علني له قبل حظر الدعاية الانتخابية في إحدى مساجد إسطنبول الشهيرة. حيث شهد مسجد السلطان أيوب تجمهرًا كبيرًا من أنصاره، وتداولت وسائل إعلام صورًا أخيرة قبل تطبيق الحظر للرئيس الحالي بين مؤيديه، وأخرى وهو يسجد خلال أدائه لصلاة العشاء.

اقرأ أيضًا

“حزب الله” يتسلل إلى البرلمان التركي عبر تحالف أردوغان المثير للجدل

قيليتشدار أوغلو يضمن التقاعد لربات البيوت ويعد بالعدالة الاجتماعية بعد تحسين الاقتصاد

الانتخابات التركية
قليليتشدار أوغلو من مؤتمر دعم الأسرة

أمَّا مرشح تحالف الأمة المعارض، كمال قيليتشدار أوغلو، ففضل إنهاء حملته الانتخابية بمؤتمر تأمين دعم الأسرة في أنقرة. حيث ناقش الأزمات التي تواجه المرأة في المجتمع التركي من خلال نماذج مختلفة، ووعد بتحسين حياتهن الصعبة، خاصًة ربات البيوت اللاتي لا تملكن الحق في التقاعد دون الاعتماد على معيل.

كما تحدث عن غياب العدالة الاجتماعية في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، وحاول إرسال تطمينات للمواطنين عشية الانتخابات التركية تعد بدولة اجتماعية. وتعهد بتعميم تأمين دعم الأسرة حال فوزه برئاسة الجمهورية، مؤكدًا أن سياساته ستعمل على تخفيف الأعباء عن الأسر الفقيرة. 

بعد ازدياد كتلة المصوتين الشباب في الدورة الحالية من الانتخابات التركية بخمسة ملايين ناخب، يحاول قيليتشدار أوغلو استقطاب أصواتهم بضمان حريتهم الاجتماعية والجنسية التي ضيقها عليهم نظام أردوغان. فقد جعل مرشح الطاولة السداسية آخر وعوده قبل دخول فترة الحظر تتعلق باللعبة الأكثر شعبية بين الشباب، كرة القدم، حيث وعد ببث مبارياتها على التلفزيون الرسمي مجانًا.

اقرأ أيضًا 

إقرأ أيضا
مركز تنمية المواهب

الانتخابات التركية.. انقسام التيار القومي يغير موازين الجولة الثانية

حملت التصريحات والمحطات الأخيرة للمرشحَين عشية الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية توجهات كلًا منهما- بشكل مبطن-؛ فقد أكد أردوغان للمرة الثانية أنه يأتي من خلفية إسلامية، وينتمي لرموز الإسلام السياسي، مشيرًا بهدوء إلى مؤامرة ضده باعتباره خطرًا على العلمانية- التي دائمًا ما يدافع عنها على الملأ-. 

بينما ذهب قيليتشدار أوغلو إلى التأكيد على أيدولوجيته اليسارية، وخطابه الموجه نحو الكتل التصويتية الأهم، الشباب والمرأة، معتمدًا على نبرة تصريحات خفيفة وقريبة من الشارع. على الجانبين لا يمكن أن نعتبر تلك الرسائل مؤشرًا لأي شيء؛ ففي المرة الأولى في تاريخ البلاد تذهب الانتخابات لجولة ثانية، وللمرة الأولى في تاريخ أردوغان تكون النتيجة غير محسومة.

الكاتب

  • الانتخابات التركية إسراء أبوبكر

    صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان